«مايك ودايف» يحتاجان إلى فيلم أفضل
صحيح أن حبكة الفيلم تتجلى بوضوح في عنوانه Mike and Dave Need Wedding Dates (مايك ودايف يحتاجان إلى رفقتين لحفل زفاف)، إلا أنها غير منطقية، مع أنها تستند (على نحو غريب) إلى كتاب. لكن هذا «الكتاب» ألفه الأخوان مايك ودايف ستانغل كوسيلة «ضرورية» للاستفادة من إعلانهما الذي لاقى رواجاً كبيراً على موقع Craigslist.
قد يدّعي الفيلم في شارة البداية أنه «مستوحى من قصص حقيقية عاشها مايك ودايف ستانغل» وأنه «يستند إلى قصة واقعية... نوعاً ما». لكنه لا يمت بأي صلة إلى الواقع.لا بأس في ذلك. فلا داعي لأن تكون الأفلام الفكاهية مطابقة للواقع. لكن هذا الفيلم يخفق في أن يصوغ بشكل مقنع الواقع الذي يقدّمه في قصته عن أخوين صاخبين غبيين ينتهي بهما المطاف إلى مواعدة فتاتين تفوقانهما صخباً وغباء في زفاف شقيقتهما. فلا نرى في هذا الفيلم أي قواعد أو مخفزات ترتبط بالشخصيات، فضلاً عن أن الكلام يخرج من فم زاك أفرون من دون أن يحرّك شفتيه، في حين أن لون شعر آنا كندريك المستعار يتغيّر بشكل عشوائي.كتب أندرو جاي كوهين وبرندان أوبراين سيناريو هذا الفيلم، الذي يستند إلى الكتاب، علماً أن عملهما هذا يمثل تراجعاً كبيراً بعد ما قدمه كوهين وأوبراين في Neighbors 2: Sorority Rising. أما الإخراج، فتولاه جايك زيمانسكي، الذي أعدّ مجموعة من أعمال Funny or Die القصيرة المضحكة والمسلسل الفكاهي 7 Days in Hell الذي يدور حول عالم كرة المضرب ويُبث على شبكة HBO. لكن فيلم «مايك ودايف» يُظهر أنه يعجز عن معالجة فيلم يشمل عدداً من القصص التي تدوم أكثر من بضع دقائق.
يدفعك هذا الفيلم بالتأكيد إلى طرح الكثير من التساؤلات من دون أن يقدّم لك أجوبة. على سبيل المثال، إن كان مايك ودايف يفسدان كل حفلة عائلية تُقام، فلمَ قد يظن أهلهما أن اصطحابهما رفيقتين إلى الزفاف قد يبدّل الوضع؟ فهذا يساهم في تفاقم المشاكل لا حلها. علاوة على ذلك، لمَ ترغب تتيانا (أوبري بلازا) وأليس (آنا كندريك) الفاشلتان والمحطمتان في أن تكونا رفقتيهما؟ لا شك في أنهما ستستمتعان برحلة مجانية في هاواي. ولكن عليهما بذل مجهود جبار لإقناع مايك ودايف أنهما «فتاتان لطيفتان»، في حين أنهما في الواقع مدمنتان مخدرات غير مستقرتين عقلياً. والأهم من ذلك كله: لمَ تسارعان إلى الاعتراف بشهامة بكذبهما نحو منتصف الفيلم، ما يسلب القصة كل توترها وحماستها؟تحظى بلازا وكندريك بالشخصيتين الأكثر سوءاً بين شخصيات هذا الفيلم، ويزيد أداؤهما الطين بلة. فتبدو اللهجة «المُدنية» الغريبة، التي تتحدث بها بلازا في دور تتيانا، محيرة أو حتى مسيئة. ولا بد من أن يتدخل أحد ليمنعها من تقديم أدوار مماثلة. فهذا دورها الفاشل الثاني بعد إخفاقها الكبير الأول في Dirty Grandpa (يتحمل أفرون جزءاً من اللوم في هذا الفيلم أيضاً).أما كندريك، فتقع في شرك ميلها السيئ إلى التصنّع الغريب غير المتقن. فتعمد هذه الممثلة، الني رُشحت لجائزة أوسكار، إلى تغطية صدرها بشعر حصان خلال رحلة يا لها من مهزلة! بالإضافة إلى ذلك، تذهب جهودك سدى، إن حاولت فهم سياسات هذا الفيلم المرتبط بالجنسين والعلاقات بينهما.ينجح إفرون عادةً في إعطاء الأفلام وزناً بغبائه اللطيف، إلا أن اللحظات التي يبرع فيها في دور دايف قليلة. أما آدم ديفاين، فيبذل جهداً أكبر من اللازم ويبدو سخيفاً في دور مايك، مع أنه ينجح في إضحاك المشاهد مرة أو اثنتين، عندما يتمكن من التصرف بغرابته المعتادة. رغم ذلك، لا يخلو هذا الفيلم من بعض اللقطات المضحكة: فلا يتفوق على أليس ويترلوند في دور قريبة العروس تيري المسترجلة إلا سام ريتشاردسون (في دور العريس) الذي لا نظير له في أدوار الرجال الأغبياء الذين لا يكفون عن التشكي. ولكن نظراً إلى كل التقلبات التي يمر بها Mike and Dave Need Wedding Dates، تبقى إخفاقات هذا الفيلم أكثر بكثير من لحظاته المميزة.