في ظل استمرار حالة الغلاء التي تعيشها الأسواق المصرية، على الرغم من التراجع النسبي لارتفاع الدولار أمام الجنيه المصري، لم يجد المقبلون على الزواج حلاً لمواجهة الارتفاع الجنوني لأسعار الذهب، سوى إطلاق حملة إلكترونية بعنوان "بلاها شبكة"، بعدما قفز سعر الغرام من المعدن الأصفر، الأسبوع الماضي، إلى 15 جنيهاً ليصل إلى 465 جنيهاً للعيار 21، ويستقر عند 450 جنيهاً منذ الخميس الماضي، بانخفاض قدره 10 جنيهات فقط.

الزيادة في الأسعار شملت باقي أعيرة الذهب، حيث بلغ "عيار 18" 398 جنيها، ووصل سعر "عيار 24" إلى 531 جنيها، بخلاف احتساب ضريبة دمغة ومصنعية على كل غرام ذهب، ما يرفع الأسعار فوق سعرها المذكور بالنسبة لجميع العيارات.

Ad

خبراء في مجال الذهب والمعادن الثمينة اعتبروا هذا الارتفاع الكبير في سعر الذهب سببه استمرار موجة صعود الدولار في السوق السوداء، والتي ترفع تكاليف شراء المعدن الأصفر، الذي يعتمد بالأساس على العملة الصعبة.

ولم يجد أبناء الصعيد، الذي يُعد الذهب بالنسبة إليهم أمراً لا غنى عنه في شبكة العروس، سوى الاستغناء عن هذا التقليد المتوارث، ليطلق مجموعة من الشباب في محافظة قنا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال هاشتاغ "بلاها شبكة"، ليوفر العريس نحو 50 ألف جنيه، في مجتمع تبلغ فيه قيمة الشبكة نحو مئة غرام.

الحملة رحَّب بها قطاع عريض من الشباب وانتشرت في المحافظات المصرية بسرعة، ما عكسته تعليقات الشباب المؤيدة للفكرة على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، وقال مؤسسو الحملة إن هدفهم كسر العادات التي ورثوها عن أجدادهم، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الذهب الذي وصفوه بـ"الجنوني".

أستاذ علم الاجتماع في "جامعة السويس"، أحمد يحيى قال إن الشبكة مظهرٌ أساسي يعكس تقدير العريس للعروس، ونظراً لارتفاع أسعار الذهب بدأت الدعوة إلى الاستغناء عنه لإتمام الزواج، مؤكداً لـ"الجريدة" أن الحملة قد تنجح فعلياً إذا لاقت قبولاً مجتمعياً.

في المقابل، أيَّدت الفكرة عضوة اللجنة الاقتصادية في البرلمان، ثريا الشيخ، قائلة لـ"الجريدة" إن "الفكرة تسهل الزواج على الشباب في ظل انتشار ظاهرة العنوسة في مصر، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى وجود 13 مليون شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم 35 عاماً لم يتزوجوا.

وأضافت أن "اللجنة تدعو إلى اجتماع وزراء المجموعة الاقتصادية، لتقديم حلول لتوفير الدولار الذي يعتبر السبب الرئيسي في الغلاء".

رئيس شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، وصفي واصف، أكد أن ارتفاع سعر الذهب مواكب لارتفاع البورصات العالمية وارتفاع سعر الدولار، وبالتالي فإن قرار خفض سعر الذهب خارج عن إرادة الغرف التجارية.