ابتلانا الله بأرض قاحلة لا زرع فيها ولا ماء، كما لم نهتدِ كي نكون دولة صناعية متطورة، فلا الخطط نجحت ولا العقول أبدعت، ولم نكن يوما دولة ضخمة ذات جيش جرار يُهاب، ولا نملك حيوانات نادرة أو سياحة مميزة، كل ما أعطانا الله اياه بحر من الذهب الأسود، فجادت الكويت منه على العالم أجمع بمليارات الدولارات كمساعدات إنسانية وهبات مالية وقروض حسنة جعلت لنا صيتاً جميلاً لم نستغله حتى أو نطالب بحسن المعاملة مقابله.

سفارة أي دولة في العالم تمثل الدولة نفسها، بل إن أرض السفارة تعتبر جزءاً من أرض الوطن لا يحق للبلد المضيف أن يتعدى عليه، ووجود أي سفارة هدفه حماية مصالح بلادها ورعاياها، وأود التركيز على كلمة "رعاياها" لأن الشكاوى زادت جراء تجاهل بعض السفارات مواطنيها وقت الأزمات. عندما تحبس الولايات المتحدة ثلاثة شبان كويتيين أكثر من ٢٠ ساعة في مطار لوس أنجلس بطريقة عشوائية وردهم على نفس طائرة ذهابهم دون تفسير واضح، ودون دليل دامغ أو تعويض، فهذا أمر مزعج في دولة تصدح دائماً بنغمة "حقوق الإنسان", ولكن ليس من شأننا فعل الولايات المتحدة، بل ما يجب على سفارتنا عمله لحماية كرامة مواطنيها.

Ad

اتصل الشباب بالسفارة فرد عليهم من يعمل هناك (نتحفظ عن ذكر اسمه) ووعدهم بإرسال محام، ليفاجأوا بعد اتصالهم به مجددا بعد ساعة ونصف بإخباره لهم أنه لا يستطيع فعل شيء ولم يرسل لهم أحدا. من يعتقد أن الشباب أخطأوا أو خالفوا قانونا فهو مخطئ، وليس ذلك إلا إشاعات منشورة. هذه الحالة ليست الأولى ولا أعتقدها الأخيرة، فلقد سبقتها حالات عديدة، وسفارتنا في أميركا وخارجيتنا "ماميش"، يزداد صمتها وتخجل حتى من استدعاء السفير الأميركي في الكويت.

أبناء الكويت هم ممثلوها وإهانتهم إهانة لهذه الأرض التي أعطت جميع العالم دون مقابل، فإن رضيت سفارتنا هناك بالإهانة لهم، فأعتقد أنه حان الوقت لاستبدال أعضائها بمن لا يرضى الإهانة لأي مواطن، ونحمد الله أن الموضوع صُعِّد إعلامياً وإلا لمرت هذه الحالة كغيرها. وإلى السفارة الأميركية في الكويت نوجه رسالة أخيرة: من حقكم منع من تريدون من دخول الولايات المتحدة، لكن لا تعطوهم "الفيزا" لتمنعوهم في مطاراتكم، فإما الفيزا والدخول أو عدم إعطائها من أساسها... صعبة؟