نحن نذوب... وقضايانا تتلاشى!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
مطالب البلد بشأن قانون المناقصات أصبحت ككرة الثلج الكبيرة المتدحرجة، ولكنها عندما هبطت في قاعة عبدالله السالم ذوبها "لاهوب الحسابات الشخصية والنفوذ"، كما تذوب قطعة الثلج على "قار" شارع الخليج العربي. والمشكلة أن الحكومة والمجلس اعتبرا أن قانون المناقصات الجديد إنجاز تاريخي، ولكنه في أول اختبار له سقط بسقوط سقف مواقف كلية "التطبيقي"، ولم تكن فيه مواد تمنح الدولة تحركاً سريعاً ضد مقاول المشروع. وعلى الطريق نفسه تذوب بقية القضايا وتتلاشى، وهو ربما ما جعل السفيرة الأميركية ديبورا جونز تطلق تعليقها المشهور المتشائم عن مستقبل دولة الكويت.فمثلا قضية التأمينات الاجتماعية تذوب منذ أن تقدم السيد فهد الراشد ببلاغه في عام 2009 - هي قضية شأن عام تمس مئات الألوف من المواطنين- وفي معظم الدول الدستورية والقانونية تأخذ مساراً مختلفاً وسريعاً، ولكن ربما عدم تقديم كل الوثائق والأدلة يؤخر البت النهائي في القضية!وبالنهج نفسه ذابت قضايا الإيداعات وتلاشت، كما تتلاشى القوانين التي وضعت لمعالجتها مثل قانون كشف الذمة المالية ولائحته الداخلية.الحقيقة أننا نعيش في حياتنا الحالة الفيزيائية لطقسنا، فكل شيء عندنا مهما كبر، قابل للذوبان والتلاشي، وكل قراراتنا المتعلقة بالإصلاح ومحاربة الفساد تذوب وتصبح ماضياً بسبب حرارة صاحب النفوذ وأعوانه القادرين على تمييع كل ما يخالف شهواتهم ومصالحهم... لذا فإننا نعيش في حالة "الذوبان والتلاشي"!