بعد ساعات من استجابة وزارة الخارجية الكويتية للأمم المتحدة، لتمديد مشاورات اليمن اسبوعا واحدا ينتهي في 7 الجاري، أعلنت الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، موافقتها على اقتراح اتفاق تقدم به مبعوث الامم المتحدة الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في حين لم يعلق المتمردون من جماعة "أنصار الله" الحوثية وحزب "المؤتمر الشعبي العام" بقيادة الرئيس السابق علي صالح على الاقتراح.

وأكدت الحكومة بعد اجتماعها في الرياض برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي أنها وافقت على مشروع الاتفاق الذي تقدمت به الأمم المتحدة القاضي بإنهاء النزاع المسلح، مضيفة انه "يقضي بالانسحاب من العاصمة ونطاقها الأمني وكذا الانسحاب من تعز (جنوب غرب) والحديدة (غرب)".

Ad

وأشارت الى ان هذا الانسحاب سيكون "تمهيدا لحوار سياسي يبدأ بعد 45 يوما من التوقيع على هذا الاتفاق". ويسيطر المتمردون على صنعاء منذ سبتمبر 2014، وبدأ التحالف تدخله لمصلحة القوات الحكومية بنهاية مارس 2015.

وأتت التطورات بعد توالي الأحداث المرتبطة بالملف اليمني، لاسيما إعلان الحوثيين وحزب "المؤتمر" الخميس الماضي، تشكيل "مجلس سياسي أعلى" يتولى "إدارة شؤون الدولة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وإداريا واجتماعيا وفي مجال الأمن". وكاد الإعلان يطيح بالمشاورات، إذ اعتبرت الحكومة أن المتمردين "يطلقون رصاصة الرحمة على مشاورات السلام في الكويت"، معلنة عزم وفدها على مغادرة العاصمة الكويتية.

إلا أن مواقف دبلوماسية عدة، منها لمجلس التعاون الخليجي والدول الـ 18 المعنية بالمشاورات اليمنية، شددت على ضرورة استئناف المشاورات، منتقدة في الوقت نفسه تشكيل المجلس.

وقال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي الذي يترأس الوفد الحكومي في مشاورات الكويت إنه أبلغ المبعوث الدولي بموافقة الحكومة، إلا أنه أوضح في تغريدات على موقع "تويتر"، ان هذه الموافقة مشروطة بتوقيع وفد المتمردين على الاتفاق "قبل 7 أغسطس".

من ناحيته، أكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام ليل السبت ـ الأحد تمسك جماعته بـ "الحل الشامل والكامل دون تجزئة، فالبلد لا يحتمل أنصاف الحلول ولا الترحيل ولا المماطلة".

والاتفاق، وفق المخلافي، يشمل "تسليم السلاح، وحل ما سمي بالمجلس السياسي واللجنة الثورية العليا واللجان الثورية والشعبية والإفراج عن جميع المعتقلين والأسرى والمحتجزين" لدى طرفي النزاع. وأكد أن الاتفاق يحظى "بدعم وتأييد أممي واقليمي ودولي واسع"، وانه بات "على الطرف الآخر الآن أن يثبت حرصه على الشعب اليمني ورغبته في السلام وإيقاف الحرب والدمار من خلال التوقيع".

وأوضحت المصادر أن مشروع الاتفاق لم يتطرق لأي إجراء سياسي يتعلق بإنشاء مجلس رئاسة أو تشكيل حكومة شراكة وطنية.

وأشارت إلى أن مشروع الاتفاق شدد على مناقشة جميع المسائل المتعلقة بالعملية السياسية بعد استكمال الانسحاب وتسليم السلاح والإفراج عن المعتقلين والأسرى خلال المدة المحددة بـ25 يوما.

إلا أن صالح أبدى مساء أمس الأول تمسكه بالمجلس المشكل مع الحوثيين. وقال في كلمة أمام اجتماع حزبي إن المجلس سيحل "محل رئاسة الدولة الشكلية وغير الدستورية التي يرأسها هادي"، مؤكدا أن الهيئة الجديدة باتت "أعلى سلطة في اليمن في الوقت الحاضر، ومن الآن يمثل اليمن في الداخل والخارج طبقا لدستور الجمهورية اليمنية النافذ". وكرر صالح دعوته الى حوار مباشر مع المملكة العربية السعودية، مقترحا الكويت مكانا له.

لقاءات ولد الشيخ

وعقد مبعوث الامم المتحدة الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، جلسة مع وفد "انصار الله" و"المؤتمر الشعبي العام"، والتقى في وقت لاحق وفد الحكومة اليمنية. وفي اطار المشاورات السياسية التي تجرى على هامش مشاورات الكويت، سيلتقي المبعوث الاممي السفراء الدول الـ 18 المعنية بالحل السلمي في اليمن لبحث آخر المستجدات وخطته للمرحلة المقبلة في اليمن.

الأوضاع الميدانية

ميدانيا، قتل 7 عناصر من القوات السعودية إثر تصديهم لمحاولة تسلل من قبل المتمردين عند الحدود اليمنية، وفق التحالف. وقال التحالف في بيان إن "القوات المسلحة السعودية المرابطة على الحدود السعودية اليمنية تصدت لمحاولات تسلل واختراق قامت بها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بشكل متقطع صباح السبت، في خرق واضح للهدنة المتفق عليها بين الطرفين"، مما أدى الى "استشهاد ضابط و6 من أفراد القوات المسلحة السعودية".

وأغارت مقاتلات التحالف على تجمعات للحوثيين في المناطق الحدودية بشمال اليمن، ما أدى لمقتل "عشرات" منهم. والاثنين الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السعودية مقتل 5 من حرس الحدود اثناء تصديهم لمحاولة تسلل حدودية أيضا.

وعاد التوتر للحدود بعدما شهدت فترة هدوء منذ مارس 2016، إثر اتفاق تهدئة حدودية اتاحت إدخال مساعدات وتبادل أسرى. وانفجرت أمس سيارة مفخخة مستهدفة عربات عسكرية لقوات التحالف العربي في مدينة عدن جنوبي اليمن. ووقع الهجوم في "خط التسعين"، على بعد أمتار قليلة من أحد المعسكرات التابعة لقوات التحالف العربي الواقعة بمديرية البريقة.