لم يخرج اليوم الأول من «ثلاثية الحوار» الوطني اللبناني، التي انعقدت أمس، في مقر إقامة رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة بأي نتيجة.

وأفادت المصادر المتابعة، بأن اليوم الأول اصطدم بجدار المواقف السياسية المعروفة، ولم يبادر أي طرف إلى تقديم تنازل أو مبادرة تذكر لا بشأن الرئاسة، ولا فيما خص قانون الانتخاب.

Ad

وكان لافتاً كلام المضيف، الذي تحدث عن سلة كاملة، تبدأ برئيس الجمهورية، وقال بري في كلمة افتتاحية: «يجب أن نتفق، نظراً إلى خطورة الوضع داخلياً وخارجياً، وهذا الخطر يفرض علينا أن نتفق، وأن يكون الاتفاق على «دوحة لبناني» (تيمناً باتفاق الدوحة الذي أفضى إلى انتخاب قائد الجيش اللبناني السابق العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية عام 2008)، يبدأ من الرئاسة وهذه السلة هي أساساً موجودة في جدول الأعمال».

وحصل سجال خلال الجلسة بين رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد بشأن ملف الرئاسة، في حين خرج رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط من الجلسة قبل أن تنتهي، لافتاً إلى أن «هناك عقبات وعراقيل، لكن لا بدّ من الاستمرار بالحوار»، مضيفاً: «الأمور تحتاج إلى القليل من الصبر وبيمشي الحال، واتفق مع الرئيس بري على استمرار الحوار». وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض: «أننا متفقون على الطائف والمواقف لم تتغيّر»، مشيراً إلى أنه «لا نتائج جديدة في الجلسة، ويجب إحداث خرق بما يخصّ قانون الانتخاب».

أما وزير الخارجية جبران باسيل فقال: «لن نقبل بأي قانون انتخابي بل نريد قانوناً له قاعدة واحدة ومعيار واحد، وليس قانوناً مفصلاً حسب مصالح القوى السياسية».

بدوره، اعتبر النائب طلال أرسلان أن «جوّ الحوار كان مريحاً والكلام كان إيجابياً»، لافتاً الى أنه «إذا لم نتوصل إلى اختراق جدي في قانون الانتخاب، فسنعود إلى نقطة الصفر».

وأشار رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل إلى أنه «لا شعور بالمسؤولية تجاه الناس»، في حين لفت وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إلى أن «النقاش كان ودّياً جداً».

وعلّق رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي فور خروجه من الجلسة قائلاً: «لم يحن موسم القطاف». وبعد الجلسة، عُقد لقاء جانبي في عين التينة بين بري ورئيس الحكومة تمام سلام والسنيورة.

ولفت أمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان إلى أن الجامع المشترك بين رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب «هو الميثاق، وبند واحد الدستور والعودة إلى الشعب».

وخلال تلاوته بيان التكتل إثر اجتماعه الدوري الأسبوعي، جدد كنعان المطالبة «باحترام الدستور في اختيار الرئيس والشراكة الوطنية، والتفاف الأغلبية الساحقة حول مرشح يمكنه إيصال الخيار الوطني والمسيحي إلى سدة الرئاسة».

وأشار إلى أن «قانون الانتخاب يجب أن يكون ميثاقياً، وأهم شروطه تأمين الشراكة المسيحية-المسلمة والتمثيل العادل للجميع»، معرباً عن الأمل «ومن خلال المبادرة اللبنانية اللبنانية وبمعزل عن التدخل الخارجي، أن يحقق الحوار نتائج إيجابية».

في سياق منفصل، استقبل الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، رئيس لجنة الأمن والخارجية في مجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي والوفد المرافق له، بحضور السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي، وجرى التباحث في آخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة.