مع إصرار مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا على عقد جولة جديدة من مفاوضات "جنيف3" مطلع أغسطس المقبل أعلن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، استعداده "لمواصلة الحوار السوري-السوري دون شروط مسبقة، ودون تدخل خارجي بدعم من الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، على أمل أن يؤدي ذلك إلى حل شامل للأزمة، يرسمه السوريون بأنفسهم".ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن "الحكومة السورية تابعت باهتمام التصريحات بعد زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري إلى موسكو في 15 يوليو والتي أكدت اتفاق الطرفين على مكافحة الإرهاب، خصوصاً مجموعات داعش وجبهة النصرة".
وقال المصدر إن "سورية التي تقف في الخط الأمامي في التصدي لهذا الشر الشامل ترحب بهذه التصريحات، وتؤكد عزم الجيش على مواصلة التصدي للإرهابيين بمختلف ألوانهم ومسمياتهم بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الروسي القائم على الثقة المتبادلة، وكذلك بالتعاون مع بقية أعضاء المجتمع الدولي الذين يشتركون معنا ويتعاونون مع روسيا الاتحادية في تحقيق هذا الهدف". وتابع "وعلى هذا الأساس فإن سورية مستعدة لتنسيق العمليات الجوية المضادة للإرهاب بموجب الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة".
مصير الأسد
ووفق مصادر في المعارضة فإن التفاهم الروسي- الأميركي يلحظ "تحديداً دقيقاً لوضعية الأسد لجهة أن يتم تجريده من صلاحياته بعد فترة قصيرة من بدء المرحلة الانتقالية"، مشيرة لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن كيري "كان حاسماً مع لافروف في إبلاغه بوجوب العودة إلى طاولة المفاوضات بعد الاتفاق على مصير الأسد، وموسكو تلقت الرسالة بإيجابية وحاولت تقديم التزامات معينة، وقررت واشنطن إخضاعها لمرحلة من الاختبار قبل إسدال الستار عليها".في المقابل، شدّد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا على أنّ "المعارضة لا تقبل الجلوس على طاولة المفاوضات والمدن تقصف المدنيون يقتّلون وأي محادثات ستكون عبثية"، مؤكداً أنّ "الهوّة لا تزال واسعة بين موقف وفد المعارضة والقوى الدولية، وموقف النظام، لاسيّما بشأن تشكيل هيئة الحكم الانتقالي".وأوضح نعسان أن "ديميستورا أرجأ إطلاق جولة جديدة من المفاوضات للبحث عن ظروف مواتية وعدم فشلها"، مشيراً إلى "ايجابية المعارضة وانفتاحها على التعاون معه وتمسّكها بالحل السياسي لإنهاء الصراع".استهداف المشافي
وعلى الأرض، استهدفت غارات جوية أربعة مشافي ميدانية وبنكا للدم في مدينة حلب خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، بحسب منظمة "الأطباء المستقلين"، التي أوضحت أن رضيعاً عمره يومان قتل في قصف على مشفى الأطفال في الأحياء الشرقية. وبعد تسع ساعات، تسببت ضربة ثانية بقطع إمداد الأوكسجين عن الرضع.وأكدت المنظمة أن المشافي الأربعة (مشفى الأطفال ومشفى الزهراء ومشفى البيان ومشفى الدقاق) خرجت من الخدمة "إثر سلسلة من الضربات الجوية التي شنها الطيران الروسي والسوري واستهدفت المؤسسات الطبية في حلب".الجيش الألماني
وفي تطور لافت، كشفت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين، في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر" أمس، عن برنامج تدريبي لأكثر من 100 مهاجر سوري للعمل في مجالات عسكرية ومدنية من أجل المساعدة في إعادة إعمار بلادهم في نهاية المطاف، مبينة أنه يركز على تدريب المهاجرين في مجالات متنوعة مثل التكنولوجيا والطب والشؤون اللوجيستية.وأشارت الوزيرة إلى أنه "من الممكن أن تلعب ألمانيا دوراً في تدريب قوات الأمن السورية حين تصبح هناك حكومة مسؤولة"، مبينة أن "بوسع اللاجئين السوريين أداء مهام مدنية للجيش الألماني لكنهم لا يستطيعون أن يصبحوا جنودا فيه".«الجيش الجديد»
وفي دير الزور، قطع "جيش سورية الجديد" أمس بعض خطوط إمداد "داعش" عن مدينة البوكمال بالريف الشرقي، إثر سيطرته على عدة حواجز ونقاط في البادية إثر هجوم مباغت شنّه قبل يومين.وسيطر الجيش الجديد أيضاً على حاجز الحقل وحاجز ومنطقة الكبد، التي تقع شمال غرب منطقة التنف، وشملت عمليته تمشيط قطاعات عسكرية أخرى في صحراء التنف والبوكمال المحيطة بالحامية العسكرية لقواته.معركة منبج
إلى ذلك، تواصلت المواجهات العنيفة، أمس، في أحياء عدة في منبج، أبرزها في محيط المربع الأمني حيث يتحصن تنظيم "داعش" في وسط المدينة ويستميت في مواجهة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنها حققت تقدما في اقتحام الأحياء الغربية بعد اشتباكات متقطعة على محاور عدة تزامنت مع ضربات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.