تفاحة
![د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/991_1667658654.jpg)
فمثلاً، انظر يا دكتور في تحليل الشيخ مشاري العفاسي الذي يقول "فشل الانقلاب العلوي في تركيا نعمة من الله وأمان للعباد والبلاد، حقن الله دماء المسلمين وأصلح أحوالهم في كل مكان وعصمنا الله من مضلات الفتن". الشيخ العفاسي مباشر الرمي واضح الهدف، من قام بالانقلاب هم العلويون وعسى الله يخلصنا من فتنهم وانتهينا، لكن يهود ونصارى ومرجئة، وهذه الأخيرة وحدها تحتاج بحثا مطولا لمعرفة من أصحابها وما فكرهم، ثم خوارج وليبراليين، كثير يا دكتور. كن مباشراً وارم سهمك على المعنيين دون أي مناورات، هم الرافضة، والذين تكرمت أنت بشرح الفرق بينهم وبين الشيعة في فيديو لاحق. وعلى أنك وضحت أن هذا الفرق يستتب في أسلوب الحديث تجاه الصحابة وزوجات الرسول، وهو فرق مهم وقوي وإن كان المعظم لا يعتقد به ولا أعتقد أن له أصلا لفظيا تاريخيا أو فلسفيا، فكلمة الروافض مثل كلمة النواصب تطلق على كل الشيعة كما على كل السنّة عند العامة الطائفيين، إلا أنني ما زلت لا أرى علاقة لهذا الفرق بين الروافض والشيعة الذي تكرمت أنت بشرحه بالانقلاب الذي حصل في تركيا. ومع ذلك فأنا ممتنة لرميك الاتهام عليهم، هؤلاء أم أولئك، لكن الليبراليين، أرجوك اتركهم في حالهم دكتور. وفي النهاية، ومن حيث تصنيفي أنني ليبرالية، وأتمنى أن أكون أهلاً لهذا التصنيف الجميل، فإنني كنت ضد الانقلاب ومع الشرعية التركية، في الواقع الانقلابات العسكرية بطعمها المخابراتي هذا لم تعد، في رأيي، تصلح لزمننا المعاصر وسياساتنا الحديثة مهما كان هدفها الإصلاحي. والآن أنا ضد التعسف والقهر والاستبداد الواضحة على المنحى التركي لما بعد الانقلاب، فالتصفية لم تكن في يوم منهجية ديمقراطية، ولكنها دوماً ما كانت منهجية الدكتاتور المنتصر الذي كنا نتمنى ألا يكونه إردوغان، فيقف مثالاً علمانياً ليبرالياً ديمقراطياً قوياً خصوصاً بعد مساندة شعبه لشرعية النظام، مظهراً الوجه الديمقراطي المشرق للمنتصر. إذاً ها أنا ضد الانقلاب وضد سياسات إردوغان في آن، فمن أكون، ليبرالية أم صفوية أم الأنكى والأمرّ: ليبرالية صفوية في روح واحدة؟ المهم في الموضوع، اتركوا الليبراليين في حالهم، وعليكم بالرافضة أو الصفويين، هم متعودون على اتهامات التخابر والخيانة. الليبراليون لا تتعدى اتهاماتهم شوية فساد على شوية عداء للدين، لكن مخابرات وانقلاب وحشود عسكرية، كثير علينا والله.