قالت وكالة أنباء الأناضول التركية شبه الرسمية إنه عقب اتضاح نية الانقلابيين في تنفيذ مخططهم ضد الحكومة المنتخبة شرعيا في تركيا، امتنع عدد من العسكريين عن تزويد المقاتلات التي قصفت العاصمة أنقرة بالوقود، وحاول البعض الآخر منع إقلاع المقاتلات التي يوجهها الانقلابيون متذرعين بحجج مختلفة، في حين اضطر البعض الآخر إلى الفرار من القواعد لتجنب تنفيذ أوامر الضباط الانقلابيين.

تحرك مهم

Ad

وفي تفاصيل محاولة الانقلاب، تبين أن ضباط الانقلاب أوعزوا للجنود المختصين بتزويد المقاتلات بالعتاد والوقود في القاعدة، بوجود "تحرك مهم يخص مستقبل البلاد"، وطلبوا منهم تجهيز المقاتلات على أكمل وجه، إذ قام المشرفون على صيانة المقاتلات بتجهيز جميع الطائرات الموجودة في القاعدة بالذخائر والأسلحة، وتوافد في تلك الأثناء عدد من الطيارين من قواعد أخرى إلى "أكنجي".

رصد الانقلابيين

وعقب إقلاع المقاتلات من أكنجي، رصدت الرادارات التركية حركة جوية غير طبيعية، وحاول القائمون على عمل الرادارات الاتصال بالمقاتلات وحضها على العودة إلى قواعدها، غير أن طياري الانقلابيين لم ينصاعوا للأوامر. وأصرت القواعد الأرضية على معاودة إرسال الأوامر للطيارين لحملهم على العودة إلى قواعدهم، إلا أن أحد الطيارين أوضح للقواعد الأرضية أنهم يتلقون الأوامر من قيادة السرب في القاعدة الجوية الرابعة (أكنجي) حصريا، في الوقت الذي امتنع فيه برج القاعدة المذكورة عن الإجابة عن النداءات كافة.

مقربون من أوزتوك

وعلمت المصادر الأمنية أن الضابط هاقان قره قوش، صهر قائد القوات الجوية السابق أكين أوزتورك، ترأس قيادة السرب رقم 141، باسم مستعار "كورت"، أثناء تنفيذ محاولة الانقلاب، بينما كان ضابط آخر ملقب بـ "أونجل" يشغل سابقا منصب مدير مكتب أوزتورك، على رأس السرب 143. وأفادت تقارير بأن 15 طيارا على الأقل شاركوا في محاولة الانقلاب.

أزمة في الوقود

وبالتزامن مع اتضاح معالم الانقلاب العسكري، تلقى المشرفون على صيانة الطائرات في قاعدة أكنجي، معلومات من القيادة الجوية اللوجستية، حول عدم صحة ادعاءات الانقلابيين بخصوص "وجود تحرك مهم يخص مستقبل تركيا"، وامتنعوا بعدها عن تزويد الطائرات بالذخائر والوقود، غير أن بعضهم تعرض للضرب والتهديد، ما دفعهم إلى ابتداع حجج مختلفة للتهرب من تنفيذ الأوامر.

طائرات التزويد بالوقود

ومع مضي الساعات ونفاد وقود المقاتلات المنفذة لمحاولة الانقلاب بعد الطلعة الأولى، وهروب عدد من عمال صيانة الطائرات من قاعدة أكنجي، أصدر ضباط موالون للانقلاب في قاعدة أضنة الجوية العاشرة، أمرا لطائرتي تزويد بالوقود، بالتحليق لإمداد المقاتلات الأخرى بالوقود.

قصف قاعدة أكنجي

ولعرقلة إقلاع طائرات الانقلابيين من قاعدة أكنجي في أنقرة، انطلقت عدة مقاتلات من قاعدة "اسكي شهير" الجوية الأولى (بولاية اسكي شهير التي تبعد 200 كيلومتر عن العاصمة)، وقصفت مدارج قاعدة "أكنجي"، كما توجهت مقاتلات اعتراضية أخرى إلى سماء العاصمة أنقرة، لإبعاد مقاتلات الانقلابيين ومنعهم من توجيه ضربات إلى المقار والمؤسسات الحكومية فيها.

واحتجز رئيس هيئة أركان القوات المسلحة خلوصي أكار رهينة في القاعدة خلال المحاولة الانقلابية، غير أنه تم إنقاذه في نهاية الأمر.

تحرش بطائرة إردوغان

وقال ضابط تركي سابق لـ "رويترز" إن "طائرتين على الأقل من طراز إف-16 تحرشتا بطائرة إردوغان وهي في الجو في طريقها إلى اسطنبول. وثبتت الطائرتان راداريهما على طائرته وعلى طائرتين أخريين من طراز إف-16 كانتا تحرسانه"، وأضاف: "أما لماذا لم تطلقا النار فهذا لغز".

وقد تعرض رئيس الحكومة بن علي يلديريم الى محاولة استهداف مباشرة، لكنه نجا منها. وقال إردوغان إن الفندق الذي نزل فيه بمرمريس تعرض لقصف. وتحدثت مصادر أن 25 جنديا مظليا كانوا في محيط الفندق لمحاولة اعتقال إردوغان.