تعافت أسعار النفط الخام بعد تراجع على مدى أسبوع، لكن الخام أنهى الشهر على خسائر بنحو 15 في المئة، وكانت خسائر الخام الأميركي هذا الشهر الأكبر في عام بسبب استمرار تخمة المعروض.

وهبط الخام الأميركي وخام برنت بنحو 20 في المئة من ذورتهما في 2016، تحت ضغط تباطؤ النمو الاقتصادي ونمو مخزونات الخام ومخزونات منتجاته المكررة.

Ad

وهبط الخامان لأدنى مستوياتهما منذ أبريل، قبل أن تنهي العقود الأنشط تداولا التعاملات مرتفعة بدعم ما قال متعاملون إنها عمليات تغطية مراكز بيع من مستثمرين يسعون إلى جني أرباح من الرهانات على الهبوط.

هبوط الدولار

عنوان فرعي

وحصل النفط على دعم أيضا من هبوط الدولار لأدنى مستوى في ثلاثة أسابيع، إذ يجعل هبوط الدولار السلع الأولية المقومة بالعملة الأميركية -مثل النفط- أرخص ثمنا بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.

وجرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة لشهر أقرب استحقاق سبتمبر، التي انتهى أجل تداولها، بسعر 42.46 دولارا عند التسوية منخفضة 0.6 في المئة اليوم، و14.5 في المئة خلال الشهر. وتلك أكبر خسارة شهرية لبرنت منذ ديسمبر.

وارتفعت عقود أكتوبر الأنشط تداولا بواقع 30 سنتا إلى 43.53 دولارا عند التسوية، بعدما هبطت في وقت سابق إلى 42.52 دولارا أدنى مستوى منذ 19 أبريل.

وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم سبتمبر 46 سنتا أو 1 في المئة إلى 41.60 دولارا للبرميل عند التسوية، بعدما نزل في وقت سابق دون 41 دولارا للمرة الأولى منذ أبريل، وأنهى العقد الشهر منخفضا 14 في المئة هي الخسارة الأكبر له منذ يوليو 2015.

انهيار الإنفاق

وكان «بنك أوف أميركا ميريل لينش» قال في تقرير حديث عن الطاقة إن انهيار الإنفاق الرأسمالي العالمي أدى إلى تسارع تراجع حقول النفط، في الدول غير الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، إلى 5 في المئة، المستويات التي اعتبرها المصرف الأميركي الأعلى من مستويات عام 2009، مشيرا إلى قدرة السعودية على تعويض الطلب.

وزاد المصرف الأميركي ان بعض اللاعبين في «أوبك» مثل فنزويلا وأنغولا والجزائر تضررت، الأمر الذي يتيح الفرصة للسعودية وإيران والعراق لملء الفراغ، مضيفا ان السعودية لم تبدأ بعد في زيادة معدلات الحفر، لتعويض النقص في الدول الأخرى، لذا فإن المصرف يحافظ على توقعاته بأن يصل سعر البرميل من الخام إلى 61 دولارا في العام المقبل.

وأشار إلى أن آخر الأرقام لديه تشير إلى تراجع الإنفاق الرأسمالي العالمي على النفط والغاز 41 في المئة؛ أي 285 مليار دولار، عن ذروتها عام 2014، وهذا الانهيار في الإنفاق بدأ يؤثر في الإنتاج، فقد وصلت معدلات الانخفاض خارج «أوبك» إلى 5 في المئة، ويتجاوز معدل التراجع الذي سجله عام 2009، 4.87 في المئة.

ويري المصرف الأميركي أن الإنتاج في فنزويلا هو الأكثر خطرا، نظرا لمناخ الاستثمار، لكن هنالك دولا أخرى مثل الجزائر وأنغولا قد تواجه تراجعا حادا، في الإنتاج، متسائلا عن الدول التي يمكن أن تملأ هذه الفجوة.

نمو الإمدادات

واعتبر المصرف أن دول الخليج الأخرى إلى جانب العراق وإيران ستحاول الاستفادة من هذه الظروف للحصول على حصة أكبر في السوق، مشيرا إلى أن النمو في إمدادات النفط العالمية في العام الماضي، كان معظمها من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وإيران.

وتوقع المصرف نموا في الإنتاج من هذه الدول يقدر بـ1.2 – 0.5 مليون برميل في اليوم في العام الحالي والمقبل على التوالي، لكن رغم ذلك قد يكون من الصعب ملء الفجوة في العرض في ظل اتساع الفجوة واتجاهات الاستثمار الحالية.

من جهة أخرى، أظهر استطلاع نشرت نتائجه أمس الأول أن محللي أسواق النفط ما زالوا يتوقعون ارتفاع أسعار الخام هذا العام بفضل تحسن نمو الطلب الذي سيساعد على تبديد أي أثر نزولي للفائض في المعروض من الخام.

وبحسب «رويترز»، فقد توقع 29 من مختصي الاقتصاد والمحللين في الاستطلاع، أن يبلغ متوسط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 45.51 دولارا للبرميل في 2016 بارتفاع طفيف عن توقعات الشهر الماضي البالغة 45.20 دولارا للبرميل، وبزيادة قدرها نحو 3.55 دولارات عن متوسط السعر البالغ 41.96 منذ بداية العام.

نمو الطلب العالمي

وتوقعت لوانا سيجفريد، المحللة لدى «رايموند جيمس»، نمو الطلب العالمي بقوة في 2016 (1.4 مليون برميل يوميا) ونموا معقولا في 2017 (1.1 مليون برميل يوميا) تقود السواد الأعظم منه الصين والهند وإفريقيا، وبذلك سيساعد الطلب على ارتفاع الأسعار، وهذا هو التعديل الصعودي الخامس على التوالي في التوقعات الخاصة بخام برنت.

وما زالت أسعار النفط مرتفعة نحو 60 في المئة عن أدنى مستوياتها في نحو 13 عاما التي سجلتها في يناير الماضي، لكنها تراجعت عن المستويات المرتفعة التي تجاوزت 50 دولارا للبرميل في 2016، إذ إن الوفرة المتزايدة في معروض المنتجات المكررة قد تؤدي إلى تخزين المزيد من الخام الزائد على الحاجة حسبما يقول محللون.

وأشار جيورجوس بيليريس، المحلل لدى «تومسون رويترز أويل ريسيرش آند فوركاستس»، إلى أن المعروض العالمي من الخام مازال أكبر من الطلب، لكن تعطل الإنتاج الذي يحدث في أغلب الحالات بسبب القلاقل الجيوسياسية ساعد على تقليص الفائض في الإمدادات.

وأظهر الاستطلاع أن المحللين يتوقعون أن يبلغ متوسط سعر برنت في العقود الآجلة نحو 51.15 دولارا للبرميل في الربع الأخير مع تحسن آليات العرض والطلب، وأكد كارستن فريتش، المحلل لدى «كومرتس بنك»، أن المخاطر الجيوسياسية مازالت العامل الداعم للأسعار.