حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأثنين النظام السوري وحليفته روسيا والفصائل المعارضة على ضبط النفس في المعارك الدائرة في هذا البلد ولا سيما في مدينة حلب (شمال)، في ظل الأمل الضئيل في الخروج من الأزمة.

Ad

وألمح كيري إلى فشل مشروع العملية السياسية الانتقالية الذي كانت المجموعة الدولية لدعم سورية حددت موعده في الأول من أغسطس.

وقال وزير الخارجية الأميركي خلال مؤتمر صحافي «من الضروري أن توقف روسيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد الهجمات، كما هو من مسؤوليتنا حض المعارضة على ألا تكون طرفاً في هذه العمليات».

وكان الأول من أغسطس الموعد الذي حددته الدول الكبرى والإقليمية والأمم المتحدة المجتمعة في اطار المجموعة الدولية لدعم سورية، لبدء عملية سياسية انتقالية بين نظام بشار الأسد ومجموعات المعارضة.

وتنص خارطة الطريق التي تتبعها الأمم المتحدة في المفاوضات حول سورية، على انتقال سياسي خلال ستة أشهر اعتباراً من أغسطس، وصياغة دستور جديد، واجراء انتخابات خلال 18 شهراً.

وقال كيري «حدد هذا التاريخ في سياق التوافق على أن الأطراف المعنية ستتمكن من الحضور إلى المباحثات وستباشر التفاوض على الفور».

وأضاف «لكن بسبب الهجمات المستمرة التي يشنها نظام الأسد وجدت المعارضة نفسها عاجزة عن الحضور إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات في حال لم تتوقف المواجهات».

وتشهد مدينة حلب، التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلاً للقصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الأحياء الشرقية من المدينة، وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية.

وتفرض قوات النظام منذ أسابيع حصاراً مطبقاً على الأحياء الشرقية من حلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة بعد أن تمكنت من قطع طريق الإمداد الأخير إليها، ما أثار مخاوف من حدوث أزمة إنسانية تطال نحو 250 ألف شخص محاصرين فيها.

وأعلنت موسكو الخميس عن فتح «ممرات إنسانية» من الأحياء الشرقية المحاصرة نحو الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية أمام المدنيين والمسلحين الراغبين بالمغادرة.

من جهة أخرى، اعترف كيري ضمناً بفشل مشروع بدء مرحلة الانتقال السياسي في سورية في الأول من أغسطس.

وقال «منذ الوقت الذي أعلن فيه هذا التاريخ وحتى اليوم، حاولنا بانتظام التوصل إلى وقف فعلي للأعمال القتالية».

وأضاف «هذه الأيام مهمة لتحديد ما إذا كان أي من نظام الأسد أو روسيا سيحترم توصيات الأمم المتحدة أم لا»، موضحاً أن «المؤشرات حتى الآن مقلقة جداً للجميع».

وتابع «سنرى خلال الساعات القليلة المقبلة ما إذا كان في امكاننا تغيير هذه المعادلة».