بثت "كونا" تقريراً مقتضباً عن ذكرى الاستقلال في ١٩ يونيو ٢٠١٦، ولما أصبح البلد لا يحتفل بالاستقلال، أو يشير إليه، كان تقرير "كونا" الإشارة الوحيدة لتلك المناسبة.

مجمل التقرير كان إنشائياً، من النوع الذي يصلح لكل زمان ومكان، إلا أنه مع ذلك وقع في خطأ كبير، حيث أشار إلى أنه تم دمج عيد جلوس الشيخ عبدالله السالم، والذي تم في ٢٥ فبراير ١٩٥٠ مع الاستقلال سنة ١٩٦١، بموجب مرسوم أميري صدر في سنة ١٩٦٣.

Ad

وكان د. غانم النجار كتب مقالاً قبلها بيومين في "الجريدة" بيّن فيه أن الكويت احتفلت لأول مرة بالعيد الوطني في ٢٥ فبراير من سنة ١٩٦٥، واتضح أنه لم يصدر مرسوم بدمج العيدين في ١٩٦٣، بل لا يوجد مرسوم عن العيد الوطني في سنة ١٩٦٣. فكان أول مرسوم بهذا الخصوص قد صدر في نوفمبر ١٩٦٤، وتم الاحتفال فيه لأول مرة بالمناسبتين معاً في ٢٥ فبراير ١٩٦٥، كما ورد في العدد ٥٠٤ للجريدة الرسمية الكويت اليوم، مما يعني أن المرسوم الذي تم فيه لأول مرة دمج عيد الجلوس بالعيد الوطني كان صدر في ١٧ نوفمبر ١٩٦٤، وتم الاحتفال به لأول مرة في ٢٥ فبراير سنة ١٩٦٥.

وألقيت كلمات بهذه المناسبة من المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد، وزير المالية آنذاك، وصالح عبدالملك الصالح وزير البريد والبرق والهاتف، وعبدالله مشاري الروضان، وزير الأوقاف رحمهم الله جميعاً. كما ألقى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، وكان وقتها وزيراً للخارجية، كلمة نصت على الدمج، حيث قال: "في هذا اليوم الأغر تحتفل الكويت بعيدين عزيزين على قلوب أبنائها، عيد جلوس صاحب السمو الأمير المعظم وعيدها القومي".

فمن أين جاءت "كونا" بوجود مرسوم صدر في ١٩٦٣؟ وإلى أي مصدر استندت؟ فإن كان هناك وثيقة قد استندت إليها نرجُ إبرازها، أما إن كانت المسألة مجرد استعجال وتأليف لمعلومة لا أساس لها، فمن المطلوب تصحيح المعلومة في أقرب نشرة، خصوصاً أنه تم تعميمها بشكل واسع، اعتماداً على أن "كونا" هي وكالة الأنباء الرسمية، وبالتالي من غير المتوقع أن تخطئ في معرفة تاريخ العيد الوطني.

وتظهر الصورتان طوابع بريدية تبين أن الاحتفال بالاستقلال في ١٩ يونيو استمر حتى ١٩٦٤ وأنه تم الاحتفال بالعيد الوطني في ٢٥ فبراير لأول مرة في ١٩٦٥.