بالعربي المشرمح: إرادة الأمة تهزم الدبابة!
في مساء الجمعة، كانت كل الشعوب الحرة تترقب وتتابع بغصة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، ولسان حالها يقول "يا رب يفشل"، وفعلاً حقق الشعب التركي أمنية هذه الشعوب، وقدّم لها درساً وطنياً يسجل بأحرف من نور حين خرج أمام المدرعات والدبابات والعسكر ليقول للمنقلبين: "لن نسمح لكم" أن تخطفوا إرادتنا، ولن نسمح لكم أن تسرقوا حريتنا وكرامتنا، ولن نترك لكم الوطن لتجيّروه لحساب من تآمر معكم عليه، ولن نعود إلى سنوات القهر والذل التي عانيناها طوال حكمكم للوطن عدة عقود، فالشعب التركي لم يخرج في وجه الدبابات والمدرعات العسكرية من أجل حماية إردوغان أو حزبه الحاكم، بل خرج ليحمي إرادته وشرعيته التي اختارها من خلال الانتخاب المباشر. خرج الشعب التركي بكل فئاته ومكوناته وأحزابه ليقف في وجه المنقلبين ودباباتهم، ليقول بلسان وقلب واحد "لن نسمح لكم" فنجح في إفشال الانقلاب العسكري على وطنه، وأحبط المؤامرة التي حيكت له، وقدّم للعالم درساً بليغاً ورسالة واضحة بأن إرادة الأمة لا تهزمها الدبابات والعسكر، وأن الحقوق تُنتزع ولا توزع، وأن من عاش الحرية لن يقبل العودة إلى العبودية.وبعث الشعب التركي برسالة لكل زعماء العالم بأن شعوبكم هي حصنكم الحصين، وهي الدرع الواقي والحامي من أي مؤامرة خارجية كانت أو داخلية، فاجعلوها تثق بكم من خلال عملكم من أجلها وأجل مستقبل أبنائها.
لقد بعث الشعب التركي ببرقية إلى كل من يريد لتركيا الشر والدمار وعدم الاستقرار أنه ورغم خلافاته واختلافاته لن يسمح بالعودة إلى الوراء، ولن يسمح لأي قوة خارجية أو داخلية أن تعبث بإرادته وحريته واستقراره.
يعني بالعربي المشرمح:
قدم الشعب التركي البطل درساً عنوانه إرادة الأمة تهزم الدبابة، وتحطم المدرعات، وتكسر أنف الخائن والمتآمر، وتحمي الشرعية والديمقراطية والحريّة، وهو درس لو فهمته بقية الشعوب وأنظمتها لأصبحت كما هي تركيا اليوم، فلله درك من شعب، ولَك الشكر على هذا الدرس الرائع.