فيما بدا أنها مزايدة على الميليشيات الشيعية المنضوية في «الحشد الشعبي» والمدعومة من إيران، هدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، القوات الأميركية الجديدة، التي أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قبل أسبوع في بغداد أن بلاده سترسلها للمساعدة في القتال ضد تنظيم داعش، مع الاستعداد لمعركة استعادة الموصل.

وقال الصدر في رد على سؤال لأحد أنصاره بخصوص إعلان كارتر عن إرسال 500 جندي جديد «انهم هدف لنا».

Ad

وفي وقت لاحق، نفى رئيس الهيئة السياسية داخل "التيار الصدري" رئيس كتلته النيابية "الأحرار" ضياء الأسدي، تهديد الصدر باستهداف الجنود الأميركيين، قائلا إن رجل الدين الشيعي كان يقصد أن القوات العراقية المشتركة لا تحتاج إلى أي مساعدة لتحرير الموصل.

وكان الصدر وجَّه انتقادات لاذعة للميليشيات الموالية لإيران، ووصفها بالميليشيات الوقحة، كما انتقد الانتهاكات التي قامت بها.

وينتشر حاليا آلاف الجنود الأميركيين بالعراق، في إطار الحرب ضد «داعش»، ما يعني أن ميليشيا الصدر لديها الفرصة في استهدافها لو كانت ترغب في ذلك.

وخاضت ميليشيا جيش المهدي - التابع للصدر، ألد أعداء الولايات المتحدة بعد الحرب عام 2003، معارك شرسة مع الجيش الأميركي في بغداد والنجف الواقعة جنوب العاصمة.

وتشارك ميليشيا الصدر، التي تحمل اسم «سرايا السلام» حاليا، في القتال ضد «داعش»، لكن أبرز المهام التي أوكلت إليها هي الدفاع عن ضريح الإمامين العسكريين في سامراء، وبعض المواقع الدينية.

واستعادت القوات العراقية، وضمنها قوات الحشد الشعبي، الممثلة بفصائل شيعية مدعومة من إيران، مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة الجهاديين.

وينفذ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية ضد الجهاديين، كما يقوم بتدريب ومساعدة القوات العراقية.

وبعد إعلان كارتر سيبلغ عديد القوات الأميركية الموجودة في العراق 4.500 جندي أميركي.

«الدولاب»

في سياق آخر، استعادت القوات العراقية السيطرة على بلدة الدولاب الاستراتيجية القريبة من حديثة، كما تصدت لهجوم شنه تنظيم داعش ضد مدينة الرطبة في محافظة الأنبار.

وأفادت بيان لقيادة العمليات المشتركة، أمس، بأن عناصر من «الفرقة السابعة ولواء مغاوير الجزيرة وفوج 16 من شرطة الأنبار والحشد العشائري، حرروا منطقة الدولاب والقرى المحيطة بها بالكامل من عناصر داعش الإرهابي».

وأكد البيان أن «القوة رفعت العلم العراقي فوقها، وأمنت الضفة الجنوبية لنهر الفرات من حديثة وإلى الرمادي، بعد أن قتلت 69 إرهابيا».

بدوره، قال قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي اللواء الركن نومان عبدالزوبعي، إن «قوات من الجيش تمكنت بمساندة مقاتلي العشائر من تحرير كامل منطقة الدولاب من داعش، وفرضت سيطرتها عليها بالكامل»، مشيرا إلى أن «المنطقة كانت آخر معاقل داعش» قرب هيت.

وأوضح أن القوات تمكنت من تفجير ثلاث عجلات مفخخة يقودها انتحاريون وعشرات العبوات الناسفة وتفكيك 500 عبوة زرعها مسلحو «داعش» في الطرق والمنازل والمقار الحكومية، لافتا إلى أن القوات تمكنت كذلك من استعادة السيطرة على قرى دويلية الشرقية وجنانية والكرية والعلية ومشكوكة والزراعة المحيطة بمنطقة الدولاب.

الرطبة

من جهة أخرى، تصدت قوات الأمن العراقية إلى هجوم كبير شنه التنظيم المتطرف لاستهداف مدينة الرطبة، إلى الغرب من الرمادي، وقتل خلاله ثلاثة من قوات الأمن.

وقال المستشار الأمني لمحافظ الأنبار العميد عزيز خلف الطرموز، أمس، إن «عناصر داعش شنوا صباحا هجوما من أربعة محاور على مركز مدينة الرطبة»، التي استعيدت من سيطرة التنظيم قبل شهرين.

وأكد الطرموز أن «قوات الأمن ومقاتلي العشائر اشتبكوا مع عناصر داعش، وتمكنوا من إفشال الهجوم وقتل أكثر من 22 عنصرا من المسلحين بينهم إنتحاريان يرتديان أحزمة ناسفة»، مشيرا إلى أن «هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة وقع داخل مدينة الرطبة أدى إلى مقتل ثلاثة من منتسبي الشرطة وإصابة خمسة مدنيين بجروح».

وتقع الرطبة التي كانت وسيطر عليها الجهاديين في يونيو 2014، في غرب محافظة الانبار قرب الطريق الرئيسي المؤدي إلى الأردن.

وتمكنت القوات العراقية بمساندة قوات التحالف من استعادة السيطرة على أغلب مناطق محافظة الأنبار، أكبر المحافظات العراقية مساحة وتشترك بحدود مع سورية والأردن والسعودية.

احتجاز

في السياق، كشف مجلس قضاء القائم بمحافظة الأنبار، أمس، أن تنظيم داعش يحتجز 20 ألف عائلة لاتخاذهم كدروع بشرية في القائم، بعد سيطرته على القضاء منذ أكثر من عامين.

وبيَّن رئيس المجلس ناظم بردان، أن «أهالي القضاء حاولوا مرارا الهروب من سيطرة التنظيم الإرهابي، الذي منع خروج أي مدني، وهدد بقتل من يحاول الخروج من القضاء».

وأضاف أن «هناك العشرات من المدنيين تم قتلهم من التنظيم أثناء محاولتهم الهروب من قبضته في القائم خلال المدة الماضية»، مشيراً إلى أن «حكومة القائم المحلية طالبت الحكومة المركزية بضرورة الإسراع بتطهير القضاء وإخلاء المدنيين الأبرياء».

حقل عجيل

إلى ذلك، أعلن مصدر أمني عراقي في محافظة صلاح الدين، أمس، أن عناصر تنظيم داعش هاجموا فجرا حقل عجيل النفطي قرب تكريت مركز المحافظة.

وقال المصدر إن بعض عناصره تمكنت من الدخول للحقل وإحراق بعض منشآته، في الوقت الذي تدور اشتباكات مع القوات الأمنية المرابطة قربه، مضيفا أن الاشتباكات استمرت لساعات، وانتهت بعد تدخل مروحيتين عراقيتين هاجمتا خطوط إمداد «داعش» في جبال حمرين. وأوضح أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر التنظيم، وإصابة شرطي وعنصر حشد عشائري بجروح.