دارين حمزة: طارق لطفي لطيف ومحترف
صحيح هي غائبة عن الدراما المحلية لكنها تحتلّ عربياً أدوار بطولة أولى تدلّ إلى احتراف ومهنية عالية.
الممثلة السينمائية دارين حمزة أطلّت رمضانياً في الجزء الثاني من المسلسل السوري «العراب» وفي بطولة المسلسل المصري «شهادة ميلاد».
بعدما نال فيلمها السينمائي «بالحلال» ترحيباً في مهرجانات عربية ودولية، يُنتظر انطلاق عرض فيلميها الجديدين «ناتس» و{يلا عقبالكن شباب»، وهو الجزء الثاني من فيلم «يلا عقبالكن».
حول أعمالها السينمائية والدرامية العربية تحدثت إلى «الجريدة».
الممثلة السينمائية دارين حمزة أطلّت رمضانياً في الجزء الثاني من المسلسل السوري «العراب» وفي بطولة المسلسل المصري «شهادة ميلاد».
بعدما نال فيلمها السينمائي «بالحلال» ترحيباً في مهرجانات عربية ودولية، يُنتظر انطلاق عرض فيلميها الجديدين «ناتس» و{يلا عقبالكن شباب»، وهو الجزء الثاني من فيلم «يلا عقبالكن».
حول أعمالها السينمائية والدرامية العربية تحدثت إلى «الجريدة».
كيف كانت ردود الفعل المحلية والعربية والأجنبية على فيلم «بالحلال» (تأليف أسد فولدكار وإخراجه)؟قدمنا العرض الأول للفيلم في دبي، بعدها جلنا على مهرجانات دولية في أميركا وألمانيا وأستراليا قبل إطلاقه في لبنان. كانت ردود الفعل العربية والأجنبية مرحّبة، أسوة بالترحيب اللبناني. توّقعت أن يفهم الجمهور أهمية الفيلم في جمع الأديان، إذ يحكي قصة ثلاث نساء يعانين مشكلات زوجية، فنكتشف من خلاله طريقة تفكير المرأة المسلمة ونمط عيشها ضمن المجتمع الذي تنتمي إليه.
ما ميزة شخصيتك فيه؟أؤدي دور لُبنى، إمرأة مطلّقة تخضع لقوانين مجتمعية ترتكز على الزواج السري، أي العرفي أو زواج المتعة. أثناء تحضيري لهذه الشخصية والأبحاث التي قمت بها اكتشفت أن هذا القانون هو لتلبية حاجات المرأة المماثلة بالحلال في ظل مجتمع ظالم بحقّها. كيف تلقف المجتمع الغربي هذه المواضيع؟ فوجئت بردة فعل المجتمع الغربي الذي عبّر عن رأيه الإيجابي تجاه الفيلم، من خلال حلقة جدال جمعتني بالجمهور، فلفت إلى حبكة النصّ بأسلوب الكوميديا السوداء والمواقف المضحكة التي جعلته سلساً. كذلك اكتشف الجمهور الغربي أن المرأة اللبنانية قويّة ومختلفة عن صورتها في الأفلام السابقة التي عُرضت في المهرجانات كمعنّفة ومغدورة الحقّ ومظلومة.ما الشخصية الجديدة التي تؤدينها في فيلم «يلا عقبالكن شباب»؟ (كتابة نيبال عرقجي وإنتاجه، إخراج شادي حنّا)؟أجسّد شخصية «مايا» وهي مختلفة عن شخصية «ياسمينا» في الجزء الأول، لأنها إمرأة متزوجة، متسلطة ونكدة. رسمت هذه الشخصية بنهفة كوميدية لذيذة لئلا ينفر منها الجمهور.هل يتضمن الجزء الجديد فريق العمل نفسه؟إضافة إلى الكاتبة والمخرج، يضمّ الجزء الثاني ممثلي الجزء الأول الأساسيين: بديع أبو شقرا، ندى أبو فرحات، مروة خليل، جوليا قصار، بولين حداد، انضمّ إليهم الممثلون طلال الجردي، فؤاد يمّين، دوري السمراني. يعالج الفيلم العلاقات الزوجية والثنائية بين الرجل والمرأة والمشكلات الاجتماعية بقالب رومانسي فكاهي خفيف. سيُطلق في صالات السينما تزامناً مع أعياد آخر السنة.
قضايا شائكة
ما تفاصيل «ناتس» (كتابة تانيا سيكياس، إخراج هنري بارجيس،إنتاج «ليزر» فيلم)؟فيلم مميّز لأنني منتجته الفنيّة إضافة إلى دور البطولة، لذا يحوي إنطباعاتي وأفكاري. أشبّهه بالأفلام الأميركية كونه تشويقياً رومانسياً وفيه بعض من الحركة. يتمحور حول إمرأة متزوجة تعيش مللا وروتيناً ما يدفعها إلى أحضان لعبة القمار التي تؤدي بها إلى أماكن كانت تجهلها في لبنان، فتواجه مخاطر وتعيش مغامرات. نكتشف من خلال ماورائيات هذا الفيلم أن الحياة في لبنان بمثابة لعبة «بوكر»، في استقرارها والمجهول الذي نعيشه. يضم العمل مجموعة من الممثلين أبرزهم غابريال يميّن وحسان مراد وألكسندرا قهوجي. من المتوقع مشاركته في مهرجانات أجنبية وسيُعرض في 26 يناير في الصالات اللبنانية.تعالج هذه الأفلام قضايا اجتماعية شائكة على خلاف معظم الأعمال الدرامية، هل يضعها ذلك في مستوى نوعي متقدّم؟صحيح، نستطيع دائماً، عبر السينما، طرح قضايا أكثر أهمية وعمقاً وقوة وجرأة، لأن لا قيود لها على عكس التلفزيون المحدود الذي يتوجه، من دون استئذان، إلى الفئات العمرية كافة.يعني أنك متحررة أكثر في السينما.صحيح، إذ نستطيع التعبير أكثر، ثم مستوى المهنية أرقى، لأن القيمين على الفيلم يحرصون على مستوى الأداء ويشددّون على النوعية، خصوصاً متى كان فيلماً موجّهاً إلى المهرجانات العالمية، ما يحمّلنا مسؤولية أكبر، فنضع طاقتنا وموهبتنا في المكان الصحيح الذي ننتمي إليه كمتخصصين أكاديميين بالتمثيل المسرحي والإخراج.ألا ترين أن عجلة السينما اللبنانية تسير نحو الأفضل؟لطالما وضعت آمالي في السينما، لأن المتخصصين أكاديمياً في المسرح والسينما لا بدّ من أن يفجّروا طاقتهم في مكان ما. صحيح أن ثمة أعمالا تجارية بمشاركة مغنين أو عارضي أزياء لكنها تبقى في إطار التجارب. كأصحاب اختصاص نتوجّه إلى أعمال على مستوى المهرجانات. برأيي طالما أن عجلة السينما متحركة والجمهور يتابع، يتحمّس المنتجون على تقديم مزيد من الأعمال السينمائية، إنما نخشى انعكاس سمعة الأفلام الهابطة على الأفلام اللبنانية. من جهة أخرى أظنّ أن الجمهور بات يميّز نوعية الأفلام انطلاقاً من مشاركتها في المهرجانات ومن أسماء البطولة فيها. فرضت مستوى معيّناً من الأدوار والأعمال، إلام تعزين ذلك؟تراكم الخبرة والموهبة، فهما يساعدان في كيفية اختياري لأعمالي وفق نوعيّة النص ومستوى الإخراج والممثلين المشاركين وطريقة التنفيذ. أظنّ أن الجمهور الذي واكب مسيرتي الفنية ولمس نوعية أعمالي التي شاركت في المهرجانات ومستوى أدائي للشخصيات بات يفرّق ويميّز. ناشطة درامياً في سورية ومصر بينما تغيبين محلياً ما السبب؟حاولت منذ سنة ونصف السنة تقديم عمل محلي فوجدت أننا لا نزال نقف في مكاننا ولم نتطوّر، مدرستنا نحن الممثلين المتخصصين في المسرح والسينما مختلفة عن مدرسة المنتجين وبالتالي حساباتنا الفنية مختلفة، خصوصاً أنهم يراهنون في المكان الخطأ. لذا توّجهت إلى مصر وسورية حيث أنال حقوقي مادياً ومعنوياً ضمن إطار البطولة. من الطبيعي أن أدعم العمل المحلي ، لكن للأسف، المهنة في أيدي منتجين غير متخصصين، على عكس القيّمين على الدراما السورية الذين هم متخصصون في المسرح والسينما، بدءاً من المنتج وصولا إلى أصغر كومبارس. وحين ننظر إلى هؤلاء لا نميّز شكلهم الخارجي بل ننجذب إلى أدائهم المقنع. فلو كان المنتجون اللبنانيون متخصصين لعرفوا قيمة الممثل الذي أنجز دراسته الأكاديمية في التمثيل. طالما أننا نعتمد على هؤلاء المنتجين الذين لا يميّزون بين الشكل الخارجي والأداء، ويبحثون عن وجوه جميلة للبطولة الأولى، فلن نتطوّر. نحن ندفع ثمن جهلهم المهني الذي يدفعهم إلى الاتكال على الممثل السوري بهدف تسويق أعمالهم في مقابل مبالغ خيالية أضعاف المبالغ التي تُدفع للممثلين اللبنانيين، وهذا أمر غير مقبول.مشاركة عربية
كيف تقيّمين مشاركتك في الدراما العربية؟أولا أوّد الإشارة إلى أن أحداً من المنتجين اللبنانيين لم ينتبه إلى دوري كشخصية سورية في مسلسل «العرّاب» السوري المحلي مع حاتم علي، ويدلّ على حرفية ومهنية واحترام لمستوى أدائي، طالما أنهم اختاروني مكان ممثلة سورية ببدل أتعاب مهمّ جداً. كيف هي الأصداء حول بطولة مسلسل «شهادة ميلاد» (إخراج أحمد مدحت) مع طارق لطفي؟حققت نجاحاً في دور «سارة» زوجة رجل مافيا شريرة، تواجه التحري (طارق لطفي) طيلة حلقات المسلسل، بعدما اكتشف مصادفة، في أثناء متابعته قضية معينة، أن هويته مزوّرة وأنه نجل رئيس المافيا المتوفي ووريثه. سعدت بهذا التعاون الأول بيننا لأنه يُشعرني بأنني محبوبة كممثلة لبنانية ولدي قدرات فنيّة. كيف تصفين الثنائية معه؟هو لطيف ومحترف ومحبوب في مصر وكانت تجربة مهنية على مستوى إنتاجي عالٍ جداً لتامر مرسي.لماذا لا تشاركين في أعمال عربية مشتركة طالما أن مستوى الإنتاج عالٍ وبمشاركة سورية ومصرية؟يحاول المنتجون تسويق هذه الأعمال عربياً من خلال إسناد البطولة لممثل سوري لقاء بدل أتعاب مضاعف لبدل أتعاب الممثلين اللبنانيين. لمَ لا يصنعون نجماً لبنانياً يفرضونه كوجه درامي مسوّق للأعمال المحلية عربياً؟ برأيي المنتجون اللبنانيون هم من يعرقل فعلياً مسيرة الدراما اللبنانية عبر إيلاء الأولوية للممثلين السوريين على حساب اللبنانيين، والتركيز على الوجوه الجميلة بدل الأداء. في الحقيقة عندما نشارك في أعمال محلية سورية ومصرية نرفع اسم لبنان من خلال احترافنا ومهنيتنا.بما يتميّز دورك في الجزء الثاني من «العراب تحت الحزام»؟بعدما أديت في الجزء الأول دور «جومانة» زوجة «العراب» (جمال سليمان) الذي نكتشف جانبه الرومانسي في علاقته معها، نراها في الجزء الثاني حاملا ما يعرّضها للمحاربة من قبل عائلته. إلا أنها، بعد معاناة، تتخلى عن كل شيء بطريقة سلميّة وتشكّل الحلقة الأضعف في المسلسل.كيف تصفين التعاون مع باسل خياط؟هو صديقي وقد شكلنا ثنائية درامية في المسلسل السوري «الدوامة» منذ 7 سنوات. عندما نعمل مع أناس محترفين نشعر بالراحة، خصوصاً أن المخرج حاتم علي هادئ ويرّكز على عمله ويعلم ماذا يريد. هل تابعت أيا من المسلسلات الرمضانية؟لم يفسح الوقت أمامي لذلك، لكنني فرحة بما حققه بعض المسلسلات اللبنانية الصرف.أدوار معقّدة
عن الأدوار المركبة التي تؤديها، وهل تتكل في تحضيرها على أبحاث خاصة أو تستشير معالجين نفسيين أو تراقب المجتمع، قالت حمزة: «أقوم بأبحاث معيّنة لأفهم الشخصية وحالتها النفسية، بالنسبة إلى فيلم «بالحلال» مثلا استفسرت حول معنى زواج المتعة والزواج العرفي... خصوصاً أنني ابنة منزل علماني غير مطلع على تفاصيل مماثلة. أما بالنسبة إلى فيلم «ناتس» فتعلمت لعبة «البوكر» لكنني لم أفهم سبب الإدمان عليها. وبشأن إمكانية أن يجرّ دور معيّن أو شخصية ما الممثل إلى مكان غير متوقع، أوضحت حمزة أن: «المتخصص في التمثيل محصن في هذا الإطار، لأنه يعرف كيف يحلل الشخصية ويتملكها. بينما من لا يعلم التقنيات التي يستخدمها وعواقب الاتحاد بالشخصية خارج إطار التصوير، فقد ينجر إليها».
مدرستنا نحن الممثلين المتخصصين في المسرح والسينما مختلفة عن مدرسة المنتجين
نستطيع عبر السينما طرح قضايا أكثر أهمية وعمقاً وجرأة
نستطيع عبر السينما طرح قضايا أكثر أهمية وعمقاً وجرأة