اعتبر وزير خارجية جمهورية شمال قبرص، تحسين أرطغرل أوغلو، في مقابلة أجراها مع "الجريدة" بمقر الوزارة في لفكوسي، أن أزمة الجزيرة القبرصية سببها العقلية اليونانية التي تنظر إليها كجزيرة إغريقية، موضحا أن بلاده ليست خارجة عن القانون، ولديها خيارات عديدة في حال نجاح أو فشل المفاوضات المستمرة منذ 50 عاما. وفي ما يلي نص اللقاء.
* ما هي ذكرى 20 يوليو؟- هي ذكرى تدخل الجيش التركي بناء على معاهدة الضمان عام 1960، عندما كانت دولة قبرص شرعية عام 1960 مع سيادة محدودة، ودولة كانت سيادتها معترفا بها من 3 دول (اليونان وتركيا وبريطانيا)، وكدولة لم تستطع أن تكون جزءا من أي منظمة دولية أو اقتصادية في حال لم تكن تركيا أو اليونان عضوا في تلك المنظمات أو الهيئات. ودولة قبرص كانت شرعيتها معتمدة على الشراكة بين القبارصة الأتراك واليونانيين. وهي بلاد لم يستطع فيها القبارصة الأتراك أو اليونانيون الادعاء بأنهم جمهورية قبرص وحدهم، وهذا كان مضمونا. وبالرغم من ذلك قام القبارصة اليونانيون عام 1963 باعتداء عسكري على شريكهم القبرصي التركي، وطردوا القبارصة الأتراك وسيطروا على الدولة. وخلافا للمبادئ التي أسست عليها الجمهورية القبرصية، قالوا للعالم نحن نمثل جمهورية قبرص وحدنا، والقبارصة الأتراك أقلية في قبرص.* وما دور المجتمع الدولي في ذلك؟- لسوء الحظ، وبقيادة مجلس الأمن الدولي، سمح للقبارصة اليونايين بهذا عبر إصدار قرار 106 في مارس عام 1964 لإرسال قوات حفظ سلام أممية للجزيرة، وأشارت الأمم المتحدة بهذا القرار إلى حكومة قبرص التي فقدت شرعيتها بهذا الوقت، حيث انهارت الشراكة في ديسمبر 1963.واعترض الرئيس القبرصي السابق وتركيا على هذه التسمية، وقيل لنا لا تتلاعبوا بالكلمات؛ حكومة قبرص التي نقصدها هي الحكومة التي تمثل القبارصة الأتراك واليونانيين، وفي النهاية هؤلاء الناس الذين يموتون هم منكم، لذلك اسمحوا للقوات الأممية بالقدوم، وهذا ما سمح لليونايين القبارصة بتقديم شركائهم الأتراك كأقلية عرقية تعيش على أرض إغريقية.* لماذا سمح المجتمع الدولي بهذا؟- يجب توجيه هذا السؤال إلى القادة البريطانيين والأميركان، البريطانيون كقوة استعمارية سابقة وأميركا كقوة عالمية، وكلاهما يعلم بحقيقة الجمهورية القبرصية، ولكنهما سمحا بذلك، وتمت مصادرة حقنا في تقرير المصير.* هل القبارصة الأتراك أقلية؟- القبارصة الأتراك هم الشركاء الحقيقيون في الجمهورية القبرصية التي أسست عام 1960. وكنا موقعين على تأسيس الجمهورية، والأقليات تم تحديدها عام 1960 وهما الأرمن والموارنة. ولسنا بعدد القبارصة اليونانيين، ولكن هذا لا يجعلنا أقلية ونحن متساوون سياسيا. ومنذ انهيار الشراكة نحن نرى أنه لا توجد جمهورية قبرصية شرعية، والتي أتت هي جمهورية قبرصية - يونانية، والعالم يدعي انه يتعامل مع الجمهورية القبرصية.ويمكنني الادعاء بأنه لا فرصة لحل عادل ومتساو للنزاع في قبرص، لأن القبارصة اليونانيين ليست لديهم أي دوافع للمساومة والقبول بتسوية مع ناس لا يرونهم متساوين معهم، ويرونهم كأقلية وهم معترف بهم وعضو في الاتحاد الأوروبي والجمعية العامة للأمم المتحدة، ويمكنهم القيام باتفاقات ثنائية، إذن لماذا تجب عليهم المساومة معنا للوصول إلى حل عادل؟والمفاوضات مازالت مستمرة منذ 50 سنة، والجميع يعي، وأنا أيضاً، أن هذه آخر فرصة للمفاوضات نهاية السنة، وسيكون هناك تسوية أو سيكون واضحا للمجتمع الدولي انه لن يكون هناك حل. وحالة عدم اليقين حول القبارصة الأتراك يجب أن تنتهي. نحن لا نستحق هذه المعاملة من المجتمع الدولي، ولسنا خارجين عن القانون، ولسنا أقلية في قبرص، ورؤيتنا أن الجزيرة تتسع لنا كلنا، ولسنا ندعي بأننا نمثل الجزيرة وحدنا، ولا ندعي الحق بأن نسيطر على القبارصة اليونانيين، ويجب علينا التوقف عن الادعاء بأنها جزيرة إغريقية، لأنها لم تكن كذلك. بل على العكس كانت جزيرة عثمانية لقرون، ونحن لا نقول إنه يجب علينا أن نسيطر على الجزيرة.* كيف تنظرون للقبارصة اليونانيين؟- القبارصة الأتراك مثل القبارصة اليونانيين، ويمكننا التعايش بهذا الجزيرة عبر احترام وقبول بعضنا الآخر إذا كان للقبارصة اليونانيين هذه العقلية وأتوا للمفاوضات، فإننا سنصل إلى حل، وإلا فلن يكون هناك حل.إضافة إلى ذلك، عندما يقول الجميع إنه يجب حل الأزمة يجب علينا تعريف المشكلة أولا. وعندما نوافق على التعريف ستكون هناك فرصة للموافقة على التعريف للمشكلة. وجزء من المشكلة تعريف الطرف الآخر، وإن لم يكن هناك تشخيص، كيف سيكون هناك علاج؟ وخلال الـ 50 سنة الماضية كان للقبارصة اليونانيين الأفضلية في التفاوض، ونسمع أن هناك مساواة في المفاوضات ويطلق على رئيسي شطري الجزيرة في المفاوضات قادة القبارصة لا رؤساء دول. وهذه إهانة لذكائنا، لأن الرئيس القبرصي اليوناني عند مغادرته للقاعة يعلم في قرارة نفسه أنه رئيس، ولكن رئيسنا هو قائد للقبارصة الأتراك في نظر المجتمع الدولي. وإن كانت هناك مساواة، فالمفاوضات يجب أن تكون بين دولتي قبرص أو القادة القبارصة.* ماذا ستفعلون في حال فشل المفاوضات؟- هناك العديد من الخيارات التي سنتبعها في حال نجاح المفاوضات أو فشلها، ولكننا لن نفصح عنها حاليا، ويمكنني القول إن الشراكة مع القبارصة اليونانيين ليست خيارنا الوحيد، وليس هناك أمر إلهي ينص على أنه ليس هناك شيء آخر يفعله القبارصة سوى المشاركة. هناك احتمال للنجاح، ولكننا متحضرون لتسوية أو لا تسوية.* كيف انضمت قبرص للاتحاد الأوروبي إن لم تكن شرعية؟- انضمت قبرص للاتحاد الأوروبي بالرغم من مخالفتها لقواعد اتفاقية كوبنهاغن التي تنص على عدم وجود مشاكل او نزاعات مع الجيران، ولكننا نعلم بأن اليونان هددت برفض عضوية 10 دول عام 2004 في حالم عدم قبول طلب قبرص. ما حدث يعد خطأ مشتركا بين الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، والمشكلة كانت بسيطة وكان يمكن حلها، ولا أدري إن كانت هناك فرصة بالوصول إلى حال طالما أن هناك من يعامل القبارصة اليونانيين كجزء من قبرص المعترف بها.* هل هناك رابط بين عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي والأزمة القبرصية؟- يجب عدم ربط عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي وحل الأزمة في قبرص، فتركيا لم تبدأ الأزمة القبرصية، ولكنها اليونان التي لم تستطع تحمل الشراكة بين القبارصة في محاولة لإنشاء دولة إغريقية، ومع الأسف يربط موضوع قبول تركيا بالاتحاد بشرط اعترافها بقبرص. فلماذا ينظر المجتمع الدولي إلى تركيا كأنها المانع للحل، ويفرش للقبارصة اليونانيين واليونان السجاد الأحمر، في حين انهم يطلبون من تركيا أن تسحب قواتها؟ فإن ظن أحد أن تركيا ستتخلى عن التزاماتها وحل عادل في مقابل عضوية الاتحاد فإن حساباته خاطئة، مع العلم بأن تركيا تسعى لعلاقات محترمة مع الجميع.وقدم لنا الاتحاد الأوروبي 6 مقاعد؛ 2 لقبرص التركية و4 لليونانية، ونطالب بتوزيع عادل للمقاعد، وفي حال قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي، وهذا ما لا أعتقده، كما أي شخص آخر، فإننا سنعترف بعضوية قبرص في الاتحاد.* ما الحلول المتوقعة في حال نجاح المفاوضات؟- أي حل يجب أن يراعي التعداد السكاني في الشمال والجنوب، فغالبية التركيبة السكانية في الشمال يجب أن تكون تركية، وفي الجنوب يجب أن تكون يونانية، وهذا لا يمنع عيش القبارصة اليونانيين في الشمال والأتراك في الجنوب، ولكن اليونانيين يقولون إن هذا يتعارض مع الحق في حرية السكن والتملك، وهذا يتعارض مع حل الفدراليتين. وفي السابق قبلونا شركاء عام 1960، لأنهم كانوا مجبرين فقط، والمشكلة مشكلة فكرية، وجزيرة قبرص ليست إغريقية، وعندما يقوم الطرف الآخر بالاعتراف بنا كمواطنين يمكننا العيش معا كقبارصة أتراك ويونانيين، فهناك حل.
لقطات :
واجبنا الحفاظ على هويتنا
قال ارطغرل أوغلو: لا يمكننا الطيران مباشرة إلى بلادنا أو استخدام العناوين البريدية، ولا يمكننا المشاركة في الأنشطة الثقافية والرياضية، لأننا غير موجودين كدولة معترف بها. ماذا فعلنا لنستحق ذلك؟ رفضنا أن نكون مسيطرا علينا من قبل اليونانيين، ورفضنا إنشاء جزيرة إغريقية، وإذا كان هذا جريمة، فإنه يجب علينا متابعة هذه الجريمة. واجبنا الحفاظ على هويتنا وسيادتنا وحق تقرير المصير.انقلاب تركيا... يوم سعيد وحزين
ابتدأ ارطغرل أوغلو حديثه بالتعليق على الانقلاب الفاشل في تركيا «في 15 يوليو الماضي حدثت محاولة انقلاب في تركيا، وهو يوم مأساوي، وفي نفس الوقت قد يكون صالحا للاحتفال، فالأتراك وقفوا بشكل حازم ضد هذه المحاولة الفاشلة، ونزلوا إلى الشارع ومنعوا الانقلاب. هو يوم حزين وسعيد في نفس الوقت، وأنا متأكد من أن تركيا ستنهض من هذه الأيام كدولة أقوى، كدولة قال شعبها، بشكل حازم، إنه لن يتسامح مع الانقلابات بعد اليوم».لا نعلّم أولادنا الكراهية
في رد على سؤال عما إذا كانت هناك مشكلة دينية بين المسلمين والمسيحيين في شطري الجزيرة، أوضح الوزير أنه «لا مشكلة بين أحمد وأندريه، والاستقرار مؤمن بفضل القوات التركية، ولا نعلم أولادنا الكراهية في المدارس، كما أن هناك حوالي 400 إلى 500 مواطن قبرصي تركي في الجنوب، ونحو 400 قبرصي يوناني في الشمال، ويمكن للقبارصة اليونانيين حتى الزواج وممارسة شعائرهم في الشطر الشمالي».تركيا هي الأم
أنقرة هي الأرض الأم والدولة الوحيدة التي ساعدتنا، وهي الضامن الوحيد الذي أوفى بتعهداته، وبلادنا هي الأكثر أمانا في العالم، حيث يمكن للسائح الاستمتاع بأشعة الشمس مدة 300 يوم.