فر أكثر من 33 ألفاً من مدينة الشرقاط في شمال العراق التي تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" قبل هجوم مزمع للقوات الحكومية عليها، في حين سيمثل خطوة رئيسية لتحقيق هدف استعادة مدينة الموصل الواقعة على مسافة 100 كيلومتر إلى الشمال منها من أيدي مقاتلي التنظيم.

وتعد السيطرة على الشرقاط وبلدة القيارة القريبة منها أمرا حاسماً لحماية قاعدة القيارة الجوية التي تم استردادها في الآونة الأخيرة من هجمات بقذائف المورتر والصواريخ حتى يمكن للقوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة استخدامها كمركز للدعم اللوجستي لعملية الموصل.

Ad

وسيساهم حوالي 560 جنديا أميركيا في إصلاح القاعدة التي لحقت بها أضرار من جراء القتال وعمليات التخريب التي نفذها التنظيم، وذلك للسماح بانضمام آلاف من القوات العراقية إلى الحملة الرئيسية على الموصل، والتي يمكن أن تبدأ في أواخر سبتمبر المقبل.

وفي مقابلة تلفزيونية أذيعت أمس، رفض وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أن يذكر ما إذا كانت تلك العملية ستسبق معركة الموصل، لكنه قال إن ما تحقق من تقدم في الآونة الأخيرة أدى لعزل الشرقاط والحويجة الواقعة إلى الشرق عن بقية أراضي "داعش".

وتحاصر القوات الحكومية الحويجة التي يقول مسؤولون عسكريون، إنها أقل أهمية استراتيجية من معركة الموصل.

وكان مسؤولون قد حذروا من كارثة إنسانية تلوح في الأفق، إذ يواجه السكان المحليون صعوبات في الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية.

وقال قائد للشرطة في محافظة صلاح الدين التي يتبعها الشرقاط، إن الآلاف في مناطق قريبة أصبحوا محاصرين بين قوات "داعش" وقوات الأمن إلى جانب من نزحوا عن ديارهم من الشرقاط.

وتم نقل مدنيين إلى معسكر تديره الحكومة بالقرب من حجاج الواقعة جنوبي الشرقاط، حيث أقيمت خيام في الصحراء يفصل فيها الرجال عن النساء والأطفال لإجراء فحص أمني.

وتقول الأمم المتحدة، إن الهجوم الرئيسي على الموصل قد يؤدي لنزوح مليون شخص آخرين ما يزيد الضغوط على الحكومة التي تواجه عجزا في الميزانية نجم عن انخفاض أسعار النفط.

وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، إن قادة "داعش" وعائلاتهم باعوا ممتلكاتهم وانسحبوا باتجاه سورية، وحاول قسم منهم التسلل حتى باتجاه الاقليم" في إشارة الى كردستان، موضحا أن "مشاكل بدأت بين الأمراء على الأموال التي اخذوها من مختلف الشرائح الاجنبية أو العربية أو العراقية".

الى ذلك، قتل خمسة بينهم أربعة من العاملين في محطة للغاز في هجوم مسلح فجر أمس، أعقبه هجوم انتحاري آخر، ضد حقل نفطي يخضع لسيطرة إقليم كردستان، وكلاهما في محافظة كركوك.

وقال مصدر في شركة نفط الشمال، إن "مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين اقتحموا محطة لتعبئة الغاز، بعد إطلاق النار على الحراس فقتلوا أربعة موظفين وقاموا بوضع عبوات ناسفة قبل أن يلوذوا بالفرار". كما أكد مسؤول امني في اقليم كردستان حصيلة القتلى، مشيرا الى "العمل على رفع العبوات الناسفة".

وفي وقت لاحق، تعرض حقل بأي حسن النفطي الذي تديره حكومة إقليم كردستان العراق الى هجوم انتحاري.

وقال ضابط برتبة عقيد في قوات البشمركة إن "أربعة انتحاريين اقتحموا الحقل، وقام أحدهم بتفجير نفسه ما أدى الى اشتعال النيران بخزانين في الحقل"، مضيفا، أن "قوات الأمن قتلت الثلاثة الباقين من الانتحاريين، كما قتل مهندس يعمل في الحقل وأصيب سبعة بينهم خمسة من عناصر الأمن".

إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات الأنبار أمس، أن الجيش العراقي المدعوم من الحشد الشعبي والعشائري حرر منطقة البو بالي والبوعبيد في جزيرة الخالدية شرق الرمادي.

وقال مصدر إن مقاومة "داعش" للقطعات العسكرية ضعيفة لقلة أعداده بالمنطقة ذاتها، وأن القطعات تتقدم بشكل بطيء خوفا من الألغام أو العبوات الناسفة التي تصيب عناصر الجيش.

(بغداد - أ ف ب، رويترز، السومرية نيوز،

المدى برس)