تسببت الكلمة التي ألقاها رئيس حزب "مصر القوية" عبدالمنعم أبوالفتوح، أثناء حضوره مؤتمر "دعم المقاومة ورفض وصمها بالإرهاب" في لبنان، الأحد الماضي، في حالة من الجدل داخل الحزب، خاصة أن أبوالفتوح، الذي له خلفية إسلامية، رفض الإقرار بأي دور لحركة المقاومة الإسلامية حزب الله اللبناني في الأحداث الدموية الدائرة في سورية، وهو ما رد عليه الحزب في بيان رسمي بأن "حزب الله شريك في الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه".

وتوترت العلاقات أخيرا بين كثير من الدول العربية خاصة الخليجية من جهة وحركة المقاومة "حزب الله" من جهة أخرى، على خلفية اتهام هذه الدول لـ"حزب الله" بالتورط في عمليات إرهابية على أراضيها، فضلا عن رفضهم الدور الذي يلعبه "حزب الله" في سورية لصالح نظام بشار الأسد، واتخذ وزراء الداخلية العرب في وقت سابق قرارا بإدراج "حزب الله" إرهابيا، على أن يتم التصديق عليه خلال اجتماع القمة العربية المقبل في نواكشوط.

Ad

أبوالفتوح الذي بدا متعاطفا مع "حزب الله" قال في مدخل كلمته: "ليقل النظام الرسمي العربي ما شاء في حزب الله، وذراعه العسكرية، المقاومة الإسلامية، في لبنان، ليس منظمة إرهابية، بل هو حركة مقاومة شعبية دافعت عن بلادها واستردت أرضها دون أي تنازل للعدو".

وتابع في كلمات بدا فيها محاولا غسل يد "حزب الله" من الدماء السورية: "مسؤولية بدء الحرب الأهلية السورية، ثم العراقية، لا تقع على المقاومة اللبنانية بالطبع، وإن كان كل طرف منخرطا في هذه الحرب مسؤولا عن أفعاله أمام ضميره، وأمام الأمة، وأمام التاريخ"، منتقدا قصف بشار للمناطق المدنية بالطيران الحربي، وعمليات تجويع المدنيين وحصارهم، وتعذيب الأسرى والمعتقلين.

كلمة أبوالفتوح، تبعها استدراك من حزب مصر القوية، الذي قال في بيانه الأربعاء الماضي: "الاعتذار لكل من تصوَّر خطأ أن الحزب قد يقبل بإهالة التراب على دماء الشهداء أو تبرير استباحتهم أو حصارهم أو تجويعهم من نظام أو حزب أو جماعة أياً كان سابق فضلهم، فما فعله حزب الله في سورية جريمة واضحة للعيان لا تحتمل تبريرا ولا تفهما".

ونشر أبوالفتوح، الذي استشعر الحرج، تصريحا صحافيا على موقعه الرسمي، حاول من خلاله انتقاد سياسة "حزب الله" في المنطقة، مع الاعتراف بفضله في مقاومة العدو الصهيوني، حيث قال: "سلاح المقاومة يجب أن يظل موجها فقط تجاه العدو الصهيوني، وألا يستغل من قبل أية أنظمة مستبدة في صراعاتها الداخلية".

ونفى المتحدث باسم "مصر القوية" ممدوح الشايب، خلال حديثه مع "الجريدة"، أن يكون ما قاله أبوالفتوح في المؤتمر يختلف عما أصدره الحزب في بيانه، وقال: "الموقفان سواء، وما أردناه من البيان استدراك، بعدما حاول خصوم الحزب النيل منا، بزعم أن أبوالفتوح غير موقفه من الثورة السورية".

وشدد الشايب على أن حزب مصر القوية وأبوالفتوح يرفضان تصنيف "حزب الله" إرهابيا، كما يرفضان إعطاءه كرتا أخضر للتصرف كما يشاء في المنطقة.