ترامب يعد بالنظام والأمن ويهاجم أوباما وكلينتون

• المرشح الجمهوري التزم حرب «داعش» وبناء سور المكسيك... وخرج على تقاليد حزبه بدعم المثليين
• كلينتون تتعهد بعدم وصوله للبيت الأبيض... وكيري يؤكد قواعد مشاركة الولايات المتحدة في «الأطلسي»

نشر في 23-07-2016
آخر تحديث 23-07-2016 | 00:00
في ختام مؤتمر كشف انقسامات عميقة داخل الحزب الجمهوري، تعهد الملياردير الأميركي دونالد ترامب بإعادة الأمن إلى الولايات المتحدة فور وصوله إلى البيت الأبيض مطلع فبراير المقبل، معتبراً أن سياسات منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون خلفت الإرهاب والدمار، وخطاب الرئيس باراك أوباما قسم المجتمع على أساس عرقي.
وعد الملياردير دونالد ترامب، أمس الأول، الولايات المتحدة "بالعودة إلى الأمن اعتباراً من 20 يناير 2017"، موعد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد خلفاً لباراك أوباما، داعياً الناخبين للتصويت له في الانتخابات الرئاسية نوفمبر المقبل، ورفض سياسات الماضي التي اتبعتها منافسته هيلاري كلينتون.

وفي خطاب ألقاه بختام مؤتمر الحزب الجمهوري، الذي كشف الانقسامات الداخلية، قدّم قطب العقارات الحديث العهد في السياسة، نفسه على أنه "مرشح النظام العام، معلناً "بتواضع وامتنان" قبول ترشحه لانتخابات الرئاسة الأميركيةن وقال أمام الحشود المتحمسة: "أميركا أولاً" و"أنا صوتكم".

وأضاف رجل الأعمال الشعبوي البالغ من العمر 70 عاماً، أمام أكثر من ألفي مندوب في المؤتمر، أن "الإجرام والعنف اللذين يضربان بلدنا، سينتهيان قريباً"، مؤكداً تحوله الذي بدأ في الأسابيع الأخيرة في مجال الأمن إلى سياسة اتبعها ريتشارد نيكسون في 1968.

وقال ترامب في خطابه، الذي استمر أكثر من ساعة وربع الساعة وتابعه عشرات الملايين من الأميركيين أمام شاشاتهم، "أطلب دعمكم لأتمكن من أن أصبح بطلكم في البيت الأبيض".

وحسب تقاليد المؤتمرات الحزبية الاميركية، أطلقت عشرات الآلاف من البلونات البيضاء والحمراء والزرقاء في الصالة الرياضية الكبيرة "كويكن لونز أرينا" بعد خطاب المرشح.

كلينتون والإرهاب

وإذ وعد بدحر "متوحشي مجموعة الدولة الإسلامية"، في خطابه الذي قاطعه الحشد مرات عدة، وهو يهتف باسم الولايات المتحدة، حرص ترامب ألا يدلي بأي تعليقات شخصية حول منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، لكنه حمل بعنف على أدائها على رأس وزارة الخارجية الأميركية من 2009 إلى 2013، ملخصاً أداءها "بالموت والدمار والإرهاب والضعف".

وانتقد ترامب بعنف أوباما واتهمه بأنه قام "بتقسيمنا على أساس العرق واللون، جعل من الولايات المتحدة أكثر خطراً للجميع" بسبب "خطابه اللامسؤول".

وجدد ترامب التزامه "بناء جدار كبير على الحدود (مع المكسيك) لمنع الهجرة غير الشرعية والعصابات وأعمال العنف من التسلل لإلى مجتمعاتنا"، مشيراً خصوصاً إلى جرائم القتل، التي يرتكبها مهاجرون سريون في الولايات المتحدة.

كما وعد المرشح الجمهوري بإعادة التفاوض بشأن "اتفاقات التبادل الحر السيئة مع الصين وآخرين"، بما في ذلك اتفاق التبادل الحر لأميركا الشمالية (نافتا) الذي يجمع الولايات المتحدة وكندا والمكسيك ووقعه بيل كلينتون في 1993.

رد كلينتون

وفي سلسلة تغريدت فورية على "تويتر"، ردت كلينتون، التي سينصبها حزبها رسمياً الأسبوع المقبل في فيلادلفيا، "نحن أفضل من ذلك"، ورداً على تأكيد ترامب للناخبين الأميركيين "أنا صوتكم"، كتبت كلينتون: "لست صوتنا".

كما كتبت كلينتون، التي يفترض أن تعلن اسم مرشحها لمنصب نائب الرئيس، على حسابها على تويتر باللغة الإسبانية رداً على تصريحات ترامب حول بناء الجدار على الحدود مع المكسيك لمواجهة الهجرة السرية، "نعم سنبني جداراً بينك وبين الرئاسة، دونالد ترامب".

إيفانكا ترامب

وقبل دقائق من ذلك، ألقت ايفانكا ترامب ابنة المرشح الجمهوري البالغة من العمر 34 عاماً خطاباً، ما كان أي ديمقراطي سيرفضه، متحدثة عن "سخاء" و"حنان" والدها الذي قالت، إنه مهتم بالمساواة في الحقوق، وبمكانة المرأة في قطاع العمل والمجتمع.

وقدمت إيفانكا ترامب، والدها لآلاف المندوبين على أنه لديه أفكار ضخمة لتغيير الولايات المتحدة، رغم حداثة عهده بالعمل السياسي، مضيفة: "التغيير الحقيقي من النوعية التي لم نشهدها منذ عقود يأتي فقط من خارج النظام، وسيأتي من جانب رجل أمضى عمره كله في فعل ما قال آخرون، إنه لا يمكن فعله"

وتطرقت إيفانكا، الابنة المفضلة لدونالد ترامب والأم لثلاثة أولاد إلى قضية نادراً ما يتناولها ترامب، مؤكدة أنه سيسعى من أجل تأمين المساواة في الأجور بين النساء والرجال، ومساعدة ربات البيوت وتخفيض رسوم حضانات الأطفال وتأمينها للجميع.

تطور كبير

وصفق الحضور بحرارة لبيتر تيل المتعهد، الذي يعمل في سيليكون فالي ويؤكد مثليته الجنسية علناً، عندما قال إنه "فخور بأنه مثلي وفخور بأنه جمهوري وفخور بأنه أميركي".

وفي تطور كبير لهذا الحزب حول هذه القضية، وعد ترامب بأن "يفعل ما بوسعه" لحماية مجموعات المثليين والسحاقيات والمتحولين جنسياً "من أعمال العنف وبقمع عقيدة الكراهية"، وذلك بعد أن أشار إلى اعتداء أورلاندو الذي قتل فيه 49 شخصاً في ملهى للمثليين. وقد قطع خطابه للحظات بانتظار توقف التصفيق بعد هذه التصريحات.

قواعد «الأطلسي»

ورداً على تشكيك المرشح الجمهوري، أكد وزير الخارجية جون كيري من جديد أمس الأول قواعد مشاركة الولايات المتحدة في عمليات حلف شمال الأطلسي، وخصوصاً في حال تعرض أي بلد عضو لهجوم.

وكان ترامب أكد في حديثه، لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن التدخل الاميركي لمساعدة بلد مهدد من بلدان الحلف، لن يكون تلقائياً، وأن النفقات العسكرية له يجب أن تكون موزعة بإنصاف أكبر. وقال كيري، في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية، إن "هذه الإدارة مثل كل الإدارات الجمهورية والديمقراطية منذ 1945 تبقى ملتزمة بالكامل الحلف والزاماتها في مجال الأمن بموجب المادة الخامسة، الأساس المطلق"، والتي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو فيه هو هجوم على كل دولة، وهي نقطة اعتمدت عليها الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 واستخدمت لتبرير تدخل الحلف في أفغانستان.

المراحل الأساسية في حياة ترامب

فيما يلي أبرز عشر مراحل في حياة قطب الأعمال دونالد ترامب:

• ولد في حي كوينز في نيويورك، هو الرابع بين خمسة أطفال، والده فريد متعهد عقارات ثري من والدين هاجرا من ألمانيا، ووالدته ماري تتحدر من اسكتلندا.

• أرسل دونالد، غير المنضبط والمتوتر، إلى مدرسة داخلية عسكرية، قبل أن يلتحق بكلية التجارة في جامعة بنسلفانيا في 1968، بدأ بعدها العمل مع والده.

• فضل ترامب التركيز في أعماله على مانهاتن والابتعاد عن ضواحي نيويورك حيث جمع والده ثروتهن وأجرى أولى صفقاته هناك، مستفيداً من المعارف السياسيين لوالده ومن قرض بمليون دولار من مؤسسة فريد ترامب، التي يملكها والده.

• اشترى ترامب فندق "كومودور" المتهالك بالقرب من محطة "غراند سنترال"، وقام بإعادة تأهيله وتحويله إلى فندق "غراند حياة". وفي عام 1983 انتهت أعمال البناء في برج "ترامب تاور" الشهير على الجادة الخامسة في مانهاتن، الذي يعتبر من رموز الإسراف في ثمانينيات القرن الماضي.

• بدأ يقتني أبرز المباني في البلاد مستفيداً من الموجة الليبرالية خلال سنوات حكم رونالد ريغان.

• ألقى ترامب كلمة في لقاء نادي الروتاري في بورتسموث في نيوهامشير، تساءل فيها عن سبب تقديم الولايات المتحدة حماية عسكرية لحلفائها الأثرياء مثل اليابان والسعودية، في ما يشكل أول تدخل له في مجال السياسة.

• نشر دونالد ترامب مذكراته بعنوان "فن الصفقات" (ذي آرت أوف ذي ديل)، التي شكلت بدء انطلاق سمعته كرجل أعمال بارع.

• بعد أقل من عام على افتتاح فندق وكازينو "ترامب تاج محل" الضخم على الساحل الشرقي في مراسم كبيرة عام 1990، توقف عن الدفع في الأولى من سلسلة انتكاسات مؤلمة مني بها المليادرير في ثاني عاصمة للقمار في الولايات المتحدة بعد لاس فيغاس.

بعد أربعة إفلاسات، قرر ترامب في النهاية الرحيل وإغلاق الكازينوهات التي يملكها أو يتخلى عنها بموجب إعلان إفلاسه في 2009.

• تولى ترامب تقديم برنامج جديد من تلفزيون الواقع بعنوان "ذي ابرنتيس".

• وتحولت جملته المفضلة في البرنامج "يو آر فايرد" (انت مطرود) إلى شعار حقيقي.

إيفانكا... السلاح الأكثر فعالية
إيفانكا ترامب، التي تتميز بجمال وذكاء، هي الابنة المفضلة لدونالد ترامب، وأيضاً سلاحه الأكثر فعالية في حملته، إلى درجة أن ألدّ خصوم والدها، لا يجدون فيها أي عيب يسمح لهم بانتقادها.

وقدمت ايفانكا (34 عاماً)، ابنة ترامب من زوجته الأولى إيفانا، المرشح الجمهوري قبل خطابه مساء أمس الأول خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند، وكانت ترتدي فستاناً زهري اللون بسيطاً وأنيقاً، وأغدقت وعوداً بينها أن الأميركيين سيحصلون على حضانات لأطفالهم "بثمن أقلّ وفي متناول الجميع"، إذا أصبح والدها رئيساً.

وتعد إيفانكا الشخص الوحيد القادر على مساعدة ترامب على استمالة الناخبات الأميركيات، ومعظمهن لا يؤيدن الملياردير. وقبل دقائق من خطاب والدها، تحدثت سيدة الأعمال الناجحة عن "سخائه" و"حنانه"، في خطاب لا يمكن لأميركي في الحزب الديمقراطي رفضه أو مناقضته.

ووصفت إيفانكا، التي حضرت الثلاثاء إلى كليفلاند مع شقيقيها دونالد جونيور وإريك، وأختها غير الشقيقة تيفاني، أن دونالد ترامب "لا يملك القوة والقدرة اللازمتين ليصبح رئيساً فحسب، بل يتسم باللطف والتعاطف، اللذين يجعلان منه القائد، الذي تحتاجه البلاد".

وأضافت أنها مثل كثيرين من أبناء جيلها "لا أعتبر نفسي جمهورية أو ديمقراطية بشكل قاطع"، قبل أن تتطرق إلى قضايا عدة تهدف خصوصاً إلى طمأنة الناخبات اللواتي لا يثقن بشكل عام في رجل الأعمال الثري.

وإيفانكا ترامب متزوجة من جارد كوشنر صاحب مجموعة عقارية واعتنقت اليهودية للارتباط به، وأنجبت ثلاثة أولاد، وهي نائبة رئيس شركة والدها "ترامب أورغنايزشن".

وهي حائزة شهادة في الاقتصاد وأسست شركتها الخاصة لتصميم الملابس والاكسسوارات، وأنشأت موقعاً على الإنترنت لتقديم النصائح للنساء العاملات.

وتقيم إيفانكا في نيويورك، وتتحدث دائماً بهدوء، وهي حاضرة دائماً في حملة والدها، الذي يحبها كثيراً، وكانت تربطها حتى فترة قريبة علاقة صداقة بشيلسي كلينتون، ابنة هيلاري وبيل كلينتون.

وتلقي إيفانكا كلمات في مؤتمرات، وتنصح والدها وتدافع عنه عندما يتعرض لهجمات، خصوصاً عندما انتقد بشدة لمواقفه من المرأة في مايو، لتؤكد أنه "يكن احتراماً كبيراً للنساء"، وقالت إنه "يدعم قضية المرأة".

وكان لها يد في اختيار النائب المحتمل للرئيس، ورأى أحد المرشحين لهذا المنصب السناتور بوب كوركر، أنه كان من الممكن أن تكون هي الشخص المناسب لهذه المهمة. ويرى آخرون أنها ستضطلع بدور مهم في الإدارة الأميركية في حال فاز والدها.

وإيفانكا العنصر الأساسي في حملة ترامب لاستمالة الناخبات، خصوصاً وأن 34 في المئة منهن فقط يدعمن المرشح الجمهوري، وفقاً لاستطلاع أخير لقناة "اي بي سي نيوز" وصحيفة "واشنطن بوست".

وقبل مداخلتها أمس الأول، جرت مقابلات مع قنوات تلفزيونية. وبعثت أيضاً أول رسالة سياسية للدعوة الى المساهمة مالياً في حملة والدها. وكتبت "إنه مستعد لاستخدام روحه القيادية وتصميمه في البيت الأبيض لإعادة إحياء الحلم الأميركي، من أجلكم وأجل كل البلاد".

أبرز فقرات خطاب القبول

قَبِل دونالد ترامب ترشيح الحزب الجمهوري له ليخوض انتخابات الرئاسة الأميركية، نوفمبر المقبل، مؤكداً جملة مواقف في ختام مؤتمر الحزب في كليفلاند بولاية أوهايو، أبرزها ما يلي:

• يعقد مؤتمرنا في فترة أزمة لأمتنا. الهجمات على شرطتنا والإرهاب في مدننا تهدد أسلوب حياتنا. أي سياسي لا يعي هذا الخطر ليس مؤهلاً لقيادة بلدنا.

• الإجرام والعنف اللذان تعانيهما بلادنا اليوم سينتهيان قريباً، اعتباراً من 20 يناير 2017 ستكون العودة إلى الأمن.

• الواجب الأساسي للدولة هو الدفاع عن حياة مواطنيها، كل حكومة تخفق في ذلك، هي حكومة غير جديرة بالقيادة.

• لدي رسالة لكل الذين يخلون بالنظام العام في شوارعنا ويهددون رجال أمننا: عندما أقسم اليمين العام المقبل، سأعيد النظام العام.

• أميركا أقل أماناً والعالم أكثر اضطراباً منذ اتخذ أوباما قرار تكليف هيلاري كلينتون السياسة الخارجية بعد 15 عاماً من الحروب في الشرق الأوسط، وتريليونات الدولارات، التي أنفقت وآلاف القتلى، الوضع أسوأ مما كان عليه في أي يوم مضى. إنه إرث هيلاري كلينتون: موت ودمار وضعف.

• رسالتي هي أن الأمور يجب أن تتغير ويجب أن تتغير الآن. إلى كل الآباء الذي يحلمون من أجل ابنائهم، إلى كل الأطفال الذين يحلمون بالمستقبل، أقول مساء اليوم: إنني معكم وسأكافح من أجلكم، وسأربح من أجلكم.

• الخطاب غر المسؤول لرئيسنا، الذي استخدم منبر الرئاسة لتقسيمنا على أساس العرق واللون، جعل من الولايات المتحدة أكثر خطراً للجميع.

• طالما بقي سياسيون لا يجعلون أميركا أولويتهم، فبالتأكيد الدول الأخرى لن تعاملنا باحترام. كل هذا سيتغير عندما أتولى مهامي.

• أهم فارق بين خطتنا وخطة خصومنا، هو أن خطتنا ستضع أميركا في المقام الأول. عقيدتنا ستكون التفاني من أجل أميركا وليس من أجل العالم. الشعب الأميركي سيصبح مجدداً الأولوية الأولى.

• علينا أن نعلق فوراً الهجرة القادمة من البلاد التي يطالها الإرهاب، إلى أن يتم وضع آليات للمراقبة.

• سنبني جداراً كبيراً على الحدود لوقف تسلل الهجرة غير الشرعية والعصابات وأعمال العنف إلى مجتمعاتنا.

back to top