ترجَّل الفارس!
![مسفر الدوسري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1507745577082709700/1507745592000/1280x960.jpg)
آن لفارسنا أن يفتح فمه... ليتنفس، وأفتح قلبي لأبوحه، كتبت عن أصدقاء أحبهم، امتلأت بهم مع من قرأهم، إلا هو، وهو أكثر من يستحق بالنسبة لي كصديق وليس كشخصية عامة سياسية، انقسم حولها صفان على طرفي النقيض، ولي من الصفين أصدقاء، فآثرت ألا أكتب عن نايف إلا بعد أن يترك حياته العملية، لا لشيء، ولكن حتى لا يستخدم ما سأكتبه لإيذائه، فبحكم قربي منه ومن عائلته أعرف كم أذاه أعداؤه بأصدقائه، كان ذلك موجعا، أقرأه بصمته حتى لو بدا متماسكاً كعمود خيمة، لم يكن يعنيني حينها ما إذا عدوه على صواب أم خطأ، إنما كان يوجعني أن يصاب أي من أصدقائي بذلك، لذا حرصت على ألا أكتب ما أود دون الخوف من ألاّ أصبح رمحاً أو حتى شوكة في يد من يريد به سوءا، وأعرف أنهم كُثر، فحياته السياسية كانت من أكثر المراحل السياسية التي مرّت بها الكويت سخونة، وكان أكثر اللاعبين تأثيراً في بعض مراحلها، والصندوق الأسود الحافظ لكل أسرارها، وأظن الأقلام كتبت وستظل عن كثير من تلك المرحلة وما لحقها، وسيقال الكثير سلباً وإيجاباً، ليس عنها فقط، بل وعن أركانها الأساسيين، وسيكون حتماً أحدهم. وبحكم زياراتي المتكررة للكويت، والتي أحد أهم أركانها زيارته وأهله، عايشت بعض سخونة تلك الأحداث عن قرب، ولا أدّعي معرفة كثير من تفاصيلها، لكني عرفت أمراً هو أكثر ما أحب في صديقي هذا، بخلاف أشياء أخرى جميلة فيه: أنه وكما يقال: "رفيق رفيقه" في كل الأحوال ومهما طال الزمن، ولا يحترم أشباه الرجال الذين ينسجون كلماتهم بجدائل الليل، ويعشق أخلاق الفرسان، لا تنقص شعرة من أي منها في ميزان حياته الشخصية والعملية، إذا سقطت احداها من أي رواية تُنقل عنه جزمت ألاّ علاقة له بها، هذا بعض المستشار نايف عبدالله الركيبي كما عرفته عن قرب، آن له أن يترجل، وآن لي أن أبوحه كما أحب.