أزمة حليب الأطفال تتفاقم ومساعٍ لحلها بـ «الكروت»
رغم مساعي الحكومة المصرية الرامية إلى ضبط عملية توزيع ألبان الأطفال المدعومة لمستحقيها، التي تواجه نقصاً في الأسواق منذ شهور، فإن هذه الجهود بلا جدوى حتى الآن، إذ تصاعدت خلال الأيام الماضية شكاوى مواطنين من عدم قدرتهم على الحصول على الألبان المدعومة لصغارهم، واضطرارهم إلى شرائها من السوق السوداء، حيث يصل سعر العبوة الواحدة إلى 100 جنيه (نحو 10.5 دولارات).وزارة الصحة أعلنت أخيرا بدء صرف عبوات اللبن عبر استخدام "كروت ذكية" في أغسطس المقبل، كإحدى محاولات توصيل الألبان المدعومة لمستحقيها، وقال رئيس الشركة المصرية للأدوية، شريف السبكي، إن "الوزارة ستصرف عبوات اللبن من خلال الكارت الذكي في منافذ الأمومة والطفولة التابعة لوزارة الصحة"، في حين أوضح وزير الصحة، أحمد عماد، أنه تم زيادة منافذ توزيع ألبان الأطفال من 608 إلى 1005 منافذ، مع مراعاة التوزيع الجغرافي.
سفيرة الاتحاد العالمي لحماية الطفولة في مصر، عبير العراقي، قالت إن الكروت الذكية فكرة جيدة تعمل بشكل رئيسي على المُحافظة على حقوق الأطفال في الحصول على عبوات الألبان، مضيفة لـ"الجريدة" أن "الكروت الذكية أثبتت نجاحا في تنظيم صرف العديد من السلع التموينية، ومن المؤكد أنها ستنجح في صرف ألبان الأطفال".في المقابل، قال المتحدث باسم نقابة الصيادلة، أحمد أبودومة، إن وزارة الصحة تفكر في ضبط منظومة صرف الألبان، موضحا لـ"الجريدة" أن عبوات ألبان الأطفال في مصر ثلاثة أنواع، الأول يتراوح سعره بين 50 و70 جنيهاً، والثاني مدعوم جزئياً ويبلغ سعره 18 جنيهاً، ولكل صيدلية "كوتة" محددة تحصل عليها من الشركة المصرية لتجارة الأدوية، والنوع الثالث والأخير هو المدعوم كلياً من الدولة ويبلغ سعره 3 جنيهات، ويُصرف في منافذ وزارة الصحة.النائب البرلماني هيثم الحريري، قال إن موازنة الدولة المخصصة لعام 2016/2017 لدعم ألبان الأطفال بلغت 600 مليون جنيه، وهي نفس النسبة لميزانية العام الماضي، وهذا يعني أن الميزانية تراجعت ولم تعد ثابتة بسبب تدني سعر الجنيه وارتفاع الأسعار، مضيفا لـ"الجريدة" أن "الدولة يجب أن تعيد النظر في زيادة دعم ألبان الأطفال، وتُحدد سعر اللبن المستورد الذي تتحكم الصيدليات في سعره دون رقيب عليها خاصة بعد زيادة الطلب على اللبن المستورد".