إرباك غير متوقع وإنجازات خارقة في أتلانتا
شهدت الدورة الأولمبية الـ 26 (أتلانتا 1996) تألقاً عربياً لافتاً، وتحديداً في ألعاب القوى، بعد إحراز اللاعبيين العرب العديد من الميداليات المتنوعة.
بدأت الألعاب الأولمبية في نسختها الـ 26 في أتلانتا، وفي الذكرى المئوية لانطلاقتها في أثينا.في هذه المناسبة، تحطمت الأرقام القياسية كلها بالنسبة لعدد الدول المشاركة، الذي بلغ 197 دولة. وتبارى من 19 يوليو إلى 4 أغسطس 10320 رياضيا، بينهم 3523 امرأة، في 271 مسابقة ضمن 27 لعبة، وتوج في النهاية 842 رياضيا ورياضية في المراكز الثلاثة الأولى.واستعادت الولايات المتحدة المركز الأول في الترتيب العام برصيد 101 ميدالية، بينها 44 ذهبية، تلتها روسيا بـ 63 ميدالية (26)، ثم ألمانيا بـ 65 ميدالية (20). واستقرت الصين في المركز الرابع بـ50 ميدالية (16).
والمحصلة العربية كانت الأوفر حتى تاريخه، وبلغت ثلاث ذهبيات، بفضل العدَّاء الجزائري نور الدين مرسلي (1500 م) والسورية غادة شعاع بطلة العالم في المسابقة السباعية، والملاكم الجزائري حسين سلطاني في الوزن الخفيف، فضلا عن أربع برونزيات حققها المغربيان خالد بولامي (سباق 5 آلاف م) وصلاح حيسو (10 آلاف م)، والملاكمان الجزائري محمد بحاري (75 كلغ) والتونسي فتحي الميساوي (63.5 كلغ).
الميداليات العربية
وعلى غرار ما حصل في سيول وبرشلونة، انحصرت الميداليات العربية في ألعاب القوى والملاكمة، وكان المغربي هشام الكروج أبرز المرشحين لإحراز المركز الأول في سباق 1500 م، وكان يجري خلف مرسلي، وعندما حاول تجاوزه قبل نحو 400 م من خط النهاية اصطدم بكاحل قدم مورسلي ووقع أرضا، في حين تابع الجزائري طريقه نحو حصد اللقب، معوضا إخفاقه في دورة برشلونة.ويلاحظ ان 79 دولة أحرزت ميداليات في "الدورة الاميركية الجديدة" بينها 53 ذهبا.ومقارنة مع برشلونة، تقدمت فرنسا من المركز التاسع إلى الخامس، وايطاليا من الحادي عشر إلى السادس. أما إنكلترا، فكانت المفاجأة باحتلالها مركزا متأخرا جدا، وعدم حصولها على أكثر من ذهبية واحدة في مقابل 5 ذهبيات في برشلونة. أما الألعاب الـ27 فكانت: ألعاب القوى والتجديف وكرة السلة والبادمنتون والبيسبول والملاكمة والكانوي-كاياك والدراجات والفرنسية والمبارزة وكرة القدم والجمباز ورفع الأثقال وكرة اليد والهوكي على العشب والجودو والمصارعة والسباحة والخماسي الحديث، والكرة الطائرة، (وضمنها الكرة الطائرة الشاطئية) والرماية والقوس والسهم والألواح الشراعية.وفتح المجال أمام مشاركة الدراجين المحترفين، ما منح الفرنسية جاني لونغو والإسباني ميغيل اندورين تتويجا أولمبيا في النهاية.أنظمة الكرة
وعدلت أنظمة كرة القدم، إذ سمح لكل منتخب بإشراك ثلاثة لاعبين فوق 23 عاما.وكشف الانفجار الذي هز المتنزه المئوي الأولمبي عن وجود ثغرات مخيفة في جهاز الأمن، وشكل نقطة سوداء كبيرة.وقع الانفجار عند الواحدة و20 دقيقة صباح 27 يوليو، وأدى إلى سقوط قتيلين وإصابة أكثر من 110 أشخاص بعضهم إصابات بالغة.وقبل ساعات قليلة من الانفجار، أعلن شخص من خلال كشك للهاتف، أن قنبلة ما وضعت في مكان ما، ووجه الاتهام في الوهلة الأولى رسميا إلى ريتشارد جويل، الذي أعلن أنه شاهد حقيبة مشتبه فيها، وأبلغ أجهزة الأمن، لكن تمت تبرئته من مكتب التحقيقات الفيدارلي (اف بي أي) في أكتوبر 1996.واحتفظ الأميركي كارل لويس باللقب الأولمبي في الوثب الطويل للمرة الرابعة على التوالي، وحصد ميداليته الذهبية التاسعة منذ 1984.وحقق الرباع التركي نعيم سليمان أوغلو ذهبيته الثالثة على التوالي، وحطم ثلاثة أرقام عالمية في وزن 60 كلغ. وحصدت السباحة المجرية كريستينا ايغرتشيغي ميداليتها الذهبية الخامسة. وبرزت نجمة جديدة في الحوض الأولمبي هي الايرلندية ميشيل سميث، التي فازت بثلاث ذهبيات وبرونزية (400 م حرة و200 م متنوعة و400 م متنوعة و200 م فراشة).وقلبت نيجيريا التوقعات في مسابقة كرة القدم، فأخرجت البرازيل في نصف النهائي (4-3 بالهدف الذهبي)، ثم تغلبت على الأرجنتين في النهائي (3-2)، لتصبح أول دولة إفريقية تحرز الذهب.