من رواية «الهاوية»: «انتهت الحرب الأهليّة اللبنانيّة على الأرض لكنّها لا تزال مستعرة هناك، في رأس سهيل الصغير. هناك، تختلط الأحداث والمشاهد والأزمنة، وينطوي كلّ شعور على نقيضه: جدليّة الحبّ والكره تجاه أخيه الكبير، توجّسه الدائم من زوجة ترعاه لكنّه يشعر بأنها تنتظر لحظة موته، حبيبة قديمة لعلّها نسيت اسمه لكنّه لا يزال يستعيدها ويؤرّقه شبحها، يحاول عبثاً البحث عنها ولا يجدها. الصداع مؤلم، والطنين عالٍ. أين يهرب؟ حلمه الوحيد الآن أن يختبئ داخل قشرة بيضة! هناك حتماً ستختفي الأصوات، وسينام أخيراً.

أراد سهيل أن يقترب ويصفع زهرة، يصفعها بقوّة، لا لشيء... فقط لتعبيرها عن كل هذه السعادة. لم يكترث للرجل الذي كان يتأبّط ذراعها، أراد أن يؤذيها هي فقط.

Ad

هدّدها بنظراته: «سأتركك ترحلين الآن لكنني أنتظرك غداً».

«الخيمة البيضاء»

في روايتها «الخيمة البيضاء» تروي الكاتبة الفلسطينية ليانة بدر حكاية مدينة تقع خلف الأسياج الشائكة، لا تزال تخوض معاركها بصمت؛ حكاية جيل يحارب العجز بروح لم تنكسر وبوسائل جديدة، نساء لا يزلن يحملن في ضلوعهن الأمانة: واحدة تعبر يومياً الحواجز المذلة لتؤكد على حقها في المكان، وأخرى تبحث في بهتان المرحلة على الشعلة فتجدها هذه المرة على الجبهة الإجتماعية لا السياسية. من الرواية:

«سأسحق قطع الحلوى إلى ما لا نهاية 

سأُفتّتها طحيناً مُلوّناً على الأرض 

لكي يختلط ببعضٍ من مياه مطر 

كان ذات يومٍ في ساقية 

سأخلطها مثل صلصال لكي أصنع 

دقيق الكلام «الأبيض».

إنّها رام الله في الصباح. تبدأ الرواية في دُوّار وسط المدينة حيث قلبها النابض، وتستمرّ خلال أربعٍ وعشرين ساعة لكي تكتمل فصولها على حاجز قلندية. ما بين العلاقات المرتبكة والحواجز والجدران وتصوُّرات الأفراد عن ذواتهم وقصص الأمكنة، هل يمكن للرواية أن ترسم ما يخلخل الصور المألوفة بحثاً عن وقائع الشخصيّات، وعن أحلامها التي بدأت تتبخّر، على الرغم من اليقين بوجودها؟!

**

لا لكلّ الخيم التي اختبأت في ظلالها، لا لكلّ خيم المشرق والمغرب!»

زينب مرعي

مواليد بيروت، عام 1986. حائزة شهادة ماجستير في اللغة الفرنسيّة وآدابها من كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في الجامعة اللبنانيّة. عملت وكتبت في الصحافة اللبنانيّة والعربيّة منذ عام 2005 حتى عام 2015. «الهاوية» هي روايتها الأولى.

ليانة بدر

كاتبة فلسطينيّة وُلدت في القدس وتعيش حاليّاً في رام الله. درست الفلسفة وعلم النفس في بيروت، وحصلت على ماجستير في الدراسات العربيّة المعاصرة في جامعة بيرزيت.

عملت في الصحافة الثقافيّة وأسّست لبعض المجلات والدوريات الأدبيّة مثل «دفاتر ثقافيّة» و«أوراق ثقافيّة». لها العديد من الروايات والقصص والنصوص الشعريّة التي تُرجمت الى الانكليزيّة، الفرنسيّة، الإيطاليّة، وغيرها، فضلا عن قصص للأطفال ومسرحيّة غنائيّة.