أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، أمس، أنها أحكمت سيطرتها بالكامل على حي إضافي وسط مدينة سرت، لتضيق بذلك الخناق على تنظيم «داعش» الذي تعرضت مواقعه في المدينة المتوسطية، أمس الأول، لضربات جوية أميركية.

وقالت القوات الحكومية إنها باتت تسيطر بشكل كامل على حي «الدولار» وسط سرت (450 كلم شرق طرابلس) الذي اقتحمته الأحد الماضي. وانتقلت الاشتباكات إلى منطقة قصور الضيافة الواقعة بين حي «الدولار» ومركز قاعات وأغادوغو، المقر الرئيسي لتنظيم «داعش» في سرت.

Ad

وبعد أكثر من شهرين على عملية «البنيان المرصوص» لاستعادة سرت الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف منذ يونيو 2015، أعلنت حكومة الوفاق، أمس الأول، عن ضربات جوية أميركية بناء على طلب منها. وأوضحت القوات الحكومية، في بيان أمس، أن الطائرات الاميركية شنت خمس غارات استهدفت مواقع وآليات لـ «داعش».

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بيتر كوك أن الغارات الأميركية ستتواصل.

وقام رئيس الوزراء الليبي فايز السراج، أمس، بزيارة الى مركز قيادة عملية «البنيان المرصوص» في مصراتة حيث شدد على «وضع كافة الامكانيات المتاحة لدعم قوات» حكومته.

جبهة جديدة

ومع أولى الضربات الاميركية في سرت، يكون التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة فتح جبهة جديدة في الحرب مع «داعش» الذي يتعرض لحملة عسكرية دولية في كل من العراق وسورية.

وإلى جانب سيطرته على مدينة سرت التي تبعد نحو 300 كلم فقط عن السواحل الاوروبية، يتواجد التنظيم في مدينة بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) حيث يخوض معارك مع قوات موالية للبرلمان المعترف به دوليا يقودها الفريق أول خليفة حفتر الذي لا يعترف بحكومة الوفاق.

وتقوم مجموعة عسكرية فرنسية بمساندة القوات التي يقودها حفتر عبر مراقبة تحركات هذه التنظيمات، بحسب ما أعلنت باريس. وأثار إعلان السلطات الفرنسية عن تواجد عسكري في شرق ليبيا موجة احتجاجات في العاصمة طرابلس ومدن الغرب الليبي الاخرى الخاضعة لسلطة حكومة الوفاق قبل أيام.

فرنسا

وأكدت فرنسا من جديد «دعمها الكامل» لحكومة الوفاق، وذلك بعد اسبوع من مطالبتها باريس «بتوضيحات رسمية» عن الوجود العسكري الفرنسي، مرحبة بالضربات الأميركية وذلك في اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية جان مارك آيرولت بالسراج.

مصر وإيطاليا

وفي مصر التي تدعم حفتر أيضا، قال السفير أحمد ابو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن القاهرة على علم بالضربات التي قامت بها القوات الجوية الأميركة في ليبيا، مؤكدا أن مصر تدعم هذه الضربات. وأكدت ايطاليا، المعنية بالملف الليبي، دعمها الكامل لحكومة الوفاق مرحبة بالغارات الجوية الأميركية.

موسكو

في المقابل، أعلن سفير روسيا في ليبيا إيفان مولوتكوف، أمس، أن الضربات الجوية التي تقوم بها واشنطن على مواقع تنظيم «داعش» في ليبيا تفتقر إلى الأسس القانونية. ورفض الدبلوماسي الروسي التعليق على إمكانية قيام بلاده بتوجيه ضربات ضد مواقع «داعش» في ليبيا إذا حصلت موسكو على طلب مناسب في هذا الشأن.