رغم الرفض المجتمعي وفتاوى التحريم، التي أُطلِقت ضد صفحة «I know him» (أنا أعرفه) على «فيسبوك»، والتي دشنها نشطاء في مصر، الأسبوع الماضي، لكشف الخيانات الزوجية، عبر نشر كل سيدة صورة زوجها، لتكشف ما إذا كان على علاقة بنساء أخريات من عدمه، فإن الصفحة وغيرها من الصفحات، التي حملت نفس الاسم، مازالت تجذب مزيداً من المولعين بالفكرة، إذ سجلت الصفحة الأساسية 20 ألف مشترك حتى مساء الاثنين الماضي.

وبدأت الصفحات الافتراضية بتدشين فتيات وسيـــــــدات مجموعــــــــــــة على «فيسبـــــــــــوك» تحمـــــــــل اســم «i Know Him»، لكشف خيانة أصدقائهن من الشباب أو أزواجهن، عبر نشر الفتاة أو السيدة صورة مَن ترتبط به، وإذا تصادف وجود فتاة أخرى على ذات الجروب على علاقة بالشخص ذاته تنكشف الخيانة.

Ad

ورغم أن بدايات تلك التجمعات الافتراضية كانت هزلية، فإن تلك الصفحات أخذت منحى مختلفاً، إذ وقع تلاسن حاد بين أعضاء الجروب، كما شرعت مجموعة أخرى في تدشين صفحة «I Know Her» لفضح خيانة الفتيات بالطريقة ذاتها، بينما اعتبر آخرون تلك الصفحات فاضحة لأسرار سترها الله، لذلك خرجت فتاوى دينية بعدم جواز التفاعل أو المشاركة فيها.

وقالت إحدى المشاركات في صفحة «I know him»، إنها تمكنت من كشف خيانة شريك حياتها، حينما نشرت إحدى الفتيات صورة الشخص الذي تجمعها به علاقة، وذكرت أنه وعدها بالزواج بعد انتهاء خدمته في الجيش، بينما قالت الأخرى: «من المقرر عقد قراننا خلال أيام».

وبررت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس سامية خضر، لجوء الشباب إلى مثل هذه الأمور بوجود فراغ وغياب هدف نبيل لهم يسعون إلى تحقيقه، وقالت لـ«الجريدة»: «الفراغ وغياب النماذج الأخلاقية والفكرية المشرفة، جعلا الكثير من هذا الجيل أكثر عرضة للسقوط في سلبيات الفراغ»، مضيفة أن عدم القدرة على تحقيق إنجازات يدفع في كثير من الأحيان إلى القيام بمثل هذه الأعمال.

ولفت الداعية الإسلامي محمد وهدان إلى خطورة تلك الصفحات وحرمتها من الناحية الدينية، وقال لـ«الجريدة»: «النسخة الأصلية من تلك الصفحات في الخارج تعمل على إفادة الناس فعلياً بمدهم بمزيد من المعلومات، بينما يتم استخدامها في مصر بشكل سيئ يكشف كثيراً من عورات المجتمع»، وأفتى بحرمة المشاركة في تلك الصفحات، وما يقع من إثم على المترددين عليها.