في لقاء هو الثاني خلال 6 أشهر، اجتمع وزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول صدقي صبحي، مع نحو ثلثي أعضاء المجلس (400 نائب) أمس الأول، في أحد الفنادق التابعة للقوات المسلحة، وبحضور رئيس الأركان محمود حجازي، ومدير المخابرات العامة اللواء خالد فوزي، وعلمت "الجريدة" أن اللقاء استعرض دور القوات المسلحة في التنمية وفي مجال مكافحة الإرهاب.

وأكدت مصادر مُطلعة لـ"الجريدة"، أن وزير الدفاع أكد العلاقة التاريخية بين الجيش والشعب المصري، ولفت إلى أن الجيش يشارك بقوة في عمليات التنمية، فضلاً عن دوره الرئيسي في تأمين الجبهة الداخلية للبلاد والحفاظ على الأمن القومي المصري، مشيراً إلى أن الجيش ليس بديلاً عن المؤسسات المدنية، وأن مساهمته تأتي في إطار ما يتمتع به من خبرة.

Ad

ومن جهته، قال عضو التكتل البرلماني (25-30) خالد شعبان، لـ"الجريدة"، إنهم شهدوا خلال اللقاء، "عرضاً مصوراً" عن إنجازات الجيش في مجال التنمية وتأمين البلاد، وأن رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، اللواء كمال عامر، شهد بجهود الجيش، كما أكد وزير الدفاع عزم القوات المسلحة على مواصلة تأمين البلاد والمشاركة في عمليات التنمية.

في السياق، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس هيئة أركان القوات البرية الباكستانية، الفريق أول رحيل شريف، أمس، ورحب الرئيس برحيل، مشيداً بالعلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، فضلاً عن عضويتهما في العديد من المحافل الدولية.

ارتفاع تاريخي

في الأثناء، وفي محاولة بدت تستهدف لجم الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الأميركي، مُقابل الجنيه المصري، في السوق الموازي، الذي وصل سعر الدولار فيه أمس إلى نحو 13.25 جنيها، ترأس رئيس الحكومة شريف إسماعيل، أمس اجتماع المجموعة الاقتصادية لمتابعة المشروعات التي تعمل عليها الحكومة، بالإضافة إلى بحث آليات مواجهة أزمة ارتفاع أسعار الدولار.

وكان البنك المركزي، قرّر خفض سعر الجنيه بنحو 14 في المئة في مارس الماضي، حيث يعتمد محافظ "المركزي" طارق عامر، على سياسة خفض قيمة الجنيه، لأنه يرى خطأ المحاولات السابقة للحفاظ على قيمة الجنيه في مواجهة الدولار، وأن سياسة الحفاظ على قيمة الجنيه لا تعكس قوته الحقيقية في مواجهة الدولار، خاصة مع توقف عمل المصانع وعدم تسجيل دخول استثمارات في البلاد خلال الفترة الماضية.

وعلمت "الجريدة" من مصدر مُطلع، أن محافظ "المركزي" طارق عامر، اجتمع مع رئيس الحكومة، خلال الفترة الماضية، وتطرق اللقاء إلى بحث الأزمة وسبل وقف الارتفاع السريع لسعر الدولار، وقال المصدر- الذي فضّل عدم ذكر اسمه- إن رئيس الحكومة طلب من عامر تقديم استقالته حال عدم القدرة على تثبيت سعر الدولار، إلا أن عامر رفض وأكد رغبته في الاستمرار في منصبه، مشيراً إلى أن تقارير مُتخصصة طرحت اسم الاقتصادية رانيا مشاط، التي تعمل في الوقت الحالي مستشار رئيس "صندوق النقد الدولي"، لتولي المنصب حال تقديم عامر استقالته.

وعلى الرغم من ارتفاع الدولار في السوق الموازي، ثبَّت "المركزي" سعر صرف الدولار مقابل الجنيه عند 8.78 جنيهات في عطاء بيع للعملة الصعبة للبنوك، أمس، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

ومن جانبه، اعتبر مدير مركز النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، عبدالخالق فاروق أزمة الدولار وغيرها من الأزمات الاقتصادية، تأتي بسبب الاختلال الهيكلي المُزمن في مصر، نتيجة تآكل قطاعات الإنتاج الزراعي والصناعي، ما أدى إلى تزايد حجم الواردات واتساع الفجوة بين الصادرات والواردات، ما أدى إلى عجز في الميزان التجاري وصل إلى 50 مليار دولار سنوياً، الأمر الذي أدى إلى تزايد الطلب على العملات الأجنبية، خاصة الدولار، لتلبية الاحتياجات الأساسية، وأضاف فاروق لـ"الجريدة": "الأزمة ستظل مستمرة ما لم يتم تصحيح الخلل الهيكلي، وإقامة نظام زراعي اقتصادي حقيقي".

النائب العام

على صعيد آخر، وفيما له صلة بمحاولات الدولة المصرية استعادة السياحة الروسية إلى مصر مُجدداً، توجه أمس، وفد رسمي مصري، يضم النائب العام المستشار نبيل صادق، ووزير الطيران شريف فتحي، ورئيس لجنة التحقيقات في حادث الطائرة الروسية، الطيار أيمن المقدم، إلى العاصمة الروسية موسكو، لاستعراض آخر نتائج التحقيقات الخاصة بحادث تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء.

ولفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، مصطفى كامل، إلى أن خلافات القاهرة وموسكو تحول دون غلق كثير من الملفات، بينها ملف أزمة سقوط الطائرة الروسية، والملف النووي بين البلدين، وأشار لـ"الجريدة" إلى أن موسكو تسعى إلى تمرير بعض أهدافها في مصر مُستغلة تعليق الطيران مع القاهرة، وقال: "هناك مبالغة إعلامية بعودة السياحة الروسية قريباً، رغم عدم توفر تصريحات رسمية من روسيا تتلاءم مع ذلك التفاؤل".من جانبه، قال مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، اللواء سامح أبوهشيمة، إن روسيا لن تُعيد السياحة إلى مصر حتى تطمئن إلى الإجراءات الأمنية المتبعة في المطارات المصرية، وقال لـ"الجريدة": "لابد من تنفيذ مطالبهم لضمان عودة السياحة الروسية".

ميدانياً، أسفرت الحملة الأمنية الموسعة لقوات الجيش الثاني، في سيناء، خصوصاً في جنوب العريش، حتى فجر أمس عن مقتل 6 تكفيريين، وتدمير عدد من البؤر الإرهابية، وأعلنت المصادر الأمنية أن الحملة استهدفت مناطق، جنوب العريش، وداهمت أماكن تجمع العناصر الإرهابية.