في خطاب استمر 45 دقيقة أمام المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي الأميركي المنعقد في فلادلفيا، وتابعه عشرات الملايين من الأميركيين عبر الشاشات، هاجم الرئيس الأميركي باراك أوباما المرشح الجمهوري دونالدر ترامب، داعيا الأميركيين إلى التصويت لهيلاري كلينتون.وحض أوباما الديمقراطيين على ايصال كلنيتون إلى البيت الابيض، محذرا بأن معنى الديمقراطية نفسه على المحك في انتخابات 8 نوفمبر، وذلك بعد خطاب ألقاه قبل 12 عاما بالتمام في بوسطن خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي دفعه إلى مقدم الساحة السياسية الأميركية.
وندد أوباما في الليلة الثالثة من المؤتمر الديمقراطي بالمرشح الجمهوري الشعبوي، محذراً من أن ترامب الذي نصب نفسه منقذا يشكل خطرا على البلاد، ومشيدا في المقابل بخبرة وزيرة خارجيته السابقة.وقال الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة قبل 6 أشهر من انتهاء ولايته الثانية: "يمكنني القول بثقة تامة إنه لا أنا ولا بيل كلينتون لا أحد مؤهل أكثر من هيلاري كلينتون لرئاسة الولايات المتحدة".وأكد أن "أميركا عظيمة الآن، أميركا قوية الآن" في إشارة ضمنية إلى شعار المرشح الجمهوري "لنجعل أميركا عظيمة من جديد".وتابع مخاطبا آلاف المندوبين المحتشدين في قاعدة مركز ويلز فارغو سنتر، والذين قاطعوا خطابه مرارا بالتصفيق: "أعدكم بأن قوتنا وعظمتنا لا تتوقفان على دونالد ترامب. لا نريد ملكا علينا".وحذر بأن انتخابات الرئاسة ليست "مجرد خيار بين حزبين أو سياستين، مجرد النقاشات الاعتيادية بين اليسار واليمين"، معتبرا أنها "خيار جوهري أكثر، حول ما نحن عليه كشعب، وما إذا كنا سنبقى أوفياء لتلك التجربة الأميركية العظيمة في الحكم".وعبر أوباما عن تفاؤله بمستقبل الولايات المتحدة، معتبرا أن كلينتون هي "المرشحة الوحيدة التي تؤمن بهذا المستقبل".وارتفعت الهتافات حين انضمت اليه كلينتون في نهاية خطابه، فعانقها ثم شبكا أيديهما تعبيرا عن وحدة.وإذ أشاد أوباما، أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة، بشجاعة السيدة الأولى السابقة التي حطمت الحواجز لتصبح أول امرأة تمثل حزبا أميركيا كبيرا في انتخابات رئاسية، توجه إلى الأميركيين الذين ينتقدون المرشحة باعتبارها باردة، بل حتى انتهازية، فدعا جميع الديمقراطيين إلى التعبئة في 8 نوفمبر قائلا: "لا يمكنكم البقاء في منازلكم بحجة أنكم لا توافقونها الرأي مئة بالمئة".وأكد أن المرشحة الديمقراطية لن تستسلم قبل تدمير تنظيم "داعش" في حال وصولها إلى البيت الأبيض.وقال: "أعرف أن هيلاري لن تتوقف طالما أن تنظيم داعش لم يدمر. ستذهب حتى النهاية في مهمتها، وستفعل ذلك من دون اللجوء إلى التعذيب، ومن دون منع ديانات بكاملها من دخول أراضينا".وتابع: "لا شيء يمكن أن يهيئكم فعلا لمتطلبات المكتب البيضاوي، لكن هيلاري كانت موجودة في هذه القاعة، وشاركت في القرارات"، مشيرا إلى السنوات الأربع التي قضتها على رأس وزارة الخارجية.
بايدن يهاجم
من ناحيته، قال نائب الرئيس جو بايدن في كلمة القاها أمم المؤتمر أمس الأول: "جميعنا مدرك لما سيعنيه بالنسبة لبناتنا وحفيداتنا، حين تنتقل هيلاري كلينتون الى المكتب البيضاوي".واستخدم كل مهاراته الخطابية والأسلوب البلاغي الذي أتقنه خلال مسيرته السياسية الطويلة للسخرية من مرشح الجمهوريين.وقال بايدن الذي يحب أن يذكر بأصوله المتواضعة، إن ترامب "لا يعرف شيئا عن الطبقة الوسطى، إنه لا يعرف شيئا. هو لا يعرف ما الذي يجعل أميركا عظيمة. في الواقع انه لا يعرف شيئا... ونقطة على السطر".ترامب يرد
من جهته رد ترامب على أوباما عبر "تويتر" قائلا: "بلادنا لا تشعر بأنها عظيمة حيث لدينا الملايين ممن يعيشون في الفقر والعنف والعزلة". وأضاف: "أوباما غاضب ربما لأنني أطالب أعضاء حلف الأطلسي بدفع حصص عادلة".وفي محاولة لاستمالة قوات الأمن قال: "بلغ معدل الوفيات بإطلاق النار بين ضباط الشرطة 78 في المئة. يجب علينا استعادة القانون والنظام وحماية ضباطنا".نينا وساندرز
من جانبه، قالت نينا تارنر السيناتورة السابقة عن ولاية أوهايو، الداعمة الرئيسة للمرشح الاشتراكي الأسبق بيرني ساندر، إنها منعت من القاء كلمة أمام المؤتمر الديمقراطي من دون أي سبب.«ويكيليكس»
ونشر موقع ويكيليكس ملفات أمس الأول قال إنها تسجيلات صوتية استخلصت من رسائل بالبريد الإلكتروني للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأميركي، تم الحصول عليها من خلال اختراق خوادم للإنترنت.وهذه التسجيلات هي الدفعة الثانية من سلسلة تسريبات هزت الحزب الديمقراطي، ودفعت رئيسة اللجنة الوطنية ديبي واسرمان شولتز إلى الاستقالة بسبب عرقلتها مع مسؤولي آخرين في الحزب ترشيح ساندرز. واتهم الحزب الديمقراطي موسكو بالوقوف وراء التسريب لمصلحة ترامب. وفي تحرك غير تقليدي إلى حد بعيد، ناشد ترامب روسيا، أمس الأول، الكشف عن الآلاف من رسائل البريد الالكتروني التي لم تسلمها كلينتون للمسؤولين الأميركيين، في إطار تحقيق في استخدام بريدها الالكتروني الخاص خلال وجودها على رأس الدبلوماسية الأميركية بين عامي 2009 و2013. وتقول كلينتون إن رسائل البريد الالكتروني التي لم تسلمها خاصة.