تمكنت أجهزة الاستخبارات الفرنسية من رصد عبدالمالك بوتيجان (المنفذ الثاني للاعتداء الذي قتل فيه الكاهن جاك هاميل ذبحا في كنيسة سانت اتيان دو روفريه)، قبل أقل من شهر على الهجوم، فيما يؤكد أقاربه أنه شاب لم تكن له مشكلات.وكتب عبدالمالك الفرنسي (19 عاماً) في آخر رسالة نصية أرسلها الى والدته "لا تقلقي. كل شيء على ما يرام. اذهبي للنوم. أحبك". وقتل هذا الشاب الذي كان في نفس سن شريكه المتحدر أيضا من أصل جزائري عادل كرميش، على بعد 700 كلم من منزل أسرته في إيكس لي بان (ألب) برصاص الشرطة.
وتم التعرف رسميا على هويته، أمس، بأنه المنفذ الثاني للاعتداء. وبث "داعش" مساء الأربعاء تسجيل فيديو يظهر فيه كرميش وبوتيجان يعلنان ولاءهما لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي.وكان عبدالمالك الذي يظهر في الصور ولديه لحية قصيرة، حاز شهادة في التجارة عام 2015 ويعمل بشكل مؤقت في مطار شامبري (شرق) أو في متجر بعد سلسلة من أعمال التدرج على المبيعات.وكتب عبدالمالك، وهو يتحدر من أصول جزائرية في سيرته المهنية، إنه يهوى أفلام الخيال العلمي والعاب الفيديو والموسيقى والملاكمة الإنكليزية.وإذا كانت كرميش انتقل للتطرف منذ زمن، وأوقف بسبب محاولته التوجه الى سورية في عام 2015، إلا أن الاستخبارات رصدت انتقال بوتيجان أخيرا للتطرف، وأدرجته على قائمة في 29 يونيو، بعد أن حاول التوجه الى سورية مرورا بتركيا.ولكن عبدالمالك لم يكن معروفا للقضاء، ما أخر تحديد هويته، إذ لم تكن بصماته أو عينة حمضه الريبي النووي موجودة في أي ملف، كما أن وجهه تشوه برصاص الشرطة.ويشبه عبدالمالك الى حد كبير صورة رجل يشتبه في أنه خطط لاعتداء بفرنسا، ونشرت في 22 يوليو دون هوية الى الاستخبارات الفرنسية بعد بلاغ من الخارج.في الحي المتواضع الذي كان يقيم فيه عبدالمالك، يسود شعور بالتشكيك لدى السكان الذين يتحدثون عن شاب عادي.في شقتها، حيث يتوافد الصحافيون بعد ساعات على عملية مداهمة قامت بها أجهزة مكافحة الإرهاب، لاتزال يمنية بوكزولة ترفض أن تصدق أن نجلها ذا الملامح الطفولية مسؤول عن مثل هذه الجريمة.وقالت يمنية قبل ساعات فقط على التأكيد أن عبدالمالك هو المنفذ الثاني للاعتداء "إنه مواطن فرنسي صالح ولطيف. أنا اعرف ابني، وهو ليس متورطا أبداً".وتقول والدته إن عبدالمالك غادر الاثنين مع شخص آخر على متن سيارة للالتحاق بأحد الاقارب في نانسي (شرق)، كما قال لها.وحتى بعد ظهر الأربعاء كانت هذه الأم تتمسك بصورة الابن الذي تعتقد انها تعرفه، وأرسلت اليه آخر رسالة نصية كتبت فيها "مالك أنا والدتك، لا أعلم اين انت. لدي أخبار سيئة. اتصل بي. الشرطة أتت وقالت كلاما فارغا. آمل ألا يكون أصابك شيء. أحبك وأنا مشتاقة اليك جدا".ولد عبدالمالك في سان دييه دي فوج (شرق) في 14 نوفمبر 1996، ونشأ مع شقيقتيه أولا في شرق فرنسا، ثم في مونلوسون (وسط) وسينو (الب) قبل الاستقرار أخيرا في ايكس لي بان.وكان عبدالمالك يقصد مسجد الحي، وقال رئيس الجمعية المكلفة الإشراف على المسجد جمال تازغات: "كنت اقدره كثيرا ولم نواجه أي مشاكل معه في المسجد. لم يدل بأي ملاحظات مريبة، وكان دائم الابتسام... أمر لا يصدق! كل المؤمنين يشعرون بالصدمة، لأنهم كانوا يعرفون لطافته وهدوءه. لم نلحظ ابدا أي اشارة على التطرف. ما الذي خطر له؟"وأفاد حكيم (17 عاما) الذي قال إنه من أصدقاء عبدالمالك: "من الصعب تصديق الأمر. كان ضد داعش ولم يكن متطرفا أبدا".
دوليات
بوتيجان لم يُظهر إشارات تطرف والاستخبارات رصدته قبل شهر
29-07-2016