آمال : لحظات الانقلاب الأولى
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
شيء أشبه بالسحر. ما إن شاع الخبر حتى غصت الشوارع بالمتظاهرين الغاضبين، نساء ورجالاً، يسيرون ويركضون وهم يشتمون ويتوعدون ويحوقلون ويصرخون، والهراوات في أيديهم. كانت غضبة لأمواج من البشر، تبدو على ملامحهم مظاهر الاستعداد للموت. كان المنظر مهيباً إلى درجة لا تسمح بخروجه من الذاكرة، وإلى درجة أنك ستقسم أن أحداً منهم لن يضع الحذاء العسكري على رأسه، بل سيقطع حذاءه هو على رأس العسكري الانقلابي.أكثر هؤلاء خرج إلى الشارع قبل أن يعرف كم عدد الانقلابيين وماهيتهم. ويقول أحدهم رداً على سؤالي: نحن الآن، كشعب، أصحاب القرار، نحن من يختار الحزب الذي يشكل الحكومة، ونختار رؤساء البلديات، ونختار المسؤولين الذين يتنافسون على إرضائنا، فإن نجح العسكر في انقلابهم فسيتحكمون هم بالقرار، وسيتنافس المسؤولون لإرضاء العسكر لا الشعب، وسيحرص العسكر على الحفاظ على كراسيهم على حساب مصالحنا ووطننا، وستنهار تركيا ويُهان الشعب، لذلك سنقاتل ونموت دفاعاً عن حقوقنا وبلدنا.وكنت قد قلت قبل أيام، تحديداً بعد تفجير مطار أتاتورك: "الشعب التركي عظيم، فعلاً لا قولاً"، وقلت: "في المصائب والتحديات الكبرى يلتصق بعضهم ببعض وينسون اختلافاتهم السياسية"، وأظن أن الأحداث الأخيرة أثبتت ذلك.