بشكل متسارع بدأت ترتسم ملامح القضايا التي ستتمحور حولها المناظرات التلفزيونية الثلاث بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في سبتمبر وأكتوبر المقبلين.وتبعا لما شهدته الهجمات السياسية والشخصية التي تبادلها الخصمان، وكذلك حملتاهما الانتخابية، فمن المتوقع أن يأخذ الجانب الشخصي حيزا رئيسا، في الوقت الذي لا يتورعان عن استخدام كل الادوات سواء كانت مباحة أو لا.
ترامب الذي لم يعد يعرف كيف يلتزم بآداب الحوار ولياقاته، على ما تصفه معظم الكتابات والحوارات المنشورة في الإعلام الأميركي، لا يبدو أنه سيلقى من يضع حدا لأسلوبه هذا، خصوصا من أوساط "حزبه".ويتساءل الكثير من المحللين عما إذا كان الحزب الجمهوري لا يزال قادرا على ادعاء قيادته للحملة الانتخابية الجارية هذا العام، أم انها اندثرت تحت أقدام بليونير برامج تلفزيون الواقع؟ومع تصاعد الانتقادات التي يتعرض لها منذ تهجمه على عائلة خان المسلمة التي فقدت ابنها في العراق عام 2004، سجل الإعلام الأميركي قصورا في ردود الفعل الجمهورية لإدانة تصريحات ترامب.ورغم الإحراج الذي وقع فيه قادة الحزب بسبب تلك المواقف، وما سبقها وتبعها من تصريحات إشكالية طرحها ترامب، سواء حول روسيا ودورها في أوكرانيا إلى طلب مساعدتها لنبش 30 الف رسالة إلكترونية لكلينتون، وتهجمه على أحد كبار قادة الجيش، منتقدا إياه على فشله في الحرب ضد داعش، رغم ذلك اقتصر الأمر على تصريح للسيناتور جون ماكين وصف بالقوي، لكنه لم يصل الى حد العودة عن تأييد ترامب.ومع بدء الصحافة نشر بعض الصور العارية لزوجته ميلانيا ترامب تعود لحقبة التسعينيات، تبدو الأمور تسير في مسالك لم تعهدها الانتخابات الأميركية سابقا، فيما تتساءل أوساط عن مدى دستورية ان تكون زوجة الرئيس غير أميركية المولد؟ومع إصرار ترامب وحملته على استغلال قضية البريد الالكتروني لكلينتون وحزبها، في الوقت الذي تؤكد الجهات التي نشرت بعضها كمؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانغ بأنه سينشر المزيد قريبا، تستعد حملة كلينتون لمضاعفة جهودها لكشف المزيد من ملفات ترامب المخفية.وفاجأ الملياردير وارين بوفيت الأميركيين بظهوره أمس الأول مع كلينتون في ولاية أوماها، متحديا ترامب أن يكشفا معا سجل ضرائبهما، قائلا إنه مثل ترامب تخضع سجلاته لمراجعة من مصلحة الضرائب، لكن لا شيء يمنعه من كشفها حتى قبل انتهاء عملية التدقيق.وطرح انضمام بوفيت إلى الملياردير مايكل بلومبرغ في تأييد كلينتون، بما يمثلانه، العديد من التساؤلات عما اذا كانت تلك الفئة من الأغنياء الذين تدير ثرواتهم ليس فقط الاقتصاد الأميركي، بل وجانبا مهما من اقتصادات العالم، ستكتفي بانتقاد ترامب، أم انها ستصعد من خطابها ضده لقلب الأمور رأسا على عقب. وباتت أوساط أميركية عدة تتحدث بلغة أكثر وضوحا عن وجود شبه تسليم أو غض نظر حقيقي من قيادة الحزب، سواء بالتواطؤ أو لقصر اليد، لتمكين كلينتون من الفوز في الانتخابات في نوفمبر المقبل، لفترة رئاسية واحدة على الاقل، بسبب تداعيات ما قد يجلبه فوز ترامب على الولايات المتحدة والجمهوريين خصوصا.وتضيف تلك الأوساط أن الأمر قد لا يكون مفاجئا بعد الذي جرى في مؤتمر الديمقراطيين، وظهور الكثير من الرموز الجمهورية فيه معلنين دعمهم لكلينتون، أو في التزام معظم قيادات الحزب الصمت او الاقلال من الكلام.وفي اعتقادها أن تحالفات واصطفافات لم تكن متوقعة بدأت تتشكل، مترافقة مع خطاب ديمقراطي ظهر خلال مؤتمر الحزب في فيلادلفيا الأسبوع الماضي، خاطب فيه المتحدثون القاعدة الجمهورية والمحافظة تحريضا ضد ترامب، واصفين إياه بأنه ليس جمهوريا ولا يمثل قيم الجمهوريين ومبادئهم، طالبين منهم الانفضاض عنه "من دون الشعور بأي خيانة ضد حزبهم الذي لا يمثله في هذه الانتخابات أي مرشح حقيقي"!هكذا استخدمت كلينتون تعابير الرئيس الاسبق رونالد ريغان عندما قالت إن ترامب يقلب شعار "الفجر في أميركا" إلى "ظلام الليل في أميركا"، وهكذا اعتبر الرئيس باراك ان أوباما ترامب لا يمثل الجمهوريين وهم منه براء.ورغم أن موعد الانتخابات لا يزال بعيدا، ومستقبل الحملات الانتخابية سيكون متبدلا على الدوام، تراهن كلينتون على الاستفادة من الايجابيات التي حصدها مؤتمر الحزب الديمقراطي، ما منحها تقدما في استطلاعات الرأي بنحو 7 أو 9 نقاط بحسب بعض المؤسسات، لعل الامر يمكنها من طي تهمة عدم الثقة التي دمغتها منذ بداية السباق الى البيت الأبيض.
دوليات
ترامب يحرج الجمهوريين بنزاعه مع آل خان
03-08-2016