زمن عبدالله السالم الاستقلال (16) دبلوماسية بلا دبلوماسيين
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
ففي البعد المؤسسي تم تأسيس وزارة الخارجية، وتم تكليف جاسم القطامي أول وكيل لها، كما أسلفنا، وصار سمو الشيخ صباح السالم أول وزير لها، ثم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، الذي أعطاها شخصيتها المعروفة، وظل بها كأقدم وزير خارجية في العالم، لحين توليه رئاسة الوزارة في 2003 . أما في مرحلة إدارة الأزمة، وقبيل استكمال بناء مؤسسة الشؤون الخارجية، فقد تشكل وفد برئاسة سمو الشيخ جابر الأحمد، وعضوية نصف اليوسف النصف وعبدالعزيز الصقر ويوسف إبراهيم الغانم، يرافقهم عبدالعزيز الصرعاوي وبدر النصرالله وحمد بن يوسف العيسى، وممثلين عن الصحافة الكويتية هما عبدالعزيز المساعيد ومحمد مساعد الصالح. زار الوفد سبع دول عربية خلال أقل من أسبوعين، بدءاً بالمملكة العربية السعودية ثم مصر، فالسودان فليبيا فتونس فالمملكة المغربية ثم المملكة الأردنية الهاشمية ثم لبنان.وكان الوفد يعقد مباحثاته في كل دولة على أعلى مستوى، وفي أغلب الحالات كان يعقد مؤتمراً صحافياً، تتناقله وسائل الإعلام المختلفة، في الوقت ذاته الذي كانت فيه معركتان دبلوماسيتان محتدمتان في الجامعة العربية والأمم المتحدة. كان ذلك مبرراً لاستقبال الوفد الدبلوماسي العائد استقبالاً كبيراً.قدم الوفد خلاصة رؤيته من واقع زياراته واستماعه لكبار المسؤولين العرب، وضمن ذلك بتقرير محوري، لا تكفي هذه العجالة لعرضه، ولكن تم على ضوئه وضع أسس لبناء دولة حديثة. وفي إثرها طلب الشيخ عبدالله السالم من القوات البريطانية الانسحاب من الأراضي الكويتية من دون تأخير، الأمر الذي أثار استغراب دوائر القرار البريطاني، وفق وثائقهم. السياسة الخارجية بالنسبة إلى بلد صغير كالكويت مثلت ومازالت تمثل، كما سنرى، أحد خطوط الدفاع الأولى، ومحطات إنذار مبكر، وهي لا تقتصر على وزارة الخارجية فحسب، ولكن تمثل منظومة واسعة من المؤسسات والأفراد والجهات، بما في ذلك مؤسسات المجتمع المدني.