ذابت الاتفاقات الدولية التي تحض وتشدد على حقوق الإنسان، وخاصة الأطفال، تحت شمس يونيو ويوليو الحارقة وطمع البشر وغياب رقابة الحكومة والأجهزة المختصة التي يتسابق مسؤولوها على نشر صورهم في الصحف!

وانتشرت ظاهرة هي أقرب للتسول منها للتجارة، عبر استغلال براءة الأطفال في بيع منتوجات زراعية (أغلبها البطيخ، أو الرقي كما يُطلق عليه في العامية"، ويفترش هؤلاء - الذين قست قلوب والديهم... ربما بسبب الفقر، وهو عذر غير مقبول، وخاصة في الكويت، التي تعج باللجان الخيرية - الدوارات في المناطق السكنية، وأمامهم كميات البطيخ مصفوفة فوق بعضها، تفوح منهم رائحة البؤس والألم والإهانة التي غطت ملامحهم، والذين كان ذنبهم الوحيد أن قلوب المسؤولين عنهم لم تكن ببعيدة عن أفئدة المسؤولين في الدولة... بلا رحمة وبلا مسؤولية!

Ad

واختفت العبارات الدولية التي تحرم وتمنع عمل الأطفال، وتقول "يمنع تشغيل الأطفال حتى سن الثامنة عشرة في الأعمال التي يحتمل أن تعرض صحتهم أو سلامتهم أو أخلاقهم للخطر، بسبب طبيعتها أو الظروف التي تؤدى فيها" أمام بائع البطيخ الصغير محمد، الذي قال لـ"الجريدة" إن "هناك شخصاً يقوم بتشغيلنا لبيع البطيخ في الشوارع، وعلى دواوير المناطق السكنية، للحصول على 5 دنانير يومياً، مقابل بيع كمية البطيخ كاملة"، مطالباً بشراء جميع كمية البطيخ التي بحوزته مقابل 20 ديناراً للعودة إلى منزله والمكوث مع أسرته لانتهاء عمل اليوم، مشيراً إلى أنه "في حال عدم بيع جميع الكمية، فإنهم لن يحصلوا على الخمسة دنانير".

محمد... الطفل السوري الذي لم يتجاوز عمره 12 عاماً احتار في الإجابة عن سؤال حول طموحه في المستقبل، مبيناً أن أشعة الشمس حارة، ولا يستطيع تحملها، إلا أنه مجبر على هذا العمل، للحصول على النقود، لتسديد مصاريف دراسته، كما أفاد.

كما التقت "الجريدة" خلال جولتها في المنطقة نفسها، وفي موقع لدوار آخر، الطفل خالد، الذي كشف أنه طالب بإحدى المدارس، وأنه من غير محددي الجنسية، ويبيع البطيخ منذ عامين، لمساندة أسرته الفقيرة، لافتاً إلى أنه يقوم ببيع نحو 3 كراتين يومياً، بمعدل 15 ديناراً.

وأمثال محمد وخالد كثيرون ممن باعهم أهلوهم لعصابات استغلت الظروف وغياب الرقابة، لممارسة الرق والاستعباد في الكويت.