بعد المقال السابق بعنوان "نظرية المؤامرة" تلقيت عدداً من الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية، بعضها يؤكد وجود المؤامرة، وأن شواهدها كثيرة وواضحة للعيان، ولكن يجب ألا تصبح مبررا لتقاعسنا وتقصيرنا وتخلفنا، ولكن هذا البعض لم يستطع أن يبرهن أو يشير إلى تلك الشواهد الواضحة للعيان.

أما البعض الآخر فقد نفى وجود مثل تلك المؤامرة، مؤكدا أنها من صنع أنفسنا، فكانت وستستمر طالما كان هناك استهجان واستخفاف بعقولنا، وحتى اتفاقية "سايكس بيكو" لم تكن مؤامرة بقدر ما كانت للمحافظة على بعض الدول والممالك العربية التي كانت قائمة، وذلك بعد انهيار الخلافة العثمانية، أو ما سمي بوراثة الرجل المريض.

Ad

وبين هذا الرأي وذاك احتار المواطن العربي مع أي الفريقين يقف، وفي اعتقادي أن، وحتى في ظل وجود اختراق أو مؤامرة أو تدخّل من بعض دول المنطقة في الشؤون الداخلية لدولنا، هناك سلاحا قويا لمواجهة ذلك التدخل ألا وهو تحصين الجبهة الداخلية، بحيث يصعب على القوى الأجنبية اختراقها، وذلك بغرس الولاء للوطن في نفس المواطن ووجدانه، وإيمانه بأن هذا الوطن كما كان لأجداده فهو وطن له ولأبنائه وأحفاده من بعده، وليس ملكا لفئة معينة.

فالولاء يكون للوطن فقط ولا شيء غيره، وحب الوطن والإخلاص له ليس من خلال الأشعار والأغاني الوطنية ولا من خلال الأوبريتات الاستعراضية والشعارات الرائعة، وبالتأكيد ليس من خلال الأحزاب والجماعات الدينية بكل توجهاتها، حبه يكون بشعور المواطن أنه جزء عزيز من الوطن، لا أن يشعر بالغبن والإقصاء.

وفي ظل هذا الخلاف والاختلاف بين دول المنطقة بكل أنظمتها، والمستمر منذ سنين، ألا يطرح ذلك تساؤلا بريئا: ألا توجد أيد تتصافح تحت الطاولة بين تلك الدول فيما بينها، للاستمرار في هذا النهج الذي يهدف إلى إشغال الشعوب وإلهائها، وتوجيه اهتمامها إلى أخطار خارجية وأعداء خارجيين كذلك، مما يستدعي أخذ الحيطة والحذر الدائمين؟

دعاؤنا إلى المولى القدير أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.