وسط تصاعد المخاوف من أن يؤثر قرض صندوق النقد الدولي، الذي تتفاوض الحكومة المصرية بشأنه، سلباً على محدودي الدخل، خرج مسؤولون في الحكومة، أمس، للدفاع عن مزايا القرض وخطة الإصلاح التي يتبناها النظام المصري، وتفنيد مخاوف البعض من أنباء متواترة عن مطالب وفد الصندوق بتقليص عدد العاملين في دولاب الدولة، وإلغاء الدعم، وخصخصة القطاع العام.وزارة المالية المصرية، نفت في بيان، أمس، وجود شروط من الصندوق، قائلة: "لا مشروطية لصندوق النقد الدولي على مصر، والمشاورات لا تخرج عن البرنامج المصري للإصلاح"، مشددة على عدم وجود مشروطية على مصر للحصول على موافقة صندوق النقد الدولي على برنامج الحكومة الإصلاحي، وعلى أن البرنامج مصري 100 في المئة، وحظي بموافقة مجلس النواب، وهو جزء من رؤية مصر 2030.
كانت مفاوضات صندوق النقد الدولي بدأت، أمس الأحد، بطلب مصري للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار، على ثلاث سنوات، في إطار تمويل برنامج الحكومة الاقتصادي، ويتضمن قروضاً إجمالية بقيمة 21 مليار دولار، وتطمح القاهرة أن يتكفل صندوق النقد بتوفير أكثر من نصفها."المالية" نفت ما تردده وسائل إعلام عن شروط للصندوق أو توصيات بتسريح مليوني موظف من الجهاز الإداري، مؤكدة أنها أخبار عارية تماماً من الصحة، وأن الهدف من القرض السيطرة على عجز الموازنة العامة، وتزايد الدين العام، وتنشيط معدلات النمو، وخلق المزيد من الوظائف للحد من معدلات البطالة والفقر.وبينما أشاد وزير التخطيط، الدكتور أشرف العربي، خلال مداخلة أمام منتدى المحاكاة للدارسين بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة أمس، برؤية "استراتيجية مصر ٢٠٣٠"، التي تقدمها القاهرة للحصول على القرض، أكد مصدر مصري رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن المؤشرات الأولية مع بدء المباحثات مع وفد صندوق النقد تدلل على إيجابية الأجواء، كاشفاً عن وجود اتصالات حكومية مع وزارتي الخارجية الأميركية والبريطانية، لتيسير حصول مصر على القرض.
الضرائب
في الأثناء، كشف مصدر حكومي رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن وفد صندوق النقد اشترط ضرورة هيكلة نفقات الحكومة المصرية، بما يضمن خفض الإنفاق، مع المطالبة برفع شرائح الضرائب، بعدما اعترض وفد الصندوق على نظام الضرائب، مشدداً على أنه رغم الأجواء الإيجابية فإن هناك نقاطاً لاتزال عالقة، ستتم مناقشتها خلال الأيام المقبلة، وعلى رأسها خصخصة الكهرباء، ومراجعة رواتب القطاع الحكومي.فريق رئاسي
في الأثناء، وقبيل أيام من صدور حركة تغيير المحافظين، ألقى العالم المصري في وكالة ناسا الأميركية عصام حجي، حجراً في مياه السياسة المصرية الراكدة، إذ أعلن عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، أن عدداً من قوى ثورة يناير وحركات التغيير في مصر، تتجمع حالياً لإعداد مشروع للترشح كفريق رئاسي للانتخابات عام 2018، وأنه يشارك بالمساعدة في إعداد الملف العلمي بذلك المشروع، مشدداً على أن المشروع لم يستقر على أسماء المرشحين بعد.وبينما تعرض حجي لهجوم من مواقع إخبارية وفضائيات مصرية معروفة بتأييدها غير المشروط لنظام السيسي، أشاد القيادي اليساري، عبدالغفار شكر بدعوة حجي، قائلاً لـ"الجريدة": "الدعوة في محلها، إذا كنا حريصين على التداول السلمي للسلطة، فليس عيباً أن تقوم المجموعات القريبة من بعضها فكرياً بتجهيز وإعداد مجموعات للمنافسة على رئاسة الجمهورية، لبناء تعددية حقيقية في المجال السياسي".في المقابل، رأى رئيس حزب "الكرامة" الناصري، محمد سامي، أن توقيت الدعوة خاطئ، ويفتقر إلى أية حكمة أو حصافة، مضيفاً لـ"الجريدة": "الرئيس السيسي لديه تخطيط لدورتين وليس لدورة رئاسية"، مؤكداً أن طرح هذه الدعوة الآن سيحدث مردوداً سلبياً.رفض الحراسة
قضائيا، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة المنعقدة بعابدين (وسط القاهرة)، أمس الأحد، برفض دعوى تطالب بفرض الحراسة على نقابة الصحافيين، لرفعها من غير ذي صفة، فيما قررت المحكمة، خلال الجلسة ذاتها، مد أجل النطق بالحكم في دعوى أخرى أقامها صحافي يدعى حسين المطعني تحمل نفس الطلبات لجلسة 22 أغسطس الجاري.كما قضت محكمة جنايات بولاق أبوالعلا، بحبس صحافي قضائي ببوابة الأهرام غيابياً سنة مع الشغل، وتغريم رئيس التحرير حضورياً 10 آلاف جنيه، لاتهامهما بنشر أخبار كاذبة، تتعلق باتهام وزير العدل السابق أحمد الزند بالفساد، فيما أصدرت محكمة النقض بمصر حكما نهائياً وباتاً، بتأييد حبس الكاتب والباحث إسلام بحيري، مدة عام واحد، لإدانته في قضية تتعلق بازدراء الدين الإسلامي، بعدما رفضت المحكمة الطعن المقدم منه لإلغاء الحكم.عمليات نوعية
ميدانياً، أعلن مصدر أمني مسؤول عن نجاح القوات الجوية في تكبيد تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي بايع "داعش"، أكبر خسائره في الأرواح والعتاد بعد قصف الطائرات الحربية مصنعاً للأسلحة بقرية "بلعة" غرب مدينة رفح حتى فجر أمس الأحد، ما أسفر عن مقتل نحو 46 تكفيرياً بخلاف عشرات المصابين.وقال المصدر إنه تم إلقاء القبض على أخطر اثنين من العناصر القيادية بالتنظيم، وهما صلاح ذيبان وسامي شعيب، في مدينة الشيخ زويد.