يبدو أن عدد المعتقلين في تركيا، خلال الساعات الأخيرة بعد فشل محاولة الانقلاب العسكري سيتجاوز 10 آلاف، في إجراء أثار تخوفاً دولياً، ودفع المجتمع الدولي إلى دعوة أنقرة لعدم اتخاذ إجراءات تعسفية أو انتقامية قد تستهدف معارضي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ.

وأعلن وزير العدل التركي بكير بوزداغ، أن حوالي 6000 شخص أُوقفوا حتى صباح أمس، مؤكداً أن الاعتقالات ستتواصل وأن الرقم سيتصاعد، في حين أفادت التقارير بأن من بين الموقوفين 3 آلاف عسكري من مختلف الرتب، إضافة إلى مئات القضاة والمدعين.

Ad

ولفتت وزارة الخارجية التركية أمس إلى أن أكثر من 190 مواطناً وأكثر من 100 من مخططي محاولة الانقلاب قُتِلوا وأصيب أكثر من 1400.

ولدى مشاركة الرئيس إردوغان في تشييع قتلى بمسجد الفاتح في إسطنبول، ألقى كلمة تعهد خلالها بالقضاء على «الفيروسات التي تغلغلت في جميع أجهزة الدولة كالسرطان»، في إشارة إلى أنصار الداعية الإسلامية فتح الله غولن، الذي اتهمته السلطات بالوقوف وراء الانقلاب.

وبينما قال الرئيس التركي، إن أنقرة ستطلب رسمياً من «الولايات المتحدة والغرب» تسليم غولن، الذي يعيش في المنفى الاختياري في أميركا منذ عام 1999، دعا أنصاره إلى البقاء في الشوارع للتظاهر تأييداً له أسبوعاً على الأقل، معتبراً أن «الأمر لن ينتهي بسرعة».

ولم يتمكن إردوغان من حبس دموعه، خلال جنازة أحد رفاق دربه الذي قتل مع ابنه البالغ 16 عاماً، برصاص الانقلابيين.

وجرى أمس اعتقال قائد قاعدة أنجرليك الجوية الاستراتيجية في الحرب على «داعش» الجنرال بكير أرجان فان، بتهمة التواطؤ مع الانقلاب، كما تم توقيف علي يازجي، المستشار العسكري للرئيس التركي، في حين أعلنت قيادة القوات المسلحة التركية، أمس في بيان، أنه تم تحييد محاولة الانقلاب، مشددة على أن الجيش رهن إشارة الدولة والشعب.

بموازاة ذلك، استؤنفت أمس العمليات الجوية ضد «داعش» انطلاقاً من تركيا، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، وذلك بعد أن علقت أمس الأول بطلب من أنقرة، في وقت جدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري نفيه تورط بلاده في الانقلاب أو علمها السابق به.