اللافت أن مسلسلين كانا سباقين بوضع فقط +16 على شارتهما هما «القيصر» ليوسف الشريف، و{شهادة ميلاد» لطارق لطفي، بينما وضعت أعمال أخرى التصنيف العمري بعد تلويح رئيس الرقابة خالد عبد الجليل بوقف بث الحلقات وإرسال إنذارات للقنوات العارضة إذا لم تلتزم بوضع التصنيف العمري مع بداية كل عمل.

«الأسطورة» بطولة محمد رمضان، «الخانكة» بطولة غادة عبد الرازق، «الكيف» لباسم سمرة، «الطبال» لأمير كرارة، أبرز الأعمال التي أضافت المراقبة التصنيف العمري عليها لاحتوائها مشاهد عنف وإدمان.

Ad

وضعت بعض الأعمال التصنيف بعد الشارة، فيما وضعت أعمال أخرى التصنيف في المشهد الأول من كل مسلسل، وكان لافتا أن أياً من بروموهات المسلسلات لم يشهد وضع التصنيف العمري عند طرحه قبل رمضان فيما تسبب إلزام الرقابة بالتصنيف العمري بتحوله إلى رقم يعرض سريعاً على الشاشة.

مسؤولية اجتماعية

توضح الناقدة ماجدة موريس أن المسؤولية الاجتماعية في ما يتعلق بالتصنيف العمري مشتركة بين الرقابة التي يجب أن تلزم صناع الأعمال بوضع التنويه لفترة أطول على الشاشة، الوالدين في أن يمنعوا أبناءهم من متابعة هذه الأعمال سواء عبر شاشة التلفزيون أو على الإنترنت الذي يتيح المحتوى الدرامي من دون تنويه أو قيود.

تضيف: «عادة يؤدي المنع إلى الترويج للأعمال عبر الإنترنت، وهو ما يظهر في تلك التي يتم منعها أو تصنيفها باعتبارها للكبار فقط، إذ تحقق نسبة مشاهدة واسعة» مشيرة إلى أن الرقابة ليست وحدها مسؤولة عن تصنيف الأعمال، بل ثمة عوامل لا يمكن السيطرة عليها من الجهات المسؤولة بمفردها.

تتابع أن التنويه بالفئة العمرية التي يسمح لها بمشاهدة العمل يمكن أن يبقى طوال الحلقة، لا سيما أن الأعمال الدرامية في السباق الرمضاني تعرض عادة من دون شارات ما يجعل التصنيف العمري يظهر ثواني محدودة، ولا يتمكن كثر من مشاهدته مشيدة بالاهتمام بوضعه في الدراما أخيراً.

بدوره يرى الناقد محمود قاسم أن التصنيف العمري للأعمال الدرامية موجود في مختلف بلاد العالم، لأن المضمون لا يناسب الشرائح كافة ، وهو ما يجب أن يراعى في توقيت العرض، مشيراً إلى أن الأفلام السينمائية عندما تعرض للكبار فقط في دور العرض، تعرض تلفزيونياً من دون مراعاة توقيت عرضها وإعادتها وهي مسألة تحتاج إلى تنظيم.

يضيف أن المسؤولية المشتركة بين الأسرة والرقابة حول قواعد مشاهدة الأعمال تساهم في حجب مشاهد العنف عن الأطفال حتى لا تؤثر سلباً في تشكيل وعيهم، لافتا إلى أن التصنيف لا يرتبط بالمشاهد الجريئة فحسب، بل بقضايا قد لا يفهمها الأطفال، ومشاهد القتل والاشتباكات التي قد تجعل سلوكهم يتسم بالعدوان مستقبلا.

خطوة متأخرة

تعتبر الناقدة ماجدة خير الله أن التصنيف العمري خطوة تأخرت في الدراما لكنها يجب ألا تستغل لتبرير تمرير مشاهد غير مناسبة، موضحة أن التصنيف أصبح ضرورة لاختلاف نوعية الأعمال الدرامية التي تقدّم على الشاشة، وتناولها موضوعات لم تعالج من قبل، على غرار التركيز على الأمراض النفسية والعشوائيات.

تضيف أن التطور الذي شهدته الدراما في السنوات الأخيرة فرض سرعة الاهتمام بالتصنيف العمري، رغم عدم انتشاره في العالم العربي وليس مصر فحسب، مؤكدة أن هذا الأمر قد يستغرق بعض الوقت ليكون ثقافة مجتمعية مقبولة.

أما الفنان يوسف الشريف فيؤكد أن التصنيف العمري في الدراما التلفزيونية في غاية الصعوبة لاستحالة السيطرة على متابعي التلفزيون، على العكس من السينما التي يسمح لفئات معينة بدخولها، مشيراً إلى أن الأمر مرتبط بالرقابة الأسرية التي تؤدي الدور الأكبر حول ما يمكن أن يشاهده الأطفال.

يضيف أنه نصح أولاده بعدم مشاهدة مسلسله الأخير «القيصر» لأنه غير مناسب لهم، لافتا إلى أن الرقابة الأسرية مرتبطة بطبيعة المحتوى الذي قد لا يفهمه الأطفال، لا سيما مشاهد الأكشن والعنف التي قد يكون تأثيرها سلبياً على تكوينهم النفسي.

الرقابة تهدد المسلسلات
هدد رئيس الرقابة على المصنفات الفنية خالد

عبد الجليل باتخاذ إجراءات قانونية ضد الأعمال الدرامية التي لا تلتزم مستقبلاً بالتصنيف العمري من الحلقات الأولى، خصوصاً أن الرقابة تبدي ملاحظات التصنيف العمري قبل بداية التصوير، مؤكداً أن الالتزام بذلك هو التزام بالقانون القائم بالفعل من دون تعديل لكن بنوده لم تكن مفعّلة من قبل.

يضيف: «تمسك الرقابة بمشاهدة حلقات الأعمال كاملة قبل إرسالها إلى الفضائيات في فترات قصيرة جداً، ذلك أن الأعمال الدرامية في غالبيتها كانت تسلّم حلقاتها بشكل يومي للمحطات في رمضان، فاضطر الرقباء للعمل ساعات إضافية يومياً.