كيف جاء ترشيحك للاشتراك في «ونوس»؟

Ad

من خلال صديقي مساعد المخرج محمود كريم الذي أرسل إلى المخرج شادي الفخراني والأستاذ يحيى بعضاً من أعمالي السابقة، وبعد أيام اتصل بي شادي وطلب مني المشاركة في المسلسل، فغمرتني السعادة على الفور، ذلك أن خوض الدراما المصرية مع النجم يحيى الفخراني، صاحب تاريخ فني طويل، شرف لأي ممثل، ولم أتوقع أن تكون بداياتي في مصر بهذه القوة، خصوصاً أنني اعتمد على قدراتي التمثيلية وليس على وسامتي كفنان لبناني.

كيف تدربت على اللهجة المصرية؟

زرت القاهرة قبل ترشيحي بأكثر من شهر تقريباً، وتلقيت تدريبات على اللكنة المصرية مع المدرب مصطفى فهمي، ما ساعدني كثيراً، لأن التدريبات كانت قبل قراءة السيناريو وتركزت على اللهجة عموماً والكلمات المصرية الدارجة لإجادتها، وخلال التصوير رافقني مدرب اللهجة عبد الفتاح مخلوف الذي راجع معي السيناريو، لأتمكن من النطق بشكل صحيح، وهو ما قمنا به عبر بروفات استمرت قبل التصوير وخلاله، فضلا عن أن المخرج شادي الفخراني حرص على ألا يتسبب خوفي من اللهجة في تشتيت أدائي أمام الكاميرا، فكان العمل يتمّ عليها بالتوازي مع التدريب على أداء الشخصية وتقمصها.

لكن ثمة انتقادات وجهت إلى أدائك اللهجة.

تابعت ردود الفعل المتباينة، ومثلما واجهت انتقادات كانت ثمة إشادات، لا سيما أنها التجربة الأولى بالنسبة إلي، وسأتابع التمرينات على اللهجة المصرية حتى أتقنها، وسأبقى في القاهرة خلال الفترة المقبلة للمشاركة في أعمال مصرية.

الفن قائم على الذوق وما يعجب البعض قد لا يعجب البعض الآخر، لكن الحمد لله أن %90 من ردود الفعل جاءت إيجابية وتابعتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع عرض الحلقات، وهي نسبة كبيرة من الجمهور المصري، لا شك في أننا نستفيد كثيراً من التجارب الأولى لتحاشي الأخطاء مستقبلاً.

الشيخ فاروق

ماذا عن تحضيراتك لشخصية الشيخ فاروق في «ونوس»؟

تابعت التفاصيل الخاصة بالشخصية والتحولات التي ستمر بها، خصوصاً أنها مختلفة عن طبيعتي الشخصية، وتتمحور حول شاب ضعيف الشخصية لا يستطيع اتخاذ قرار إلى أن يتدخل في حياته ونوس ويغير طبيعته، لم يعش الشيخ فاروق مرحلة المراهقة، ما أثر في تكوينه وتصرفاته ولا يكاد صوته يُسمع لانخفاضه وهدوئه، وهي أمور مختلفة عن طبيعتي الشخصية، فصوتي ليس بهذا الانخفاض، كما أنني أنفعل في تصرفاتي ويكون صوتي مرتفعاً خلال الحديث.

هل واجهت صعوبة في التعامل مع الشخصية؟

تكمن الصعوبة بالنسبة إلي في الإمساك بروح الشخصية وألا أشعر بأنني فقدتها في مقابل تقديم اللهجة بشكل جيد، فضلا عن خشيتي من الوقوف أمام يحيى الفخراني، فما يميز التعامل معه أنه يكسر حاجز الرهبة من اللقاء الأول، ويتعامل بشكل اعتيادي كأنه ممثل عادي، فلا يشعرك أنك أمام قيمة كبيرة وصاحب تاريخ فني طويل، ثم العمل معه يفيد أي فنان ويضيف إليه، وخلال التصوير كان يعاملني باعتباري الشيخ فاروق، فأطلقت لحيتي وحافظت على ستايل الملابس وفق تطورات الشخصية مع الحلقات.

ماذا عن مشاريعك الفنية الجديدة؟

اشارك في «ياسمينة» (15 حلقة)، مع فادي إبراهيم ونهلة داود، وهو عمل درامي مميز صورنا جزءاً كبيراً من أحداثه في لبنان.

هل تفضل تحقيق حضور في السينما أم التلفزيون؟

لا أخطط لتحقيق حضور في مكان معين، فما يهمني أن أجد عملا يناسبني ودوراً جميلا أشعر بأن ردة الفعل عليه ستكون جيدة، في الفترة الماضية عرضت علي أعمال جديدة لكن لم يتم التوقيع بشكل رسمي، وستتضح هذه الأمور قريباً جداً، وسيكون مشروعي المقبل بعد «ياسمينة» عمل فني مصري.

بين تقديم البرامج والتمثيل، ألا تشعر بالتشتت؟

بطبعي أحب التغيير وأكره الجمود في مجال واحد لفترة طويلة، وقد أفادتني دراستي للتمثيل، وأشعر بأن مروري بتجارب مختلفة شكل جزءاً مهماً في شخصيتي وجعلني أشعر بالحرية والانطلاق، وربما ساعدني على تقديم أفضل ما لدي أمام الكاميرا.

بين التقديم والتمثيل

حول انطلاقته في محال الفن يوضح نيقولا معوض: «بداية عملي كانت في برنامج «روتانا كافيه»، الذي التحقت به بعد الانتهاء من دراستي المسرح في معهد الفنون بالجامعة اللبنانية، واستفدت من التجربة لأنها كانت قريبة من دراستي». وأضافت معوض أن «العمل في برنامج يذاع على الهواء أشبه بالحضور على المسرح، فلا مساحة للخطأ على الهواء أو الإعادة، لذا فضلت أن يكون التصوير من المرة الأولى من دون إعادة، لأن المرة الأولى تخرج فيها الأحاسيس والمشاعر بشكل أعلى، كما أن تفاعل الجمهور معك على الهواء يمنحك ردة فعل تشبه ردة الفعل تجاه الممثل على خشبة المسرح، فإما ينال استحسان الجمهور أو لا يرحب به، لذا اكتسبت ثقة من خلال هذه التجربة التي أدين لها بفضل كبير».

هل يمكن أن تكرر خوض تجربة التقديم؟

بالطبع، إذا وجدت فكرة جيدة تقدمني بأسلوب مختلف وتستفزني لتقديمها لن أتردد في خوضها على الفور، وخلال الفترة الماضية ركزت في التمثيل بشكل أكبر حتى يعرفني الجمهور كممثل معتمداً على موهبتي بعيداً عن التقديم التلفزيوني.

قدمت العام الماضي أكثر من تجربة درامية، فلماذا اكتفيت هذا العام بـ«ونوس»؟

لأن المسلسل تطلّب مني التفرغ، لا سيما أن التصوير تمّ بالكامل في القاهرة، ما تطلب حضوري في مصر خلال الأشهر الماضية، وفضلت التركيز حتى يخرج الدور بشكل مناسب.