كثير من الناس يسمع عن تلك الكلمة، فمنهم من يعتقد أنها مرادف للحرية، ومنهم من يعتقد أنها مرادف للشكل الغربي في الحكم، ومنهم من يتطرف ويعتبرها رجساً من عمل الشيطان يجب استئصاله من الفكر العربي المسلم، وكثير من السياسيين يتخذونها للوصول إلى مآربهم، وكثير يكفرون بها وبما وراءها ويكرّهون العامة فيها، وفي خضم تلك الأفكار المتصارعة أين تكمن الحقيقة؟ الحق أقول إن أي فكرة، أو حتى اختراع على وجه الدنيا، إنما هو ابن شرعي لمن يمتلكونه، وابنك كما تربيه يكون, فإن غرست فيه الخصال الحميدة سار كالشجرة الطيبة، وإن أهملته بات كالشجرة الوحشية القبيحة الفروع، وغير متناسقة الشكل، والاختراع الجديد إذا استخدمته في الخير كان خيراً ونعمة، وإن استخدمته في غير موضعه أضحى نقمة ونكبة عليك، وكذلك الديمقراطية يجب أن تحدد وتحجم بالأخلاق الإنسانية والمحبة والأخوة والعلم والرغبة في تقدم البلد ودفعها إلى الإمام حتى تكون في مصاف الدول المتقدمة.
وتفشل الديمقراطية فشلاً كبيراً إذا صاحبتها الأنانية وحب الذات وتفضيل المصلحة السياسة، وكذلك لا تعيش الديمقراطية حياة سليمة إذا كان هناك من يدعي امتلاكه كلمة الله دون سواه، وهنا أشير إلى الأحزاب الدينية التي تريد أن تستخدم الديمقراطية مرة واحدة فقط تؤهلها للوصول إلى مآربها، ثم تلقي تلك الأحزاب بالديمقراطية في أقرب سلة مهملات، ونحن نعاني في بلادنا العربية من كل تلك الأمور التي تعرقل مسيرة الديمقراطية. الديمقراطية أثبتت نجاحها في كثير من بلاد العالم، بينما هناك بلاد أخرى تعثرت في ركابها، ودمر أنفسها على بابها، إذاً إخلاص النوايا، والإيمان بالقيم السامية والعلم وحب الوطن من أهم عوامل نمو شجرة الديمقراطية. ظنكم لكم، وحسن نيتي لي، ورب البيت كريم.
مقالات - اضافات
شجرة الديمقراطية
30-07-2016