أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تدعمها الولايات المتحدة تسيطر الآن على 40 في المئة من مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، وذلك بعد توغلها أخيرا وسيطرتها على مناطق مهمة داخل المدينة الاستراتيجية القريبة من الحدود التركية.

وأوضح المرصد أن "قسد" انتزعت السيطرة على كثير من أنحاء شرق المدينة المحاصرة بدعم من الضربات الجوية بعد تقدمها البطيء بغرب المدينة في الأسابيع القليلة الماضية، مضيفا أن القوات الكردية ـ العربية سيطرت على مركز طبي ومدرسة وميدان في قلب شرق منبج بعد اشتباكات عنيفة. وتمكن 2300 مدني على الأقل من مغادرة المدينة، لكن آلاف السكان مازالوا في الداخل، مما يبطئ تقدم القوات المدعومة من واشنطن.

Ad

الى ذلك، لايزال الوضع في حلب غامضاً، وسط أنباء متضاربة عن مغادرة سكان مدنيين للأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، والتي تمكنت قوات نظام الرئيس بشار الأسد من إحكام الحصار عليها قبل أيام. وقال التلفزيون السوري الرسمي الموالي للنظام إن أكثر من 150 مدنيا معظمهم نساء وأطفال غادروا المناطق الشرقية أمس الأول، عبر ممر آمن قالت موسكو وحلفاؤها في سورية إنهم أقاموه لإجلاء المحاصرين في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن 169 مدنيا غادروا المناطق المحاصرة منذ يوم الخميس الماضي عبر 3 ممرات آمنة. وقالت الوزارة أيضا في بيان إن 69 من مقاتلي المعارضة سلموا أنفسهم للجيش.

وقالت وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) إن 169 مدنيا معظمهم نساء في الأربعينيات وصلوا إلى معبر صلاح الدين.

وأظهر فيديو حصلت عليه "رويترز" الأسر المصطفة لنقلها خارج حلب، في حين استقلت بعض النساء حافلة، في الوقت الذي شوهد البعض ممن قيل إنهم من مقاتلي المعارضة الذين سلموا أنفسهم للقوات الحكومية.

ولا يوجد أي فيديو يظهر عبور الناس فعليا للمعابر، ولم يتسن التحقق من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.

ونفى نشطاء في المناطق الخاضعة لقوات المعارضة اجتياز أي شخص لهذه المعابر. وقالوا إن الشريط المصور الذي يبثه التلفزيون الرسمي يعود الى أشخاص يصطفون للحصول على مساعدات وهو شريط قديم. وحتى الآن ظل 250 ألفا من المدنين المحاصرين في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب بعيدا عن "الممرات الآمنة" التي اقترحتها موسكو ودمشق لمساعدتهم على الفرار.

وفيما أعلن الناطق باسم "جيش الفتح"، إن "خطة معركة فك الحصار عن مدينة حلب لنطلقت وهي تشمل أكثر من محور وتمتد على مسافة 20 كم ابتداء من منطقة الأسبقية وانتهاء بمدرسة الحكمة، وتشترك فيها جميع الفصائل"،

صدت قوات المعارضة السورية المسلحة هجوماً كبيراً للقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في ريف حلب الجنوبي. وقال مصدر في المعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) إن قوات النظام شنت الهجوم على مواقع "جيش الفتح" بمحيط قرية خربة السنابل الاستراتيجية، بسبب محاذاتها للطريق الواصل بين بلدتي الحاضر وخان طومان، وطال القصف الجوي كلا من بلدة الزربة جنوب حلب ومنظمة ايكاردا على طريق دمشق - حلب الدولي".

ويأتي هذا الهجوم للقوات الحكومية على مواقع جيش الفتح في ريف حلب الجنوبي، بعد إعلان المعارضة أمس عن الاعداد لمعركة حلب الكبرى والتي، وفق مصادر في المعارضة، تنطلق من ريف حلب الغربي.

ووصل نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية رمزي عزالدين إلى دمشق أمس للقاء مسؤولين سوريين. وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان ديميستورا يوم الجمعة إن روسيا ينبغي أن تطور خططها لمساعدة 300 ألف مدني محاصرين في مدينة حلب السورية، وأن تفسح المجال لتولي الأمم المتحدة عملية الإغاثة.

في غضون ذلك، ناشد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت واشنطن وموسكو في رسالة وجهها الى نظيريه الروسي والأميركي "إظهار جدية التزامهما" إزاء الحل السياسي في سورية، و"بذل كل ما يلزم لمنع الفشل".

طهران تنفي إصابة قائد «الباسيج»
نفى مصدر إيراني مطلع في "الحرس الثوري" لوكالة "فارس" التابعة للحرس، إصابة قائد قوات "الباسيج" العميد محمد نقدي في سورية، مؤكداً أن "رئيس قوات التعبئة الشعبية الإسلامية منشغل بأعماله اليومية، وهو في أتم الصحة والعافية".

ووصف المصدر الأنباء عن إصابة القائد الإيراني بأنها "شائعات ناجمة عن غضب إسرائيل من زيارة العميد نقدي لمنطقة هضبة الجولان". ووزعت "فارس" صورا متعددة لنقدي وهو يزور مواقع دينية في دمشق.

وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس بأن نقدي أصيب خلال زيارته للقنيطرة الاثنين الماضي، موضحة أن المعلومات المتوافرة لديها تؤكد أن العميد الإيراني أصيب إما نتيجة لغارة إسرائيلية على الموقع أو من جراء هجوم للمسلحين المعارضين.

وذكر موقع "موج نيوز" الإيراني أن قائدا عسكريا إيرانيا أصيب بجروح في مدينة القنيطرة، دون الكشف عن هويته ومنصبه.

وكانت "الجريدة" نشرت الثلاثاء الماضي صورة لنقذي وهو يتفقد المواقع العسكرية في منطقة القنيطرة الحدودية.