بعد لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش قمة "آسيان" أمس، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري خطة سيتم كشف تفاصيلها مطلع أغسطس المقبل، الموعد الذي حددته المجموعة الدولية لدعم سورية، لبدء عملية سياسية انتقالية بين نظام بشار الأسد ومجموعات المعارضة، مؤكداً أنها "ستحدث فارقاً في حياة الشعب السوري ومسار الحرب".وصرح كيري للصحافيين، في فينتيان بلاوس، بقوله: "نقوم بواجبنا وتم إنجاز الكثير من العمل في الأيام القليلة الماضية، وأقول لكم إنه تم بنجاح، وآمل أن نتمكن في أول أسبوع من أغسطس أن نقف أمامكم ونقول يمكننا القيام بالخطة"، موضحاً أن المرحلة المقبلة منها تشمل سلسلة من الاجتماعات على المستوى التقني لتهدئة مخاوف الجيش الأميركي والمخابرات بشأن تعاون عسكري أوثق مع الروس ومشاركة المعلومات المخابراتية.
مفاوضات حقيقية
وإذ أعرب عن أمله في إعلان إحراز تقدم في حل دبلوماسي في إطار استئناف مفاوضات "جنيف"، قال كيري، الذي أجرى مفاوضات ماراثونية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته الأسبوع الماضي في موسكو اتفق خلالها على تعاون متزايد و"تدابير ملموسة" لاحترام الهدنة ومحاربة المجموعات الجهادية، "بعبارات بسيطة ما يعرفه الجميع هو اننا نسعى إلى توطيد وقف الأعمال القتالية وإيجاد إطار يسمح لنا بالجلوس إلى طاولة وإجراء مفاوضات حقيقية لإحراز تقدم".مواقف متباعدة
ورغم اتفاق موسكو حليفة الأسد وواشنطن على تعاون متزايد و"تدابير ملموسة" تشمل تعاوناً بين العسكريين الأميركيين والروس على الأرض، رأى وزير الدفاع آشتون كارتر أمس الأول أن روسيا لا تزال "بعيدة كل البعد" عن مواقف واشنطن حول عدة ملفات، منها تطبيق مرحلة سياسية انتقالية يتخلى فيها الأسد عن السلطة، مع استهداف "المجموعات المتطرفة" وليس المعارضة المعتدلة.وأوضح كارتر، خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون)، أن مفاوضات كيري تهدف إلى تحديد ما إذا كان الروس "مستعدين لاتخاذ الموقف الصائب" أم لا.تقاسم المعلومات
وبينما أعرب مدير الاستخبارات جيمس كلابر "عن تحفظات لتقاسم المعلومات الاستخباراتية التي يريد معرفتها مع الروس بأي ثمن لمعرفة مصادرنا وأساليبنا ومخططاتنا وتقنياتنا وعملياتنا"، قال رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال جو دانفورد: "لم نتوصل لاتفاق يقوم على الثقة"، مضيفا "سيكون هناك اجراءات محددة في أي اتفاق مع الروس من شأنها حماية أمننا".محادثات جنيف
في هذه الأثناء، التقى موفد الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا والمعبوث الخاص الأميركي مايكل راتني ونائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف أمس في جنيف للبحث في النزاع غداة قصف دام قرب حلب يثير مخاوف من تفاقم الأزمة الانسانية.وقبل لقاء كيري ولافروف، أعرب ديميستورا عن الأمل في تحريك مفاوضات السلام في أغسطس بعد فشل جولتين من المفاوضات هذا العام.وفي ختام الاجتماع، أكد ديمستورا أن الاجتماع "أحرز بعض التقدم، وننوي تنظيم محادثات بين السوريين في أواخر أغسطس"، معتبراً أن التفاهمات الأميركية- الروسية تشكل أرضية لحل الأزمة السورية.تقدم الأسد
وعلى الأرض، أحكمت قوات الأسد سيطرتها على حلب الشرقية بانتزاعها أمس منطقة الليرمون كاملة بعد اشتباكات عنيفة تمكنت خلالها من السيطرة النارية على حي بني زيد الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة وبسط نفوذها على "منطقة واسعة من المعامل قوامها أكثر من 33 معملاً كانت تشكل عصب الاقتصاد في حلب" بحسب صحيفة "الوطن" المقربة من السلطات.بدورها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أن الجيش أرسل رسائل نصية لسكان شرق حلب، قال فيها إنه سيوفر ممراً آمناً وملجأ مؤقتاً للراغبين في مغادرة المنطقة، داعياً إياهم إلى طرد "المرتزقة الغرباء" والجماعات المسلحة لإلقاء أسلحتها.هدنة وتفجير
وحيال أوضاع انسانية مأسوية في حلب، دعا سفير فرنسا لدى الامم المتحدة لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية بعد قصف أربعة مستشفيات وبنك للدم من قبل القوات الحكومية، كما دعت الامم المتحدة إلى هدنة انسانية أسبوعية من 48 ساعة لنقل المساعدات الى المدنيين المحاصرين في حلب.وفي دمشق، معقل النظام أسفر انفجار سيارة مفخخة مساء أمس الأول في حي كفرسوسة الراقي عن سقوط "قتلى وجرحى" وفقاً لوكالة الانباء الرسمية (سانا).ووقع الانفجار في منطقة كفرسوسة الراقية في جنوب غرب العاصمة، أمام مبنى مؤلف من عشرة طوابق، حسبما أفاد مراسل لـ"فرانس برس" في المكان.قذيفة إسرائيلية
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن طيرانه رد أمس الأول على إطلاق قذيفة هاون من سورية سقطت قرب السياج الأمني في وسط هضبة الجولان المحتلة دون أن تسفر عن ضحايا أو أضرار، متهمة النظام بالمسؤولية "عن كل عمليات إطلاق النار من سورية".وأكد النظام السوري أن صاروخين من طائرتي استطلاع للعدو الصهيوني استهدفا أحد المباني السكنية في الحي العمالي في مدينة البعث، ما أدى الى وقوع اضرار مادية في هذه المدينة الواقعة بمنطقة القنيطرة.