اجتماع عسكري تركي - أميركي رفيع... وأنقرة تقر بأخطاء في «التطهير»

نشر في 02-08-2016
آخر تحديث 02-08-2016 | 00:00
أعضاء من الحزب الوطني يتظاهرون ضد زيارة دانفورد أنقرة أمس (أ ف ب)
أعضاء من الحزب الوطني يتظاهرون ضد زيارة دانفورد أنقرة أمس (أ ف ب)
اجتمع سياسيون وعسكريون أتراك أمس، في أنقرة مع رئيس أركان الجيوش الأميركية جوزف دانفورد، في أول لقاء رفيع المستوى بين أنقرة وواشنطن بعد محاولة الانقلاب في تركيا، والتي أضعفت علاقاتهما.

وأجرى دانفورد في أنقرة محادثات مع رئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي أكار، ثم مع رئيس الوزراء بن علي يلديريم، بحسب برنامج الأخير، بعد أكثر من أسبوعين على محاولة الانقلاب الفاشلة، التي نفذها عناصر في الجيش ضد نظام الرئيس رجب طيب إردوغان.

وأدان دانفورد محاولة الانقلاب بعد توتر العلاقة بين الحليفين واتهامات وجهها وزراء ومسؤولون أتراك لواشنطن بالضلوع في الانقلاب.

وشدد القائد الأميركي على "عمق العلاقات بين البلدين وتأثيره على الأوضاع الأمنية الإقليمية"، كما زار قاعدة انجرليك الجوية والتقى جنوداً أميركيين هناك، في وقت تشهد القاعدة تظاهرات مناهضة لواشنطن بسبب الانقلاب.

وشهدت العلاقات بين الحليفين المحوريين في حلف شمال الأطلسي تدهوراً كبيراً مع مطالبة أنقرة واشنطن، بإصرار، بأن تسلمها الداعية الإسلامي السبعيني فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة، وتتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب.

وكان إردوغان اتهم الجمعة قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل بالانحياز إلى الانقلابيين، بعد أن عبر الضابط عن خشيته من تأثير عمليات التطهير الواسعة، التي أجرتها السلطات على الجيش بعد الانقلاب، على العلاقات بين واشنطن والجيش التركي.

لهجة مصالحة

في سياق متصل، أقر مسؤولون أتراك للمرة الأولى أمس، باحتمال حدوث أخطاء في حملة التطهير، التي انطلقت بعد الانقلاب، وأثارت انتقادات دولية لمدى اتساعها.

وفي نبرة مصالحة جديدة لدى السلطات التركية، صرح يلديريم بشأن عشرات الآلاف الذين سرحوا من مناصبهم: "من المؤكد أن بعض هؤلاء تعرضوا لإجراءات ظالمة"، لافتاً إلى أن أعمال التدقيق المفصل جارية بشأن حالاتهم.

أنقرة وبرلين

دبلوماسياً، استدعت أنقرة القائم بأعمال سفارتها في ألمانيا احتجاجاً على منع محكمة ألمانية بث خطاب لإردوغان في تظاهرة ضد الانقلاب جرت في مدينة كولونيا الألمانية أمس الأول.

وقللت وزارة الخارجية الألمانية من أهمية الاستدعاء.

وقال المتحدث باسم الوزارة مارتن شيفر في المؤتمر الصحافي الدوري: "في العلاقات بين الدول إنه أمر يومي، ـمر طبيعي يحدث كل يوم".

اعتراض

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية التركية أمس، القبض على 11 عسكرياً من ضمن فرقة كوماندوس هاجمت الفندق الذي كان إردوغان يمضي فيه عطلة في مرمريس غرب البلاد، ليلة الانقلاب الفاشل.

وأوقف الجنود الـ11، الذين فروا منذ أكثر من أسبوعين، أمس الأول نتيجة إخبارية من قرويين شاهدوهم فيما كانوا يصطادون الخنازير البرية في منطقة أولا قرب مرمريس وأخطروا الجيش.

واستخدم الجيش طائرات بلا طيار ومروحيات لتحديد مواقعهم قبل إطلاق عملية لتوقيفهم، على ما أعلنت الداخلية، مضيفة أن العملية شهدت تبادلاً لإطلاق النار، وانتهت أمس.

سحب دعاوى

في شأن آخر تبين أن إردوغان أبقى على قضية السب ضد قيادة حزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي التركي، وذلك بعد إعلانه ليل الجمعة ـ السبت أنه سيتنازل عن قضايا السب بحقه والتي يبلغ عددها من 1845 قضية.

الانقلاب هوليودي

من جهته، رفض الداعية الإسلامي فتح الله غولن، الاتهامات الحكومية له بالتورط في الانقلاب، مبدياً استعداده لمواجهة حبل المشنقة بحال ثبوتها، واصفاً العملية الانقلابية الفاشلة بأنها "سيناريو هوليوودي" فتح الباب أمام تنفيذ خطط الرئيس التركي.

وأضاف: "كنت دائماً ضد الانقلابات، وأنا ألعنها، وألعن كل من يشارك في انقلاب ضد الديمقراطية والحرية والجمهورية".

back to top