اتخذت تركيا خطوات جديدة لإعادة هيكلة جيشها تشمل توسيع تركيبة المجلس العسكري الأعلى، وإلحاق قيادات الجيوش الثلاثة بوزارة الدفاع، وإغلاق كليات ومدارس عسكرية، في حين أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سعيه لوضع الاستخبارات وهيئة أركان الجيش تحت سلطة رئاسة الجمهورية بعد محاولة الانقلاب الأخيرة.فقد نشرت الجريدة الرسمية التركية، أمس، مرسوما بقوة القانون صدر بمقتضى حالة الطوارئ المعلنة لمدة ثلاثة أشهر بإلحاق قيادات القوات البرية والبحرية والجوية بوزارة الدفاع، وكانت تلك القيادات تتبع رئاسة هيئة الأركان.
ونص المرسوم على تخويل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، إن لزم الأمر، بالحصول على معلومات تتعلق مباشرة بقيادة القوات المسلحة ومدى ولاء أفرادها، والتأكيد على صلاحية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في توجيه آوامر مباشرة لقادة القوات، وضرورة تنفيذ القادة الأوامر مباشرة من دون الحصول على موافقة أي سلطة أخرى.كما نص على توسيع تركيبة المجلس العسكري الأعلى ليشمل نوابا لرئيس الوزراء، ووزراء العدل والداخلية والخارجية.
جامعة الدفاع الوطني
وتضمن المرسوم إغلاق الكليات والمدارس الثانوية العسكرية ومدارس تخريج ضباط الصف، وتأسيس جامعة جديدة باسم جامعة الدفاع الوطني بهدف تخريج الضباط، وجاء فيه أن رئيس الجمهورية هو من يختار رئيسا لهذه الجامعة.كما صدر مرسوم بفصل نحو 1400 عسكريا من القوات المسلحة بتهمة الانتماء إلى جماعة فتح الله غولن التي اتهمتها السلطات بتدبير محاولة الانقلاب منتصف يوليو الماضي، ومن بين المفصولين المستشار العسكري للرئيس التركي، ومساعد رئيس هيئة الأركان، ومدير مكتب وزير الدفاع.يذكر أن السطات أوقفت أكثر من ثمانية آلاف عسكري للاشتباه فيهم بالضلوع في الانقلاب الفاشل، وقد تم الإفراج عن مئات منهم، في حين تم إبعاد أكثر من 133 جنرالا وأميرالا مقابل ترقية 99 ضابطا كبيرا إلى رتبة جنرال أو أميرال.تحت قبضة الرئاسة
وكان الرئيس التركي أكد أمس الأول في مقابلة تلفزيونية أن مؤسسة الاستخبارات ورئاسة هيئة الأركان ستكونان تحت الإشراف المباشر لرئيس الجمهورية، بينما سيكون قادة الجيوش الثلاثة مسؤولين مباشرة أمام وزير الدفاع.وقال أردوغان إن وضع الاستخبارات وقيادة الأركان تحت إشراف رئاسة الجمهورية سيكون من خلال إصلاح دستوري، ويستدعي مثل هذا التعديل الدستوري أغلبية الثلثين في البرلمان التركي.كما اشتكى الرئيس من ثغرات في الاستخبارات. فالرئيس لم يكن راضيا عن المعلومات التي تلقاها من جهاز الاستخبارات التركي ومديره هاكان فيدان ليلة الانقلاب، معتبرا ان الكثير من الوقت الثمين أهدر.وقال اردوغان "مع الاسف سجل في كل هذا فشل ذريع للاستخبارات".كما أعلن عن إغلاق الثانويات العسكرية وإنشاء جامعة للدفاع الوطني لتحل مكانها، وإنشاء أكاديمية درك تعنى بتقديم التدريب الجاد لموظفي الدولة، وربط المستشفيات العسكرية بوزارة الصحة، ويلحق بناء السفن بوزارة الدفاع. وأبقت السلطات التركية قادة الجيش الرئيسيين، بمن فيهم قائد الأركان خلوصي أكار.