تسببت البيانات العلنية التي تبادلها زعيم تنظيم «جبهة النصرة» المنحلة في سورية أبومحمد الجولاني وقيادات من تنظيم «القاعدة» في كشف هيكل الأخير الذي يترأسه المصري أيمن الظواهري، إذ تبين أن الرجل الثاني في «القاعدة» هو أيضاً مصري ويدعى أحمد أبوالخير، ليصبح التنظيم الإرهابي بذلك بقيادة مصرية خالصة للمرة الأولى منذ تأسيسه في تسعينيات القرن الماضي على يد السعودي أسامة بن لادن.

وظهر أبوالخير ليبارك ما أعلنه الجولاني من فك ارتباط «النصرة» بتنظيم «القاعدة»، وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام»، ما يعني أن «القاعدة» بات يدار فعلياً من قبل مصريَّين اثنين.

Ad

وظل أبو الخير المصري غير معروف لوسائل الإعلام، رغم أن تقارير مُتخصصة نقَّبت عن هويته بعد إعلان «القاعدة» موت رجلها الثاني السابق، ناصر الوحيشي، في غارة باليمن عام 2015.

القيادي السابق في تنظيم الجهاد نبيل نعيم، قال لـ«الجريدة» إن «القاعدة كان يفرض حالة من السرية على اسم الرجل الثاني مخافة تتبعه واستهدافه من القوات الأميركية أو الباكستانية، التي تعهدت خلال الفترة الماضية بملاحقة قيادات التنظيم وحركة طالبان».

ولفت نعيم إلى أن التاريخ الجهادي لـ«أبوالخير» في مصر غير معلوم، مبرراً ذلك بأنه «من أوائل الذين غادروا البلاد إلى أفغانستان في سبعينيات القرن الماضي».

وأضاف أن «أبوالخير» سافر مع الظواهري إلى السودان مطلع التسعينيات من القرن الماضي، ومنها إلى أفغانستان، وتم توقيفه من قبل السلطات الإيرانية في شيراز بإيران عام 2003، قبل أن تطلق سراحه عام 2015، مؤكداً أن الاستخبارات الأميركية رأت أن «أبوالخير» هو خليفة محتمل لزعيم القاعدة الظواهري.

وفي أعقاب إعلان «أبوالخير» المصري هويته، أوضحت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أنه من المُدرجين على قائمة الإرهاب الصادرة عن الحكومة الأميركية 2005، واسمه الحقيقي عبدالله محمد رجب عبدالرحمن، من مواليد 1957، وكان مسؤول التنقل والأمور اللوجستية والمصروفات، التي يقدمها إلى عملاء «القاعدة» ممن يتم إرسالهم بمهام خارجية، وهو مقرب من الظواهري، وأصبح الذراع اليمنى له بعد مقتل الوحيشي.

إلى ذلك، ظهر المصري أحمد سلامة مبروك (أبوفرج المصري) إلى يمين زعيم «جبهة النصرة» المنحلة أبومحمد الجولاني في الشريط الذي أعلن فيه فك الارتباط بين الجبهة و«القاعدة».

ويعد أبو فرج المصري، بحسب المراقبين، من أبرز شرعيي «النصرة» التي تحولت إلى «جبهة فتح الشام».