ترامب يلقي أهم خطاب في حياته... وبنس يقبل منصب نائب الرئيس

● المرشح الجمهوري يكرس صعوده ويدعو لتقاسم تكاليف «الأطلسي»
● كروز يرفض دعمه وكاتبة خطاب زوجته تعتذر

نشر في 22-07-2016
آخر تحديث 22-07-2016 | 00:04
بنس متحدثاً أمام المؤتمر الجمهوري في كليفلاند مساء أمس الأول (إي بي ايه)
بنس متحدثاً أمام المؤتمر الجمهوري في كليفلاند مساء أمس الأول (إي بي ايه)
في خطابه الأهم في تاريخه السياسي، قبل قطب العقارات الأميركي دونالد ترامب تعيينه مرشحاً للحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، منافساً لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، التي سيتم تعيينها رسمياً الأسبوع المقبل.
في ختام مؤتمر اتسم بالانقسامات بين الجمهوريين، وواجه خلاله خصمه السابق تيد كروز هتافات معادية، ألقى دونالد ترامب أمس، أهم خطاب في حياته السياسية حتى الآن، حاول خلاله الإثبات للأميركيين أنه جدير بالوصول إلى البيت الأبيض عن منافسته مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، التي تعرضت لانتقادات من كل حدب وصوب، قبل تعيينها رسمياً (مرشحة عن الحزب الديمقراطي) الأسبوع المقبل.

وقبل رجل الأعمال النيويوركي البالغ من العمر 70 عاماً، في خطاب بث مباشرة، تعيينه مرشحاً للحزب الجمهوري للاقتراع الرئاسي، الذي انتزعه في الانتخابات التمهيدية في الربيع، وأقره رسمياً الثلاثاء نحو 2500 مندوب في مؤتمرهم في كليفلاند في ولاية أوهايو.

وفي وقت سابق، وافق مرشح ترامب، المحافظ مايك بنس رسمياً أمس الأول، خلال إلقائه كلمة في كليفلاند على ترشيحه من الحزب الجمهوري إلى منصب نائب الرئيس.

وقال بنس «57 عاماً» العضو السابق في مجلس النواب وحاكم إنديانا منذ عام 2013 «إن ثقتكم شرف كبير لي، وباسم عائلتي، أقبل ترشيحكم لبدء حملة لأصبح نائب رئيس الولايات المتحدة».

واختار ترامب هذا المحامي المحافظ المعروف في أوساط اليمين المسيحي والأقل شهرة على الصعيد الوطني، الأسبوع الماضي. وكان المندوبون في مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند وافقوا، أمس الأول، على ترشيحه بالتزكية وفقاً للتقاليد.

الحملة العشوائية

وعلى غرار الحملة العشوائية، التي أطلقها ترامب في 2015، جرى هذا التجمع الكبير منذ الاثنين ببعض الفوضى، وقد وجه إليه خصمه خلال الانتخابات التمهيدية تيد كروز، الذي كان حضوره المؤتمر مساء أمس الأول مفاجأة بعد مقاطعة آخرين مثل جيب بوش، ضربة قوية.

وخلافاً للدعوات إلى الاتحاد، التي أطلقها الخطباء الآخرون، رفض تيد كروز دعم ترامب، داعياً الجمهوريين وسط هتافات معادية من بعض المندوبين استياءً منه، إلى التصويت «بما تمليه عليهم ضمائرهم».

جدل مستمر

وانتقد حلفاء ترامب سناتور تكساس، الذي يعد ربما للحملة الرئاسية للعام 2020. وقال كريس كريستي المرشح السابق في الانتخابات التمهيدية، إن تيد كروز «أناني». ولم يمض يوم في المؤتمر، الذي تابعه أكثر من عشرين مليون مشاهد، بلا جدل حول قضية ما. فيوم الاثنين، صعد المندوبون المعارضون لترامب على الكراسي وقاموا بالصراخ بقوة أمام عدسات الكاميرات خلال تصويت إجرائي.

والثلاثاء، هيمنت على المؤتمر اقتباس زوجته ميلانيا خطاب السيدة الأولى ميشال أوباما، في كلمتها، قبل أن يلوم فريق ترامب الأربعاء كاتبة نص الخطاب ميريديث ماكيفر ثم يصفح عنها بعد اعتذارها وعرض استقالتها.

فرصة استثنائية

وشكل الخطاب فرصة استثنائية للمرشح الجمهوري لتسريع صعوده والجمع بين هدفين متعارضين من حيث المبدأ، وهما البقاء بلا تغيير، أي غريب ولا يمكن التكهن بتصرفاته، وبعيد عن اللائق سياسياً، مع قراءة نص رسمي بمستوى المنصب الأعلى. ومع أنه يميل إلى خرق التقاليد، لم يدخل أي تجديد على صيغة المؤتمرات، التي لم يخالفها الا بظهوره لفترات مقتضبة كل مساء. لكن بالنسبة للمرشحين الأكثر انضباطاً، يبدو الأمر حساساً. فميت رومني المرشح في 2012 مثلا نسي تكريم الجنود الأميركيين وسمح للممثل كلينت إيستوود بإلقاء خطاب غير مناسب في البداية. وفي 2004 قاطع متظاهرون سلميون لفترة قصيرة جون ماكين. لكن لم يعد الأمر يتعلق بالتعريف بترامب. فقد تعاقب أبناؤه على المنصة لوصف والدهم المهتم بتعليمهم والصبور ولا مآخذ على أخلاقياته المهنية. وتحدث ابنته إيفانكا في هذا السياق قبله أمس. وقال مدير حملته بول مانافورت غنه «سيقدم رؤيته من أجل الحملة».

ودفعت الاعتداءات، التي شهدتها الولايات المتحدة وأوروبا والتوتر العرقي بين السود وقوات الأمن في الولايات المتحدة، ترامب إلى تبني أفكار ريتشارد نيكسون في 1968 في قضية عودة النظام.

لكن لا شيء يدل على أن ترامب لقي آذاناً صاغية بعيداً عن القاعدة التقليدية للجمهوريين أي البيض، الذين يتراجعون في الإحصاءات السكانية. وتشير استطلاعات الرأي الى أن كلينتون تتقدم على ترامب بحصولها على 44 في المئة من نوايا التصويت مقابل 41 في المئة للمرشح الجمهوري في المعدل. في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» نشر أمس، أكد ترامب أن التدخل الأميركي لمساعدة بلد مهدد من بلدان حلف شمال الأطلسي لن يكون تلقائياً في حال وصوله إلى الرئاسة، وأن مصاريف الحلف، التي تتحملها بلاده بشكل رئيسي منذ عقود، يجب أن تكون موزعة بإنصاف أكبر. وفي وقت تعبر دول البلطيق عن القلق من تطور الموقف الروسي في المنطقة، قال ترامب في المقابلة، إنه في حال تعرض أي من هذه الدول لهجوم من موسكو، فسيقرر تدخل بلاده أم عدمه فقط بعد التحقق من أن هذه الدول «احترمت واجباتها حيالنا».

وشدد ترامب على أنه يفضل «احترام التحالفات السابقة، لكن على الحلفاء الكف عن استغلال سخاء الولايات المتحدة، لأنها لم تعد قادرة على تحمل هذه الأعباء.

(كليفلاند- وكالات)

الاعتداءات والتوتر العرقي بين السود وقوات الأمن دفعا قطب العقارات إلى تبني أفكار نيكسون في الستينيات
back to top