بعد موسم رمضان الدرامي

الدراما التركية والهندية تغزو الشاشات

نشر في 02-08-2016
آخر تحديث 02-08-2016 | 00:00
مع انتهاء موسم الدراما الأشهر في رمضان، عادت الأعمال التركية والهندية تغزو القنوات العربية والمصرية، لتحقيقها نسبة مشاهدة عالية، ما جعل القنوات الفضائية تُقبل على شرائها وعرضها، هنا ترتسم جملة أسئلة من بينها: لماذا يقبل الجمهور على هذه الأعمال رغم ضعف مستواها الفني؟ هل تمحورها حول الرومانسية وقصص الحب هو السبب؟
يؤكد المخرج محمد فاضل أن إقبال الجمهور على الأعمال التركية والهندية نابع من كونها مختلفة ومستوردة، حتى وإن كانت غير صادقة والجمهور يعلم ذلك، فضلا عن أن غياب أعمال درامية جديدة طوال العام، دفع الجمهور للبحث عن أي عمل جديد يُتابعه”.

يضيف: «تقديم عمل رومانسي الآن غير مقبول بسبب سخونة الأحداث في مصر، ووجود قضايا ومشاكل اجتماعية وسياسية تستحق التطرق لها، لذا لن يتابع الجمهور أي عمل رومانسي صرف، بل قد يتهم صُناعه بالعزلة عن الواقع وعدم الإحساس بالمسؤولية،».

يتابع: «وجود خط رومانسي وسط مسلسل اجتماعي هو الأمثل، ويصل إلى الجمهور بشكل أقوى، على غرار ما حدث في علاقة الحب بين هشام سليم وسمية الألفي في «الرايا البيضا» ومنة شلبي وماجد المصري في «لدواع أمنية».

صعوبة واستحالة

ترى الفنانة حنان مطاوع، أن وجود عمل رومانسي صرف على شاشة الدراما أمر صعب بل مستحيل، لأن الجمهور لن يتابع 30 حلقة تتمحور حول قصص حب حتى وإن كانت جيدة الصنع، إنما يمكن أن تكون جزءا من العمل، على غرار علي البدري وزهرة غانم في «ليالي الحلمية»، أو التطرق إلى مشاكل اجتماعية من خلال قصة حب، على غرار «الحب وأشياء أخرى».

تضيف: «حتى أشهر الأعمال الرومانسية كانت مُغلفة بغلاف اجتماعي أو سياسي، كما في روميو وجوليت والصراع بين عائلتين من خلال قصة حب، و«تيتانك» إذ كان الهدف عرض غرق السفينة وأدرجت قصة الحب ضمن الفيلم لإضافة تشويق على الدراما».

بدوره يعتبر الناقد طارق الشناوي أن تيمة الحب تناسب السينما أكثر من الدراما، إذ لا تحتمل أي قصة حب أكثر من 20 ساعة دراما، ولابد من التطرق لموضوعات أخرى إلى جانبها، حتى يصبح ثمة عمل من الأساس ويُقبل عليه الجمهور.

يضيف: «تأخذ الدراما دائما من الواقع وتُناقش موضوعات تهم الجمهور، وفي الغالب ليست الرومانسية والحب من القضايا المُلحة لدينا رغم أهميتها، حتى وإن قُدّمت فسوف تظهر بشكل يُناسب العصر وإيقاعه».

جمهور مختلف

يعتبر الكاتب والسيناريست مصطفى مُحرم أن جمهور الدراما التلفزيونية مُختلف عن جمهور السينما، فهو جمهور الأسرة المصرية والعربية، ولابد من تقديم موضوعات تُناسب هذه الشريحة، والأنسب لها الدراما الاجتماعية أو مناقشة قضية مُلحة على الساحة، فيما ينصرف عن الأعمال الرومانسية، أما جمهور السينما فهو من الشباب الذي يهتم بهذه القصص والعلاقات العاطفية لأنها تمثله في الواقع.

يضيف: «من الخطأ تحميل كل سيئات الدراما التلفزيونية إلى الإعلانات ونسبة المشاهدة، لوجود انهيار قيمي وأخلاقي في المجتمع وانتقل إلى الفن في ظل غياب الدولة، ما أثر في اختيار الموضوعات التي تناقشها الأعمال الدرامية، وفي ظل هذا الانهيار لا مجال لهذه النوعيات من الدراما، إذا كانت الدراما الاجتماعية اختفت وهي أساس الدراما التلفزيونية كيف نتوقع عملا رومانسيا يتناول قصة حب عاطفية رقيقة؟»

بدورها تعتبر الناقدة ماجدة خيرالله أن السينما تعتمد على التعبير بالصورة والموسيقى إلى جانب الحوار، فيما تعتمد الدراما التلفزيونية على الحوار بشكل أساس، وبالتالي تناسب الأعمال الرومانسية السينما أكثر من التلفزيون، لأنه من الصعب أن يستمر حوار رومانسي وقصة حب كل هذه الحلقات.

تضيف: «ثمة فقر في الإبداع وأعمال كثيرة منقولة من أعمال أجنبية، ولأن الأعمال الرومانسية اختفت من السينما العالمية، توقفنا عن تقديمها. حتى لو قُدمت في عمل فني سيختلف عما نتوقع، علاقات نسائية وألفاظ وإيحاءات كما فعل تامر حسني وحسن الرداد».

من جهته يتساءل الكاتب والمؤلف أيمن عبد الرحمن: «هل الرومانسية موجودة في الواقع الآن حتى تنقلها الدراما؟ هل المشاهد الذي نريد تقديم عمل رومانسي له، يعيش هذه الحالة في الواقع؟ بالطبع لا، تغير الزمن وما كان يصلح للتناول في وقت سابق لا يصلح الآن».

يضيف: «فيلم «بين الأطلال» عمل عظيم وناجح نتابعه الآن بشغف لأننا نعلم أنه يُعبر عن زمن انتهى ونتمنى لو كنا نعيشه، لكن لو قدمنا العمل نفسه الآن لن ينجح ولن يشاهده أحد، لأنه لا يعبر عن الوقت الحالي».

يوضح: «ثمة أعمال لبنانية تتناول قصصاً رومانسية ويُقبل عليها الجمهور ولكن يُشاهدها كما يُشاهد الدراما التركية والهندية، أعمال مستوردة تعبر عن واقع ومجتمع مختلفين».

يتابع: «القنوات الفضائية هي المتحكم في الدراما الآن فضلا عن سطوة رأس المال، ولو تقدم أي مؤلف بعمل رومانسي لن يتحمس له أحد، لأن قواعد السوق اختلفت، ثم لا يوجد عمل رومانسي بحت، ثمة عمل يتناول قضايا اجتماعية من خلال علاقة حب أو قصة رومانسية، لا بد من إطار خارجي للرومانسية إما اجتماعي أو سياسي، لكن أن يكون رومانسياً فحسب لن ينجح».

back to top