حذر رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان من أنه غير متفائل بشأن مستقبل سورية، قائلاً خلال مشاركته بمنتدى أسبين الأمني السنوي بولاية كولورادو: «لا أعرف ما إذا كان يمكن أو لا يمكن عودة سورية موحدة مرة أخرى».وشدد برينان، أمس الأول، على أن «بشار الأسد فقد الشرعية والحق في قيادة الشعب السوري، وبمجرد أن يجد طريقه للخروج سنبدأ في تحقيق تقدم»، مشيراً إلى أن «روسيا ينبغي أن تتفهم أنه لا يمكن تحقيق تقدم في الأزمة إلا برحيله»، مستدركاً بأن الولايات المتحدة لا تطالب برحيل الأسد فوراً، بل بطريقة تتيح الإبقاء على مؤسسات الدولة السورية حتى يمكنها إعادة بناء البلاد.
وأوضح رئيس الاستخبارات الأميركية، أن واشنطن تعول على موسكو في تنفيذها كل التزاماتها بشأن تسوية الأزمة، وقال: «آمل في أن الروس لديهم نية جدية فيما يخص تنفيذ التزاماتهم بشأن وقف إطلاق النار وتخفيف العنف».بدوره، اعتبر المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك رغبة الأسد في استعادة السيطرة على البلاد نوعاً من «الخيال العلمي ولن يحدث أبداً»، متهماً الروس بأنهم «لم يقدروا على تقديم خطة ذات مصداقية لنهاية الحرب، ولذلك يجب أن يتخذوا بعض القرارات».
خطوط حمر
في المقابل، أكد ممثل المرشد الأعلى الإيراني في «الحرس الثوري» آية الله علي سعيدي، أمس الأول، أن لإيران 3 خطوط حمر في سورية، هي وحدة البلاد، وبقاء بشار الأسد، والدفاع عن مراقد أهل البيت، محذراً من أن واشنطن «تريد تقسيم سورية وفصلها عن محور المقاومة وإبعادها عن إيران».واعتبر سعيدي، في مراسم تأبين رفاة إيرانيين سقطوا في «الدفاع المقدس»، أن سورية وفلسطين واليمن عمق استراتيجي لإيران، مشيراً إلى أن قدرة إيران الصاروخية هي قدرة للإسلام.ولفت ممثل المرشد الأعلى في الحرس الثوري إلى أن إيران لديها أيضاً 3 خطوط حمراء في العراق، وهي وحدة العراق، وحكم الأغلبية، والدفاع عن العتبات المقدسة لأهل البيت، موضحاً أن الثورة الإسلامية والقائد والشعب الإيراني «في مواجهة مع جبهة الاستكبار العالمي المكونة من أميركا وأوروبا والرجعية العربية»، مؤكداً «ضرورة توخي اليقظة والحذر حيال مؤامرات الأعداء».حصار طويل
وعلى الأرض، بدأت العديد من المؤسسات الخدمية والمدنيين الذين اتخذوا قرار البقاء في حلب، إعداد العدة لمواجهة الحصار الذي كان يخيم على المدينة قبل أن يصبح واقعاً وبنسبة كبيرة جداً، مطلع الشهر الجاري، إثر سيطرة مليشيات النظام على منطقة الملاح القريبة من طريق الكاستيلو.الكثير من الأسر اقتدت بسكان المناطق المحاصرة، عبر التجهيز للحصار المحتمل بتخزين المواد التموينية وتفعيل مشاريع لتربية المواشي والدواجن، وأخرى زراعية تؤمن لهم احتياجاتهم اللازمة من اللحوم والخضار، في حال استمرت سيطرة قوات النظام والميليشيات المساندة له على الطرق الواصلة بين مدينة حلب وريفها.ممرات الروس
وفي إطار عملية إنسانية للقوات الروسية رفضتها الأمم المتحدة وحذرت واشنطن من عدم نزاهتها، أفادت وكالة الأنباء النظامية (سانا) بخروج عشرات العائلات المحاصرة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، أمس، عبر الممرات المحددة، وبينها معبر حي صلاح الدين، كما قام عدد من المسلحين بتسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى السلطات.ونفى مسؤول العلاقات العامة في مجلس مدينة حلب (الحرة) المحامي عبدالغني شوبك خروج أحد من المسلحين أو تسليم نفسه على الإطلاق. قال مدير مشفى القدس في حلب الشرقية حمزة الخطيب: «هذا الكلام عار عن الصحة، ولم يخرج أي مسلح، وكل من تواصلنا معهم نفوا صحة هذا الكلام جملة وتفصيلاً».وفي حين يبلغ عدد المدنيين في أحياء حلب الشرقية 350 ألف نسمة يتوزعون على 40 حياً تشكل نصف مساحة ثاني أكبر محافظات سورية، أوضحت مصادر مقربة من النظام أن 15 مسلحاً سلموا أنفسهم في حي صلاح الدين و25 عائلة مدنية خرجت أيضاً وتم نقلهم الى مقر إقامة مؤقت.ممرات إضافية
وإذ أكد الجيش الروسي خروج 169 مدنياً و69 مقاتلا سلموا سلاحهم عبر الممرات الثلاثة المفتوحة، أعلن فتح أربعة «ممرات إنسانية» إضافية حول الأحياء الشرقية المحاصرة.وأوضح الجنرال لفتنانت تشفاركوف أن القوات الروسية قدمت مساعدة طبية لـ59 شخصاً، كما تم توزيع 14 طناً من المساعدات تشمل مواد غذائية وأدوية ومواد أساسية في «منطقة نقاط العبور»، في حين ألقيت 2500 رزمة على الأحياء الشرقية.غارات وقتلى
وغداة مقتل عشرة مدنيين بينهم خمسة أطفال وثلاث نساء في ثلاث غارات على مدينة الأتارب غرب حلب واستهداف مركز للدفاع المدني ومستشفى الولادة التابعة لمنظمة «سايف ذي تشيلدرن» في كفر تخاريم في ريف إدلب، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس مقتل 2766 مدنياً خلال الأشهر العشرة الماضية جراء آلاف الضربات الجوية الروسية التي استهدفت عدة محافظات سورية، منذ انطلاقها في 30 سبتمبر الماضي وحتى يوم أمس.وقال المرصد، في بيان، إن حصيلة القتلى توزعت بين 677 طفلاً و422 مواطنة و1667 رجلاً وفتى، مشيراً إلى أن الضربات أسفرت أيضاً عن مقتل 2527 عنصراً من تنظيم «داعش» ، و2164 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية و»جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.