في أول مقابلة تلفزيونية له بعد الانقلاب الفاشل في تركيا، تحدث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، كاشفاً بعض من التفاصيل، عن يوم الجمعة الماضي، الذي شهد محاولة الانقلاب التي قامت بها عناصر من الجيش.

نوع من التحركات

Ad

وروى إردوغان أنه كان في إجازة برفقة زوجته وصهره وأحفاده في منطقة مرمريس السياحية، عندما تلقى أنباء عن "نوع من التحركات" في إسطنبول وأنقرة ومدن أخرى، وبعدها وجهت له نصيحة بالانتقال سريعاً بالطائرة إلى مكان أكثر أمناً.

15 دقيقة

وقال إردوغان إن 15 دقيقة فقط فصلت بينه وبين الموت أو الاعتقال، بعد أن هاجم الانقلابيون الفندق الذي كان ينزل فيه وقتلوا اثنين من حراسه الشخصيين، إلا أنه كان قد غادر بالطائرة.

وأشار إلى أنه غادر على متن الطائرة الرئاسية متجها إلى اسطنبول، ولكن فيما كان يقترب من العاصمة الثانية للبلاد التي تعتبر معقله الرئيسي، سيطر الجنود الانقلابيون على برج المراقبة الجوية في مطار أتاتورك، وأطفأوا الشريط الضوئي الذي يحدد مهبط الطائرات. وامر الرئيس التركي طياره الخاص بالبقاء في الأجواء إلى أن ينفذ الوقود الذي يكفي لنحو 4 ساعات، وبعدها يهبط باستخدام أجهزة إنارة الطائرة فقط، الا أن جنوداً موالين للرئيس تمكنوا من السيطرة على برج المراقبة، وإعادة الأضواء، لتتمكن الطائرة من الهبوط.

تحرش الـ «اف 16»

وعن حادثة تحرش مقاتلتي "اف 16" بطائرته، التي قال البعض إنها ربما تشكل دليلا على ان الانقلاب مدبر من إردوغان نفسه، أوضح الرئيس التركي أنه "فور هبوطنا، حلقت طائرات إف 16 فوقنا، وبصورة قريبة من الأرض"، مشيرا إلى أن الطائرات كانت تحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت.

نظرية المؤامرة

وسخر إردوغان من أصحاب نظرية انه دبّر الانقلاب وقال: "كيف يمكن أن تخطط لشيء من هذا القبيل؟ كيف يمكنك أن تسمح بمقتل العديد من المدنيين؟ فقد 280 مدنيا حياتهم، وأصيب 1500 شخص"، الا أنه قال إن ما حدث "هو في الحقيقة نعمة بزي نقمة، إذ ما حققناه فرصة إذ تلقت هذه المنظمة الإرهابية الضربة الأكبر من أي وقت مضى في هذه الدولة، لأنها كشفت على حقيقتها"، في إشارة الى انصار الداعية الإسلامي التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.

قطع الكهرباء عن إنجرليك

وفسر الرئيس التركي قطع الكهرباء عن قاعدة انجرليك الجوية جنوبي البلاد، التي تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية في عملياتها الجوية ضد تنظيم الدولة، بكونه "تكتيكا طبيعيا"، لمنع تحليق أي طائرة يمكن أن تكون تحت سيطرة الانقلابيين، الذين وصفهم بـ"الإرهابيين".

ورغم أن التسريبات الأخيرة كشفت أنه تم التعجيل بالانقلاب على غير موعده، وذلك عبر الكشف عن مراسلات من خلال تطبيق "واتساب" بين الانقلابيين، فإن إردوغان قال خلال القائه كلمة في حشد من أنصاره أمس الأول أن طالبتين أردنيتين تعيشان في تركيا، كانتا وراء كشف الانقلاب، وذلك من خلال قيامهما مصادفة بنشر صورة لأول دبابة دخلت اسطنبول من خلال تطبيق "سناب شات"، الأمر الذي أدى إلى تحرك السلطات الأمنية فوراً.