«ألعاب أثينا»... بداية عهد النجوم الجدد

نشر في 02-08-2016
آخر تحديث 02-08-2016 | 00:04
شهدت دورة ألعاب أثينا 2004 مشاركة وولادة أبطال جدد ونجوم تألقوا في هذه البطولة القارية التي استطاع المشاركون فيها إبقاء شعلة الحماسة متوهجة طوال الوقت.
بدأت الألعاب الأولمبية في أثينا وسط جلبة اعلامية احاطت بالعداءين اليونانيين كوستاس كنتيريس وايكاترينا ثانو، اللذين تهربا من فحوص لكشف المنشطات، وانتهت في استاد باناثينايكوس، الذي شهد العاب دورة 1896، في قلب العاصمة اليونانية مع فوز الايطالي ستيفانو بالديني في سباق الماراثون.

وبين هذين الحدثين، نجح المشاركون في ابقاء شعلة الحماسة متوهجة طوال الوقت، فشهدنا ولادة نجوم جدد، وتهاوى آخرين اغنوا الساحات الاولمبية سابقا.

"إفخاريستو"، أي شكرا باليونانية، كلمة رددها الذين حضروا حفل الافتتاح الذي اعاد الى الاذهان ذكريات الاساطير اليونانية، وزوس سيد البرق، الذي حول النور الى قوس قزح. في حين استولى اروس، اله الحب، على قلوب الحاضرين، وهم تمتعوا برؤية بيغاس، الحصان المجنح وافروديت وهرقل وابولون وبوسيدون والاسكندر الكبير... ثم تذكروا البداية عام 1896.

وفيما بعد صدح صوت المغنية الخالدة ماريا كالاس، لتبدأ بعد رؤية شجرة الزيتون، رمز البلاد، الحقبة الجديدة مع توافد ممثلي البلدان المشاركة وسط الالوان.

واستخدم اليونانيون بفخر لغتهم القديمة "نينيكيكامن"، اي النصر، التي تناقلتها وسائل الاعلام للتحدث عن نجاح الالعاب، معطوفا على كلمة الشكر التي وجهها رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روغ "على التنظيم الذي يعيدنا الى الينابيع".

وأضاء نيكوس كاكلاماناكيس الفائز بذهبية سباق القوارب الشراعية في دورة اتلانتا 1996، ايذانا بـ"التنافس الشريف" على مدى 17 يوما.

تصدر الولايات المتحدة

وتصدرت الولايات المتحدة ترتيب جدول الميداليات الذي حمل اسم 75 بلدا. وحصد ابطالها 101 ميدالية منها 36 ذهبية. غير ان الأميركيين لم يحققوا افضل نتيجة في تاريخهم الاولمبي قياسا الى احرازهم 108 ميداليات في دورة برشلونة 1992.

هذه المرة وصلت البعثة الاميركية الى اثينا محاطة بشكوك بسبب تعثرها في مشاكل المنشطات التي لم توفر لاعبيها، ومع ذلك نجحت في ترؤس الدول سواء بعدد "الجوائز" او بمجموع الميداليات، فسيطرت على العاب القوى محرزة 8 ذهبيات وعلى مسابقات السباحة بإحرازها 12 ذهبية.

وشكك كثر في قدرة الاميركيين على الاحتفاظ بالصدارة في "بكين 2008"، بعد الانجازات التي حققتها البعثة الصينية في اثينا. وهي كانت مؤلفة من 407 رياضيين، منهم 232 لم يشاركوا قبلا في الالعاب الاولمبية، ومع ذلك حصدوا 32 لقبا و63 ميدالية. ولا يعتبر الفارق الذهبي بينهم وبين الاميركيين مهما، اذ بلغ 4 ذهبيات فقط.

وهيمنت الصين على مسابقات رفع الاثقال محرزة 5 ذهبيات، وعلى مسابقات الغطس (6 ذهبيات) وعلى البادمنتون (3 ذهبيات من اصل 4).

وحافظت روسيا على حضورها القوي باحتلالها المركز الثالث برصيد 90 ميدالية (28 ذهبية)، وعلى رغم فشلها الذريع في مسابقات السباحة (ميدالية فضية) الا انها تقاسمت ميداليات ألعاب القوى (6 ذهبيات) مع الولايات المتحدة وسيطرت على مسابقات المصارعة (5 ذهبيات).

اما استراليا صاحبة المركز الرابع (17 ذهبية)، فقد سيطرت على سباقات الدراجات (6 ذهبيات)، وبقيت سيدة في احواض السباحة بحصدها 7 ذهبيات.

وخطفت اليابان 16 ميدالية ذهبية كانت نصفها في مسابقات الجودو (8 ذهبيات)، في حين تألقت المانيا في مسابقات الكانوي كاياك بفوزها بـ4 ذهبيات من اصل 13 ذهبية، وهو رصيدها الاجمالي في اثينا.

وحلت اليونان في المركز الـ15 بين الدول الفائزات بميداليات حاصدة 16 ميدالية (6 ذهبيات، و6 فضيات و4 برونزيات).

وعموما، انحصرت الميداليات بـ75 بلدا، ووقف الاميركيون على منصة التتويج في 22 رياضة، في مقابل 22 للصينيين، مع مفاجآت في الكانوي كاياك والتنس.

ومن المنطقي ان نجد ان 9 بلدان من العشرة الأوائل في العاب سيدني 2000 احتفظت بالترتيب ذاته باستثناء اليابان التي تقدمت من الموقع الـ15 الى الخامس، في حين تراجعت هولندا من المركز الثامن الى الـ17.

اما من ناحية تعداد السكان مقارنة مع الميداليات التي فاز بها كل بلد، حلت استراليا اولى بمعدل 2.45 ميدالية بالتساوي مع كوبا، تلتهما هنغاريا بمعدل 1.7 ميدالية، فاليونان بمعدل 1.45 ميدالية.

هشام الكروج «كامل الأوصاف» العالمية
عندما عاد العداء المغربي هشام الكروج إلى دياره بعد اختتام دورة أثينا الأولمبية، نزع على الفور الصورة الكبيرة، التي ألصقها على حائط غرفته في مركز الإعداد الوطني لألعاب القوى في الرباط، وهي تظهره فائزاً في سباق 1500 م خلال بطولة العالم عام 1999 في إشبيلية.

يومها نزع عن الحائط صورة تعثره ووقوعه خلف الجزائري نور الدين مرسلي في السباق الأولمبي عام 1996 في أتلانتا، في إشارة إلى أنه تخطى تلك العقبة الكبيرة موقتاً، لأن حلم الميدالية الأولمبية كان لا يزال يراوده ويؤرق مضجعه.

معاناة عاشها منذ ثمانية أعوام، والآن عند العودة المظفرة، علق صورة احتفاله فائزاً على الاستاد الأولمبي في أثينا، الذي شهد "ولادته العالمية" في مونديال القوى عام 1997، بميدالية الفوز أخيراً برقص "السيرتاكي" وسط صخب جماهيري كبير.

في أثينا، تغلب الكروج (مواليد 1974) على اللعنة، التي رافقته منذ عام 1996 في الألعاب الأولمبية، محققاً الفوز في سباق 1500م، فارضاً نفسه في سباق 5 آلاف مترن فبعدما وضع بصماته على سباقه المفضل 1500 م "حامل رقمه القياسي العالمي 3.26.00 د"، ماحياً "السقوط في أتلانتا والتراجع في سيدني"، أضاف إليه إنجاز الفوز في 5 آلاف متر، ليعادل الإنجاز الأسطوري للفنلندي بافو نورمي، الذي حقق "الثنائية العسيرة" غير المألوفة عينها في دورة باريس 1924، فكان أحد عناصر مسك ختام "أثينا 2004" وبريقها.

back to top