تهديدات ظريف غير ظريفة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وبالطبع فإن الواضح أن طهران قد فهمت هذه الرسالة، حضور الأمير تركي الفيصل مؤتمر "المقاومة الإيرانية" وإلقائه خطاباً ضمَّنه كل ما يجب أن يقال في هذه المناسبة لملالي دولة الولي الفقيه الإيراني، فلجأت إلى صبِّ جام غضبها على الدولة الفرنسية المضيفة والقيام باستفزازات كالتي كانت تعرضت لها البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، وهذا ما دفع باريس إلى إغلاق بعثاتها الدبلوماسية في إيران وفي العراق، على أساس أنه يجب معاملة "التابع" كمعاملة "المتبوع"! ثم، ولعل ما يبعث على السخرية هو أنَّ هذا الدبلوماسي "الصُميدعي" البارع الذي لا يقعقع له بشنان لم يكتف بتوعد الأمير تركي الفيصل بمصير كمصير صدام حسين، بل إنه ذهب بعيداً عندما اتهمه، باعتباره كان المسؤول عن الاستخبارات السعودية، بإنشاء حركة طالبان الأفغانية وإنشاء القاعدة، وكل هذا مع أن المعروف أن "طالبان" هي إنتاج مرحلة لا علاقة للسعوديين بها لا من قريب ولا من بعيد، وذلك في حين أن "القاعدة" ولدت في الحاضنة الإيرانية، وأن إيران هي التي زودتها أخيراً بـ"حمزة بن لادن" ليكون خلفاً لوالده أسامة بن لادن، كما زودت ما أصبح يعرف بـ"داعش" بـ"أبو مصعب الزرقاوي" الذي ثبت، على نحو قاطع، أنه تردد كثيراً على مواقع صنع التطرف والإرهاب في الأراضي العراقية. وإنَّ ما لم يُثر الاستغراب في هذا المجال، على اعتبار أن عراق العباسيين والرشيد قد أصبح محتلاً احتلالاً عسكرياً مباشراً من قبل إيران، هو أن الـ"أوركسترا" الطائفية في بلاد الرافدين، والتي يقوم بالعزف على أوتارها ما يسمى بـ"فيلق القدس" وبـ"حراس الثورة"، قد أعلنت حالة الاستنفار القصوى بدورها، بعدما قال محمد جواد ظريف هذا الذي قاله، وبادرت إلى حملات ردح وشتائم ضد المملكة العربية السعودية وضد العرب العاربة والعرب المستعربة وضد كلِّ من يرفض السير على الطريق الذي اختطه ملالي طهران.