«جسر الصورة».. رحلة الفنون الشرقية إلى العالمية

نشر في 24-07-2016
آخر تحديث 24-07-2016 | 00:00
No Image Caption
أصدر المجلس الأعلى للثقافة المصري أخيراً كتاب «جسر الصورة« للدكتورة إيناس حسني، الذي يتمحور حول الفنون التشكيلية الشرقية وقدرتها على جذب انتباه العالم الغربي وإعجابه على مدى التاريخ.
تؤكد إيناس حسني أن الفنان الشرقي سبق عباقرة فناني العصور الحديثة بمراحل، «لقد عرف قبلهم المدارس الفنية المعاصرة كافة، مثل الكلاسيكية والتأثيرية والطبيعية والواقعية«، مشيرة إلى أن «الفنان المصري في العصور الفرعونية سبق جميع القمم الفنية المعروفة، مثل مايكل أنجلو ودافنشي وبول كلي وغوغان وبيكاسو، بل إن جميع هؤلاء الفنانين المحدثين تأثروا بهذا الفن المصري العريق وأيضاً بالفنون الإسلامية، ويكفي أن ننظر إلى بعض لوحاتهم وأعمالهم لنتأكد تماماً من هذه المؤثرات الفعلية«.

توسع الفنون

يورد الكتاب أنه مع أوائل القرن التاسع عشر حدث توسع أكبر، فأخذ الفنانون الغربيون من المطبوعات اليابانية والصينية زخارفها وألوانها وتكويناتها، وفي القرن التاسع عشر أدت موجة طاغية إلى انتشار قوي للفنون الصينية واليابانية على نطاق واسع في إنتاج المصورين الغربيين عن طريق مطبوعات الخشب المحفور، إلا أن كل ما حدث في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كان محاولات على نطاق ضيق، فكانت الاستفادة عن طريق النقل فقط، أما مع بداية القرن العشرين فحدثت سلسلة من التمردات على الفن التقليدي، وكانت باريس في بداية هذا القرن ملتقى الفنانين من كل صوب، يرتادونها لممارسة التمرد على تقاليد الفن الواقعي، واتجه الفنانون الغربيون إلى الاقتباس من فنون أخرى، فكانت الفنون الشرقية، ويؤكد ذلك جون ديوي: «في مطلع القرن العشرين كان الجانب الأكبر من الإنتاج الفني قد وقع تحت تأثير الفنون المصرية، البيزنطية، الفارسية، الصينية، اليابانية، الزنجية«.

يشير الكتاب إلى أن الفنان الغربي قد استوحى من الفنون الشرقية أشكالها، ثم وضع هذا الشكل في قالب فكري، فامتزجت الغربية بالشرقية في إطار جديد.

أوروبا والشرق

يتناول الكتاب حياة وأعمال أربعة فنانين تأثر بعضهم بالفن الإسلامي وبعضهم بفنون الشرق الأقصى، والبعض الآخر بالفن الإفريقي والفن المصري القديم، فبول غوغان تأثر بالفن المصري القديم وبالفن الياباني، كذلك هنري ماتيس تأثر بالفن الإسلامي، وبيكاسو تأثر بالفنون الإسلامية والإفريقية، وفازاريللي تأثر بالفن الإسلامي.

ويهدف الكتاب إلى إلقاء الضوء على التواصل بين فنون الشرق وأوروبا، وتمثل الفنون التشكيلية إحدى نقاط التماس بين الحضارتين الشرقية والغربية، فثمة تأثير متبادل بين هذه الفنون التي أنتجها الإنسان على مدى تاريخه الطويل، ومع اتصال أوروبا بالشرق الأقصى، بدايةً من فترة الكشوف الجغرافية، نجد أن الاستشراق الفني الأوروبي، تأثر خلالها بالفن الهندي والصيني والياباني وفنون إفريقيا، وانعكست هذه الفترة بصورتها الاستشراقية في أعمال كثير من المصورين الأوروبيين والمحدثين، أمثال سيزان وغوغان وبيكاسو وماتيس وغيرهم.

back to top